أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم خليل العلاف - المكارثية والمكارثية الجديدة ...واليوم أُذكركم بها !!














المزيد.....

المكارثية والمكارثية الجديدة ...واليوم أُذكركم بها !!


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- ابراهيم العلاف
ما يحدث في الولايات المتحدة الامريكية اليوم ومنها احالة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الى المحاكم . وما يحدث في بعض بلدان العالم من قمع فكري وتضييق على الحريات بحجج وذرائع كثيرة ، ذكرني بما شهدناه في اوائل الخمسينات من القرن الماضي من قمع ومنع وتضييق على الحريات في الولايات المتحدة الامريكية خلال سنوات بذرائع كثيرة ومتنوعة وتحت عنوان (المكارثية ) .
وقبل ان استرسل في الحديث اقول ان المكارثية اسلوب قمعي ابتدعه عضو الكونكرس الامريكي عن الحزب الجمهوري السيناتور جوزيف ريموند مكارثي سنة 1950 ، ومنه جاء مفهوم المكارثية وبالانكليزية McCarthyism ‏ والمكارثية سلوك يقوم على اساس توجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون الاهتمام بالأدلة .. كان جوزيف مكارثي رئيساً لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس واتهم عدداً من صناع القرار وبخاصة في وزارة الخارجية، وقاد إلى اعتقال بعضهم بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة الاتحاد السوفيتي السابق . وقد تبين فيما بعد أن معظم اتهاماته كانت باطلة وليس ثمة اساس قانوني لها . وأصدر الكونكرس في سنة 1954 قراراً بتوجيه اللوم عليه. المكارثية اذا هي وسيلة لارهاب الناس فكريا وثقافيا واشعارهم ان ما يقومون به مخالف للتقاليد والاعراف والنظم الاخلاقية والمجتمعية .
ومن سجلات التاريخ المتداولة اتضح ان جوزيف مكارثي وبطانته قدموا قوائم بأسماء اكثر من (200) شخصية امريكية وقالوا ان هؤلاء شيوعيين وجواسيس وعملاء ولابد من اجتثاثهم من المجتمع الامريكي واعتقالهم واحالتهم الى المحاكم وطردهم من وظائفهم .. وقد طالت الحملة المكارثية اكثر من (10) عشرة الاف شخص منهم الروائي آرثر ميلر والعالم اينشتاين والممثل تشارلي شابلن وعالم النفس ليون كامين والمؤرخ الدكتور كارل سولومون والاقتصادي في مجال التنمية غوستاف باباناك ، وسرعان ما انتبه الاميركان الى خطورة ما يحدث من ارهاب فكري بعد ان اكتشفوا ان السيناتور جوزيف مكارثي انسان اهوج وغير متزن ويكيل التهم للناس جزافا وينشر الرعب والخوف في صفوف المجتمع الامريكي وقد قدم للمحكمة بتهمة الفساد والتزوير وادانه الكونكرس واخذ يشعر بالذنب وادمن على تعاطي المخدرات حتى مات يوم 2 -5-1957 بسبب مرض التهاب الكبد الفايروسي وترك ارثا من الخبث والمكر والتزوير يذكره الاميركان على انه صفحة سوداء في تاريخهم .
طبعا جوزيف مكارثي من مواليد ويسكونسن 1909 حصل على شهادة الحقوق من جامعة ماركويت 1935 وانتخب قاضيا في محكمة استئناف سنة 1939 وتطوع خلال الحرب العالمية الثانية في قوات مشاة البحرية الامريكية وكان نائبا عن الحزب الجمهوري عن ولاية ويسكونس في المدة ما بين 1947-1957 ومع بدايات سنة 1950 اخذ يمارس الارهاب الفكري تجاه من اتهمهم بالجاسوسية والارهاب ونصرة الشيوعية وساد ذلك الاوساط الامريكية ومرت الولايات المتحدة بأسوأ حقبة في تاريخها عرفت بحقبة المكارثية التي حدثتكم عنها اعلاه . تقول المؤرخة الامريكية ايلين شريكر وهي من أبزر مؤرخي مرحلة الماكرثية والتي تعمل في جامعة يشيفيا في نيويورك أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي كان يعمل على مدار الساعة بهدف ما قيل انه " تخليص البلاد مما ووصفه بـ "الوباء الأحمر" ولم يكن يتردد في اللجوء إلى الأساليب القذرة من اجل تحقيق هذه الغاية وقد طرد عدد من الاساتذة من جامعاتهم كما طرد عدد من الموظفين وحيل بين الكثيرين من المواطنين والوظيفة والمنصب الحكومي بسبب هذه التهم التي تلقى جزافا ولا يعرف احد مصدرها حتى ان هناك من ترك الولايات المتحدة وهاجر الى بلدان اخرى خوفا ورعبا . نعم انها (المكارثية ) ..
اليوم ما الذي يجري في الولايات المتحدة الامريكية ؟وما الذي يجري في بعض بلدان العالم .. هل هو نوع من المكارثية الجديدة التي تستند الى الارهاب الفكري وتقييد الحريات وتوجيه التهم جزافا بحجج وذرائع ما انزل الله من سلطان .اقول لربما .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستاذ الدكتور حسين القهواتي مؤرخ عراقي كبير
- الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب امام المحكمة ..ما الذي ي ...
- أوراق مسرحية موصلية .............كتاب الدكتور ابراهيم العلاف
- امجد محمد سعيد ......نعم ورد الاحلام أعمدة من ورق !!
- مجلة (الاديب العراقي) ...........1961-2023
- المقدمة في التصوف وحقيقته كتاب للامام ابي عبد الرحمن السلمي ...
- الملك (جوديه) ملك لكش العراقي السومري
- عبد الحليم حافظ ...........العندليب الاسمر والمطرب الكبير في ...
- الاستاذ الدكتور عبد المجيد الحكيم وارساء اسس دراسات القانون ...
- وفاة الكاتب والمفكر والاكاديمي المتخصص بالشؤون الافريقية الا ...
- الناقدة العراقية الدكتورة نادية هناوي ...........وللابداع وا ...
- دموع عند الحافة .................رواية جديدة لمحمد سامي عبد ...
- أحمد ناجي عبد الرزاق القيسي (1919 - 1987) الاكاديمي العراقي ...
- هل تستجيب تركيا لمطالب العراق وتلبي احتياجاته المائية والامن ...
- رحيل القاص والروائي العراقي الطيب الرائع عبد الرحمن مجيد الر ...
- الخطاب الديني ..كيف يجب أن يكون ؟
- الخزافة الموصلية تغريد مصطفى ............................... ...
- وفاة الشيخ الدكتور حسين خلف الجبوري 1935-2023 استاذ موصلي في ...
- تاريخ الانترنت في العراق*
- الملا مصطفى البارزاني ...سيرته ومكانته ودوره في حل القضية ال ...


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم خليل العلاف - المكارثية والمكارثية الجديدة ...واليوم أُذكركم بها !!