أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - نعم للقراءة المستدامة، لا للباشوتاج














المزيد.....

نعم للقراءة المستدامة، لا للباشوتاج


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


مباشرة بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار ذات نهاية يوم رمضاني من سنة ماضية، ولجت إلى حسابي الفيسبوكي المحدث آنذاك لأجد في انتظاري تحية عطرة من أحد زملائي وكانه يستدرجني إلى دردشة خفيفة.
من باب اللباقة أخبرت صديقي القديم بأني مشغول بفكرة تدشين جداري بموضوع عساه ينال تقدير باقي الأصدقاء الذين تهاطلت علي دعواتهم للترحيب بهم في نادي الأصدقاء. هكذا عشت لحظات تردد بين تفعيل رغبتي في الكتابة لأول مرة على الفيسبوك وبين التعليق على بعض الأفكار التي جادت بها قريحة بعض الأصدقاء. وبينما أنا كذلك إذا بعزيز كوكاس يدعوني للرد على فكرته التي عبر عنها هكذا: "برفقة أعز ما أملك مكتبتي الصغيرة فوق سطح المنزل، كما لو أني كنت اود أن أنشر باكرا، ولما لم أستطع حينها تعلمت أن انشر كالغسيل ذاتي وكتبي فوق بيتنا بحي الخير يوم هاجمتنا المياه ولم تسلم كتبي من الغرق في 1986."

بعد الانتهاء من قراءة هذه التلميحة، تنفست الصعداء وكاني عثرت على ضالتي. أعدت قراءة التدوينة باهتمام خاص وتفحصت الصورتين المرفقتين مليا ثم شرعت في الكتابة معلقا على فكرة الصديق العزيز كوكاس.
قلت له: من خلال الصورتين، يظهر أنك تفضح المستور وتنشر المنشور؛ بمعنى أنك وضعت الأصبع على الجرح وأن الكتب والمطبوعات المبللة الماثلة في الصورة نشرت -للمرة الثانية- على السطح حتى تتعرض لما يكفي من دفء الأشعة الشمسية وتتماسك من جديد. لقد أوحى لي صنيعك هذا بأشياء كثيرة سأحاول أن أخص منها بالذكر واحدة تتعلق بنمط ونظام الدراسة اللذين كنا نخضع لهما - نحن أبناء الطبقات الفقيرة.
لم يكن للواحد منا حجرة خاصة به تحتوي على سرير وتير ومكتبة تنتظم فيها الكتب والوثائق التي كنا في أمس الحاجة إليها لتوسيع آفاق معارفنا. في ظل هذا الوضع كنا نكتفي بتدوين ما يلقى على مسامعنا من دروس ومحاضرات تمهيدا لحفظها عن ظهر فلب استعدادا للامتحان الذي يعز فيه المرء أو يهان. وعندما لا يجد الأساتذة أثناء التصحيح والتقويم لأوراق الامتحان أي بصمة خاصة بالممتحن من شأنها التأشير على ذكائه وكفايته يقولون: هذه بضاعتنا ردت إلينا.
كما لا زلت أذكر كيف أن الأستاذ علي أومليل قبل ان يعين سفيرا بلبنان، لما لاحظ أن الطلبة يدونون في كراساتهم أي كلمة صدرت عنه في معرض تقديم محاضراته قال لهم: "الله يعفو عليكم من كتابة كل شيء".
ها أنت ترى كيف أصبح الطلبة الفقراء مسؤولين عن ظهور وإشاعة المقولة الأخيرة (بضاعتنا ردت إلينا) بعدما كانوا يظهرون في صورة أبطال من خلال المقولة التليدة التي مفادها: لولا الفقراء لضاع العلم! لهذه الأسباب، نجد أن أغلب خريجي كلياتنا، خاصة كليات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، يتوقفون عن القراءة وكأنهم لم يراهنوا خلال مسارهم الدراسي سوى على الوظيفة والسيارة والبيت والزوجة زائد الأولاد، ناسين ان هذه حقوق لا تفسد للأحلام قضية.
وإذا ما قدر لهم أن يجتازوا امتحانا للترقية نجدهم يلتجأون إلى الباشوطاج (Bachotage). وحتى أعفيك أخي عزيز من تجشم عناء البحث في القواميس عن معنى هذه الكلمة أرى من واجبي أن أشرحها لك. يعني الباشوطاج أن المترشح للامتحان المهني يكتفي بأن يستجمع بعض الوثائق ذات الصلة بالمواد التي سيمتحن فيها ويقوم بقراءتها خلال مدة وجبزة تفصله عن موعد الامتحان.
إذا كانت نتيجة الامتحان إيجابية فإن صاحبنا يودع القراءة إلى أجل غير مسمى. أما إذا كانت سلبية فلسان حاله يقول: إلى باشوطاج لاحق! كيف ننتظر من طالب فقير لم يتعود على القراءة "بقواعدها" وبشكل منظم أن يستمر في القراءة خلال حياته العملية؟
الدراسة المستدامة في المغرب بقيت حكرا على العائلات العريقة التي تحرص على أن توفر لأبنائها كامل الشروط المادية والمعنوية ليتشربوا متعة القراءة وياستمرئوا النظام منذ نعومة أظافرهم. لست أذكر الموضع الذي قرأت فيه أن أحد أقطاب الزاوية الكتانية كان شغوفا بالقراءة في مكتبته العامرة بنفائس الكتب. من خلال السياق المقروء ترسخ في ذهني أن تفرغ الكتاني للقراءة كان على حساب المريدين الذين يقدمون له الهدايا والعطايا بدون حساب.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المملكة المتحدة تدخل عصرا جديدا من الملكية مع الملك تشارلز ا ...
- الإيديولوجيا والثورة في فكر كارل ماركس
- الحزب الاستراكي الموحد بتمارة الصخيرات يوجه رسالة مفتوحة إلى ...
- الكاتب الأرجنتيني خوليو كورتاثر أو شي غيفارا الأدب
- كيف يكتسي العقل والروح لونهما تحت تأثير الأفكار؟
- نقد راي نيتشه في الحب والمرأة
- مشروع الأنوار من وجهة نظر تزفتان تودوروف
- بنسليمان: المجلس الجهوي لحزب الشمعة يتضامن مع يوسف بنصباحية ...
- مقارنة فلسفية بين المعتقدات والمعارف
- فلسفةرتشارد رورتي وموقعها في الفكرالأمريكي
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء السادس و ...
- بيان جماهيري من المكتب السياسي للحزب الشيوعى السودانى
- أي مستقبل للحلم المغاربي؟
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الخامس)
- انخراط المغرب في الرأسمالية المتوحشة ضرب التضامن الاجتماعي ف ...
- الاجواء والظروف الحالية التي يمر في ظلها الاحتفال بعيد الشغل ...
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الرابع)
- إشكالية الأنا والأخر في -رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن- ...
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثالث)
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثاني)


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - نعم للقراءة المستدامة، لا للباشوتاج