أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم خليل العلاف - العراق المعاصر وسياساته العربية وعلاقته الخاصة بالجمهورية التونسية*















المزيد.....

العراق المعاصر وسياساته العربية وعلاقته الخاصة بالجمهورية التونسية*


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
فرصة طيبة ، وجميلة أن اكون على أرض تونس الخضراء الحبيبة ، لأتحدث في موضوع يهمنا جميعا . وقد وضعتُ له عنوانا اعتقد أنه يفي بالغرض ويتطابق مع المهمة التي تشرفنا بها وتليق بنا ونحن نشارككم هذا التفاعل بإقامة معرض الكتاب الجميل والمفيد هذا . والعنوان الذي اقترحته لهذه المحاضرة هو ( العراق وسياساته العربية وعلاقاته الخاصة بالجمهورية التونسية . ومعنى هذا ان ثمة ثلاث محاور تدور حولها هذه المحاضرة وهي اولا تاريخ العراق المعاصر وثانيا طبيعة سياساته العربية وثالثا علاقاته الخاصة بالجمهورية التونسية .
وانا اكتب هذه المحاضرة تذكرت الكثير مما اود الاشارة اليه في علاقة العراق بتونس الخضراء الحبيبة . تذكرت في تاريخنا القديم علاقات بلاد ما بين النهرين والحضارات التي قامت فيه من سومرية واكدية وبابلية واشورية بالحضارات التي شهدتها تونس وبخاصة ايام الفنيقيين ورحلاتهم البارعة الموفقة عبر البحار .
كما تذكرت علاقات العراق ايام الدولة العربية الاسلامية بتونس وبعدها علاقات العراق بتونس ودعمه لحركة التحرر الوطني فيها خلال النضال ضد المستعمرين الفرنسيين الذين وطأوا ارض تونس سنة 1882 وكيف ان العراق كان من اوائل الدول التي وقفت مع تونس والتونسيين وهم يجاهدون من اجل الاستقلال .تذكرت وقفة الدكتور محمد فاضل الجمالي وزير الخارجية العراقية وبعدها رئيس الوزراء مع تونس ونضالها التحرري ومن بعد ذلك كيف كافأت تونس الجمالي فكان مواطنا تونسيا واستاذا للتربية في الجامعة التونسية حتى وفاته رحمة الله عليه . وتذكرت القاص والروائي العراقي – التونسي المرحوم عبد الرحمن مجيد الربيعي ووفاته قبل فترة قصيرة في تونس .وتذكرت اخيرا علاقتي بالبروفيسور الدكتور عبد الجليل التميمي خريج كلية الآداب – جامعة بغداد في الخمسينات من القرن الماضي واسهاماتي معه في مؤسسة التميمي الثقافية التاريخية أمد الله بعمره ومتعه بالعافية .
فقط اود ان اذكركم ان والي تونس ومؤسس جامع الزيتونة هو موصلي ولي مقال منشور على شبكة المعلومات العالمية –الانترنت ورابطه التالي :

*مدونة الدكتور ابراهيم العلاف *http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2020/07/blog-
post_33.html
*https://www.facebook.com/photo/?fbid=10227602692229846&set=a.1661700019326

والمقال بعنوان : " عبيدالله بن الحبحاب السلولي الموصلي والي تونس ومؤسس جامع الزيتونة " اقول فيه : " كثيرا ما يتحدث المؤرخون والآثاريون عن جامع الزيتونة أو جامعة الزيتونة في تونس من دون ان يشيروا الى أن من بناه هو والي تونس الموصلي عبيد الله بن الحبحاب السلولي .وقيمة جامع الزيتونة او لنقل جامعة الزيتونة تكمن في أنه اول جامعة في التاريخ الاسلامي . فالجامعة هذه تأسست سنة 114 هجرية أي 733 ميلادية. ولعل اول من اشار الى هذه الحقيقة شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي ( رحمة الله عليه) في محاضرة القاها في تونس سنة 1963 عندما كان يحضر مؤتمرا للآثار الاسلامية ضمن وفد عراقي يرأسه استاذي الدكتور فيصل الوائلي مدير الاثار العام انذاك ، وكان يدرسنا في قسم التاريخ بكلية التربية مادة التاريخ القديم (رحمة الله عليه ) .
وهكذا بين العراق وتونس وشائج قوية منها لغوية ومنها تاريخية ومنها دينية ومنها ثقافية ومنها سياسية ومنها اجتماعية واستطيع الاتيان بمئات الامثلة التي تثبت عمق هذه الوشائج وقوتها .
احدثكم عن تاريخ العراق قليلا واقصد هنا تاريخ العراق المعاصر وامتدادات دولته الحديثة منذ سنة 1921 وحتى يومنا هذا واقول ان تاريخ العراق الحديث والمعاصر هو تاريخ النضال من اجل التحرر والاستقلال كما هو تاريخ تونس المعاصر ومن حسن الحظ انني الفت كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر) بمنهجية اعتمدت (الوحدة بين اجزاء الوطن العربي وملاحقة الاحداث والظواهر التاريخية افقيا وليس من خلال تناول تاريخ كل دولة على حدة ) .
اقول عندما الفت كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ) واصدرته سنة 1986 وطبع في دار ابن الاثير للطباعة والنشر وهي دار نشر تابعة لجامعة الموصل قسمته الى عدة فصول ولاحقت الحادثة التاريخية افقيا وكما يأتي :
1. الوطن العربي تحت السيطرة العثمانية
2. الوطن العربي في مواجهة التغلغل الاستعماري
3. نشأة الحركة القومية العربية
4. اثر الحرب العالمية الاولى على مستقبل العرب
5. نشوء حركة الثورة العربية
6. تأسيس الكيانات السياسية الاقليمية
7. صعود حركة الثورة العربية بعد الحرب العالمية الثانية
8. تنامي حركة تصفية الاستعمار في الوطن العربي
9. اشتداد حركة الدعوة لتحقيق الوحدة العربية
وهكذا تحدثت عن تاريخ العراق السياسي المعاصر كما تحدثت عن تاريخ تونس السياسي المعاصر وحاولت الربط بين ما يحدث مثلا في الحجاز وما حدث في مصر وما حدث في العراق وما حدث في تونس وهكذا فالثورة العربية في الحجاز 1916 وثورة 1919 في مصر وثورة 1920 في العراق وثورة 1932 في تونس .
وفيما يتعلق بسياسات العراق العربية ومنها سياسته تجاه تونس فمما يسعدني انني كنت من اوائل الذين اشرفوا وناقشوا بعض الرسائل والاطروحات التي تتناول تونس وعلاقاتها واذكر انني ناقشت رسالة ماجستير في الجامعة المستنصرية ببغداد عن الحركة الوطنية التونسية في اوائل الثمانينات من القرن العشرين قدمها طالب تونسي لازلت اتذكر اسمه وهو الاستاذ محمد يوسف نحلة . كما درست تاريخ تونس الحديث والمعاصر ضمن برنامج الدراسات العليا في قسمي التاريخ بكليتي الآداب والتربية – جامعة الموصل ومنذ الثمانينات .وقد شهدت جامعة الموصل كما شهدت الجامعات العراقية الاخرى وخاصة قسمي التاريخ والعلوم السياسية مناقشات لرسائل واطروحات عن تونس وتاريخها المعاصر واحزابها ونضالها ورموزها وعلاقاتها السياسية العربية والاقليمية والدولية . وكان لنا طلبتنا من التونسيين كما كان لدى زملائنا في الجامعات التونسية طلبتهم من العراقيين .
العراقيون يعرفون المطربين التونسيين والمطربات التونسيات والتونسيون يعرفون المطربين العراقيين والمطربات العراقيات كما يعرفون الفنانين من التشكيليين والممثلين ورجالات المسرح وهذا شيء طبيعي يعزز العلاقات بين الاخوة وعبر العصور .
والعلاقات الاجتماعية بين التونسيين والتونسيات ايضا وطيدة واعرف كثيرا من العراقيات ومنهم من مدينتي الموصل متزوجات بتونسيين والعكس بالعكس .واتابع هذه الزيجات واجدها ناجحة وحميمية وهذا يعكس مدى التقارب الأخوي بين الشعبين العراقي والتونسي . واقول انني اجد تماثلا في السايكلوجيا بين الشعبين من حيث امتزاج فكرتي العروبة والاسلام ببعضهما في تونس والعراق وهذا أمر مهم في فهم طبيعة العلاقة بين الشعبين والتداخل القيمي والتاريخي والاجتماعي والثقافي الذي نجده حتى في سحنات العراقيين والتونسيين فالعراقيون ثوريون وتقدميون والتونسيون كذلك هما لا يقبلان الهون والذل ونحن ننتشي ونتذكر نضالنا ونضال اخواتنا في تونس عندما نسمع ما قاله المرحوم الشاعر الكبير ابو القاسم الشابي :
اذا الشعب يوما اراد الحياة * فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي * ولا بد للقيد ان ينكسر
هذه الابيات من منا لم يحفظها وهي طي كتبنا المدرسية منذ كنا اطفالا صغارا في الخمسينات من القرن الماضي .
في تاريخ العراق المعاصر محطات مهمة منها انه كان خاضعا للامبراطورية العثمانية منذ 1516 ميلادية حتى 1918 وكان مؤلفا من ثلاث ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة .ثم لظروف الحرب العظمى 1914-1918 وقع تحت الاحتلال البريطاني وبعدها وقعت ثورة العراقيين الكبرى سنة 1920 واضطرت سلطات الاحتلال الى الاستجابة لمطالب العراقيين في تأسيس الدولة العراقية الحديثة وتتويج الامير فيصل بن الشريف حسين ملكا على العراق واستمر النظام الملكي حتى وقوع ثورة 14 تموز 1958 وابتدأ النظام الجمهوري منذ ذلك اليوم وخضع العراق لحكم العسكريين حتى 1968 ثم للحزب الواحد حتى وقوع الاحتلال الامريكي –البريطاني في 9 نيسان 2003 ومنذ 2003 وحتى اليوم يحث العراق الخطى ويغذ السير من اجل تعزيز النظام الديموقراطي الليبرالي الفيدرالي التعددي وبالتأكيد هو يحتاج لسنوات اخرى لجعل التجربة الديموقراطية اكثر فعالية خاصة وان العراقيين مروا بعقود من الحروب والحصارات والغزو والاحتلال والصراع المسلح .
في تونس الشعب العربي قاوم معاهدتي 1881و1883 اللتان جردتا تونس عمليا من كيانها السياسي المستقل وحولتها الى مستعمرة فرنسية وتكونت حركة مقاومة قوية يتزعمها الشيخ محمد بن عثمان التونسي واسرع الفرنسيون الى اعتقال قادة الحركة ولم تلبث المقاومة ان انبثقت من جديد على يد شباب الزيتونة بقيادة المكي بن عزوز وهو من المثقفين المتأثرين بافكار المفكر المصلح خير الدين التونسي ومن تلاميذه الشيخ عبد العزيز الثعالب 1874-1954 ولاننسى دور جمعية تونس الفتاة 1909 وانتفاضات 1911 انتفاضة الجلاز ومقاطعة الترام وبعد ذلك تأسيس الحزب الحر الدستوري في اذار – مارس 1920وظهور حركة نقابية نشيطة 1924-1925 ودور محمد علي بالحامة وقد تطورت المقاومة في الثلاثينات وخاصة بعد وصول الجبهة الشعبية الى الحكم في فرنسا في نيسان 1936وعودة الثعالبي وتعاظم الحركة الوطنية واعتقال الحبيب بورقيبة ووقوع الحرب العالمية الثانية 1939-1945 واحتلال جيوش الحلفاء لتونس 1943 وخلع الباي محمد المنصف وتولي صالح بن يوسف امين عام الحزب الدستوري الجديد لقيادة الحركة الوطنية ومحاولة الفرنسيين ارضاء الوطنيين التونسيين وعودة بورقيبة في ايلول 1949 واستلامه زعامة الحركة الوطنية واعلان حكومة دي موليه الفرنسية الغاء معاهدة 12 ايار 1881 واستقلال تونس وابعاد ( البايات) واعلان قيام النظام الجمهوري يوم 25 تموز 1957 وتطور تاريخ تونس كما تعلمون حتى يومنا هذا . ومن خلال استعرض تاريخ العراق وتاريخ تونس نجد ان ثمة قواسم مشتركة واحداث متشابهة مر بها البلدان الشقيقان وهذا مما يجعل تاريخهما مع تاريخ العديم من البلدان العربية واحدا بحيث لا نستطيع ان نفهم تاريخ الوطن العربي المعاصر الا من خلال معرفة تفاصيل احداث كل بلد وكل مدينة وكل حركة سياسية عملت في هذا البلد العربي او ذاك .
مؤرخون عراقيون أرخوا لتونس ومؤرخون تونسيون ارخوا للعراق هم يعرفوننا ونحن نعرفهم ، وكذا الامر للشعراء والكتاب والفلاسفة والفنانين .
في تاريخ العلاقات العراقية – التونسية ثمة محطات كثيرة ليس من السهولة والبساطة الحديث عنها في هكذا حيز محدود ، لكنني اود ان اذكركم ان العراق وتونس هما عضوين عاملين في جامعة الدول العربية وفي منظمات دولية وتشكيلات اخرى اذكركم بان ثمة محطة مهمة تعود للسنة 1975 واقصد ( قانون تصديق اتفاقية التعاون الاقتصادي بين حكومة الجمهورية العراقية وحكومة جمهورية تونس الموقع عليها في بغداد بتاريخ 1975/04/05) .
كما ان اجتماعات اللجنة العراقـيّة - التونسيّة المُشتركة، والتي عقدت في تونس يوم 11 ايلول – سبتمبر سنة 2019 للبحث في ملفات التعاون المشتركة والتبادل الاقتصادي بين البلدين تمخضت عن توقيع مُذكّرة للمُشاورات السياسيّة، ومُذكّرتي تفاهم تخصان وزارة الثقافة والسياحة، اضافة الى اتفاقية تخص النقل بين البلدين". وأكد البيان ان " وزيري الخارجية العراقي والتونسي وقعا أيضا على عدة مذكرة تفاهم في التعاون الأمنيّ بين البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن تسهيل منح سمات الدخول لرجال الأعمال من كلا البلدين، وتوقيع محضر الدورة 16 للجنة المُشتركة".
وثمة محطة اخرى تتعلق بإعلان وزارة النقل العراقية ، الأحد 3 من شباط –فبراير 2019 ، توقيع اتفاقية للنقل الجوي بين العراق وتونس، تتضمن فتح الخطوط الجوية بين المطارات العراقية والتونسية.
وذكرت الوزارة ، أنه "بتوجيه من وزير النقل ، شارك وفد الخطوط الجوية العراقية في توقيع اتفاقية بالأحرف الأولى بخصوص النقل الجوي بين سلطة الطيران العراقي والتونسي بحضور رئيسي السلطتين ووفدي الخطوط الجوية العراقية والتونسية وسفيري العراق وتونس".
وقال مدير عام شركة الخطوط الجوية إن "الاتفاقية تضمنت التعاون التام في كافة تخصصات النقل الجوي والملاحة الجوية والمطارات وإعداد رحلات للنواقل الجوية بين البلدين الشقيقين وتذليل العقبات والإسراع في فتح الخطوط الجوية بين المطارات العراقية والتونسية".
وأضاف أن "وفد الشركة ناقش موضوع الطائرتان العراقية B747 الجاثمتان منذ عام ١٩٩١ مع المسؤولين هناك"، مؤكداً ان "مسؤولي تونس وعدوا بإبداء المساعدة للجانب العراقي في تسهيل إجراءات دخول مخولين لرفع الطائرتان الموجودتان في مطار تورز التونسي".
لا اعرف بالضبط حجم التبادل التجاري اليوم بين العراق وتونس وقد اظنه طبقا لإحصائية سبق ان اعلنها السفير العراقي وقال انها وصلت سنة 2018 الى (12) مليار دولار بينما كان قبل 2003 لا يزيد عن (3 ) مليارات دولار .مع ان العراق وتونس ابديا قبل 2003 الرغبة في اقامة منطقة للتجارة الحرة بينهما ينص على الغاء الحواجز الجمركية امام منتجات البلدين وكان هذا في 23 من شباط –فبراير سنة 2001 .لكن تفعيلا للاتفاقيات المبرمة بين البلدين تمت آنذاك في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء خاصة وان المصارف التونسية كانت تحتفظ لبغداد بمبلغ عشرين مليون دولار من الأموال المجمدة منذ سنة 1990.
وثمة حديث عن خلق شراكات واستثمارات مشتركة في العراق وتونس خاصة وان هناك حديث عن تشجيع القطاعين العام والخاص في البلدين لعمل شراكات وتفعيل اتفاقية التبادل الحر الموقعة مع العراق في سنة 2002 ومن الطريف الاشارة الى تزايد اعداد السياح العراقيين ومشاركة البلدين في المعارض المقامة في بغداد او تونس .كما ان هناك تنسيق في مجال الكهرباء فتونس بلد معروف بامتلاكه تكنولوجية متقدمة في الصناعات الكهربائية واعربت تونس عن استعدادها لتكرير النفط العراقي وعمل كل ما يدعم الصناعة العراقية وللعلم فإن المنتج التونسي يتميز بالمواصفات الدولية وهو عالي الجودة وثمة تعاون في مجالات البيئة والصحة والسياحة والثقافة .
العراق وقد غادر بعضا من سياساته الخارجية هو اليوم منفتح على كل الدول العربية ويرفض ان تكون ارضه ساحة للصراع او العدوان مهما كلف الامر .العراق وعاصمته دار السلام بغداد هي اليوم كما كانت في عصور الحضارة العربية الاسلامية زاهرة وقد فتحت اذرعها امام الاشقاء العرب وفي المقدمة منهم التونسيين . والعراق بسياساته الخارجية اليوم بلد السلام والتعاون لا يتبع اي جهة ولا يبحث الا عن مصالحه المشتركة سواء مع جيرانه الاقربين او مع اشقائه العرب والعراق كما جاء في دستوره جزء لا يتجزأ من المحيط العربي يؤثر ويتأثر بما يجري ويسعى من اجل تعويض شعبه عن ما شهده من حروب وحصارات وتنازع وصراعات هو يبغي السلام والمحبة والتعاون لذلك يقتنص كل فرصة لكي يعبر عن هذا التوجه المحمود وها نحن اليوم بينكم احبتنا التونسيين نشعر بما تشعرون ونعمل من اجل ان نكون كما ارادنا الله امما تتعاون وتعمل من اجل الخير والسعادة .
اذا وقبل ان اختم محاضرتي هذه لابد لي ان اضع أمام صناع القرار في بلدينا ، جملة من المقترحات ، ولعل من ابرزها زيادة حجم التبادل التجاري بيننا وبينكم ، واشراك القطاع التجاري والصناعي الخاص في بلدينا في اي مفاوضات او اية اتفاقيات وتوسيع دائرة التعاون لتصبح شعبية مهنية نقابية تشمل التعاون بين النقابات والاتحادات المهنية العمالية والطبية والزراعية والصناعية .كما يجب ان ننتبه الى اهمية تطوير العلاقات بين الجامعات العراقية والجامعات التونسية على المستوى البحثي والتدريسي والطلابي ، وكذلك السعي بإتجاه تطوير التعاون الثقافي والآثاري والسياحي والفني والاعلامي بين العراق وتونس . ولابأس من ان نؤكد على اهمية فتح خطوط يومية مباشرة بين مطارات العراق والمطارات التونسية . كما ان من الضرورة ان يتعاون المربون والمعلمون والاساتذة ويتعاون المؤرخين لإعادة كتابة تاريخ العلاقات بين البلدين وتوثيق كل خطوة باتجاه توحيد المناهج الدراسية واستخدام مادة التاريخ كأداة للتعاون بين البلدين والشعبين .
شكرا لإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
______________________________________________________________________
*نص المحاضرة التي القيتها في الجناح العراقي المقام في قصر المعارض بالكرم حيث يقام معرض تونس للكتاب الدولي عصر يوم الاثنين1-5-2023 وبحضور الدكتورة حياة قطاط القرمازي والسفير العراقي الاستاذ عبد الحكيم القصاب والاستاذ الدكتور عارف الساعدي مدير عام الشؤون الثقافية العامة والمستشار الثقافي للسيد رئيس الوزراء وجمع كبير من مرتادي المعرض



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلة كما كتب عنها حميد المطبعي
- التاريخ وفكرة الوطنية والمؤرخ الموضوعي ..في حوار مع استاذ ال ...
- الدكتور سمير سرحان 1941 - 2006 الكاتب والناقد المصري الكبير ...
- رحيل الكاتب والصحفي والناقد الاستاذ شكيب كاظم سعودي 1945-202 ...
- مجلة (الجيل) اللبنانية من المجلات المتميزة في تاريخ الصحافة ...
- عبود عبد الله بكر من كتاب القصة في الموصل خلال السبعينات من ...
- التطورات السياسية في رومانيا ...............في كتاب
- المشهد الثقافي في الموصل خلال الستينات من القرن العشرين
- الفكر الفلسفي عند العرب ..أصوله ومساراته وابعاده للدكتور عاد ...
- مناقب بغداد لمؤلف مجهول
- الاقتصاد السياسي لنماذج دولة الرفاه الاجتماعية Welfare State
- الطريق الى نينوى كتاب للدكتورة نورا كوبي 1899-1988
- الفنان التشكيلي العراقي خضير عباس الشكرجي 1937-2005 في ذكرى ...
- المكارثية والمكارثية الجديدة ...واليوم أُذكركم بها !!
- الاستاذ الدكتور حسين القهواتي مؤرخ عراقي كبير
- الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب امام المحكمة ..ما الذي ي ...
- أوراق مسرحية موصلية .............كتاب الدكتور ابراهيم العلاف
- امجد محمد سعيد ......نعم ورد الاحلام أعمدة من ورق !!
- مجلة (الاديب العراقي) ...........1961-2023
- المقدمة في التصوف وحقيقته كتاب للامام ابي عبد الرحمن السلمي ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم خليل العلاف - العراق المعاصر وسياساته العربية وعلاقته الخاصة بالجمهورية التونسية*