أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - إشكالية الأنا والأخر في -رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن- لإيريك ايمانويل شميدت














المزيد.....

إشكالية الأنا والأخر في -رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن- لإيريك ايمانويل شميدت


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 14:22
المحور: الادب والفن
    


قبل الإقدام على تسطير أول كلمة في هذا المقال لا بد من التعريف، ولو بإيجاز، بصاحب الرواية الوارد عنوانها في العنوان أعلاه. باستشارة موسوعة ويكيبيديا نجد أنه ولد في 28 مارس 1960، وأنه روائي، و كاتب مسرحي، و مخرج فرنسي من أصول بلجيكية..قدمت أعماله في المسارح العالمية، وحاز.على شهرة كبيرة في الوطن العربي بفضل هذه الرواية التي مرجعنا اليها في هذه المحاولة.
لعل ما ضمن للكاتب شهرة في الآفاق العربية هو تناوله، من منظور انساني رحب، لقضية الصراع التاريخي بين اليهود والمسلمين حيث وظف مقدراته الخيالية لنسج علاقة مثالية، متينة بأواصرها الانسانية بين هذين المجتمعين المتحارين من خلال قضة جرت أطوارها بين فتى يهودي (موسى) وبقال مسلم (ابراهيم). وبما ان الشخصينين تعيشان في حي باريسي تخيم عليه أجواء سلمية، أمكن للكاتب أن يطور العلاقة بين الفتى اليهودي والبقال المسلم الى أقصى مدى ممكن. اذ نبض في قلب كل منهما أرقى المشاعر (الأبوة والبنوة).
في ظل جو من الهدوء والهناءة، كان الفتى، من حين لآخر، يزور صديقه البقال وهو في حانوته ليتبادل معه أطراف الحديث. هكذا استمر ديدن الفتى الى أن نشأت بينهما علاقة مبنية على تواصل انساني، لا سيما وأن الشاب في أمس الحاجة الى أذن تصغي الى آهاته ومعاناته.
من خلال هذا السياق التنفيسي، يقف القارئ على أن الشاب اليهودي يشكو من الوحدة ومن تحمله لمسؤوليات الكبار قبل الأوان. هجرته أمه وتركته وجها لوجه أمام أب فظ القلب، مارس عليها ساديته مما جعله يشعر بالحرمان والقهر، ويميل الى هامش الانحراف والضياع، لولا أن ابراهيم أحبه وأشفق لحاله، فمد له طوق النجاة، وساعده على فهم الحياة والناس، ووقف الى جانبه في المحن والشدائد، وكأن الاختلاف الديني بينهما لم يخلق العداوة، بل عزز الأحاسيس الانسانية.
بصراحة، تبقى هذه المحاولة ناقصة اذا لم تفرد حيزا، ولو على شكل فقرة أو فقرتين، للوقوف على جمالية عنوان الرواية: "السيد ابراهيم وأزهار القرأن الكريم". هنا، من خلال الدلالة العامة للعنوان، يحق لي اعتبارها أهم سبب على الاطلاق كامن وراء الشهرة النجومية التي اكتسبها الكاتب بين معاشر القراء العرب، خاصة وأنها تمنح لهم مرتبة "الأنا" بينما تجعل اليهود هم "الآخر".
وفي تأويل أخر، فقد أزهر الحب بين الفتى اليهودي والبقال وبات وجها آخر للدين، وبذلك انفتح المسلم المتصوف على اليهودي معتمدا على تعاليم دينه، التي أشار اليها الروائي ب"أزهار القرآن". وبما أن الأخير على علم بتقديس المسلم للنص الديني فقد جعل هذه العلاقة جزءا لا يتجزأ من جماليات العنوان، بحيث شخص لنا ابراهيم كرجل ورع يتخذ من آيات الذكر الحكيم نبراسا هاديا له في حركاته وسكناته، ونورا ينير به علاقاته الانسانية، لهذا بات ضرورة حياتية وجمالية كالأزهار تماما.ليس غريبا، في كنف هذه العلاقة المنفتحة، أن تثمر لكلا الطرفين، بشكل متبادل، عن تعويض لنقص دفين في الأعماق. بالنسبة لابراهيم، وجد فيها تعويضا نفسيا عن نقص يشعر به جراء عزلته عن الدفء العائلي. أما موسى فكانت غنيمته منها (العلاقة) عبارة عن تعويضه عن الحرمان من حنان الأم والأب كليهما. ويبدو أن اسم ابراهيم قد اختير عن رغبة في تأكيد أن المرجعية الدينية واحدة، لأن النبي ابراهيم (عليه السلام) هو أبو الأنبياء جميعا، يلتقي في ظلاله المسلم واليهودي، لهذا بقي اسمه ثابتا على مر العصور بسبب ثراء دلالته.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثالث)
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثاني)
- في السجال بين ديكارت وهوبز حول الانفعالات
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الأول)
- هيئات سياسية ومدنية ونقابية تتضامن مع سكان دوار الجديد أمحيج ...
- هل حميد المهدوي صحافي كما يصف نفسه؟
- محللون وخبراء يتوقعون حربا مطولة في السودان مع تهديد بالتدخل
- قراءة في كتاب -التواصل والتنازع: مناظرة هابرماس وليوتار- لغا ...
- قراءة نقدية لاطروحة محمد بلفقيه الداعية لاستبدال العلوم الان ...
- السودان: عمليات إجلاء المدنيين والدبلوماسيين الأجانب جارية ع ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- المغرب: انتخاب الحركي مبديع على رأس لجنة العدل النيابية أثار ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- السودان: وضع اجتماعي على حافة اليأس في ظل استمرار الاشتباكات ...
- بدء مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا رهين بنظام عالمي جديد ...
- إيمانويل كانط.. الفيلسوف الذي اعتكف جسده وسافر عقله


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - إشكالية الأنا والأخر في -رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن- لإيريك ايمانويل شميدت