أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكاية الكهنة














المزيد.....

حكاية الكهنة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


يقول الشاعر الموراساكي من غامبيا أن أحد أفراد قبيلته كان مكلفا بنقل الطعام والمؤنة للكاهن الذي يعتزل الناس في أيام معدودة من كل عام...
يقول بينما كان قريبي عائدا من مهمته رأى شبحا ما يدخل كهف الكائن..
في ديانتنا يحرم على الكاهن أن يرى إلا شخص واحد طيلة فترة الأعتزال...
لعب الشك في عقل قريبي فعاد متسللا إلى الكهف بين الأشجار ليصطدم بمشهد غريب...
كان الكاهن يمارس الجنس مع حمار....
حاول أن يطرد الفكرة من رأسه لأن ما يراه غير معقول ولا يمكن أن يصدر من الكاهن الذي نعظمه....
عاد الرجل للقرية وهو مذهول لا يعرف كيف يتصرف أزاء هذه الكارثة....
فأصطنع المرض ونام تحت شجره وهو يهلوس بكلام غير معقول...
كان طبيب قريتنا وهو أيضا جد الرجل المعني قد لفت نظره حال حفيده المزري...
فطلب من شباب القرية أن يتجمعوا لإخراج الروح الشريرة التي أصابت الفتى لا سيما أن هناك أيام كثيرة حتى تنتهي خلوة الكاهن وبدونه سيموت إن لم يصله الطعام والماء....
تجمع أهل القرية بدائرة حول الرجل وأشعلوا النيران وأطلقوا أصوات الأبواق التي هي من قرون البقر الوحشية في محاولة لهزيمة الروح الشريرة التي أصابت الفتى...
بعد أكثر من ساعتين من الرقص المتواصل بدأ الجميع يلهث ويتراخى وينسحب من حلبة الرقص.
أطفئت النيران والرجل ما زال ممددا على الأرض تعتريه الهلاوس الشريرة ويصرخ أنه حمار... إنه حمار...
لم يعرف أحد بماذا يدور في عقل الرجل حتى جاءت الحكيمة الكبرى من القرية المجاورة لترى حال الفتى المسوس...
فأمسكت بيده طويلا وقد بدأ يتكلم كلاما غير مفهوم....
قالت أريد حمارا يركبه الكاهن عادة...
جاءوا به من الغابة وأمرت بشوائه حيا لتتطهر روح الرجل مع الرقص الشديد مرة أخرى...
رأى الرجل الحمار الذي كان ينكح الكاهن معلقا على طرف شجرة، والنار تأكله شيئا فشيئا... عاد لوعيه وهدأ قليلا وطلب الماء...
هنا قالت الكاهنة أن الروح الشريرة خرجت من جسمه ودخلت روح الطبيعة فيه... الطبيعة تحب الماء فقط...
أنصرف الجميع عن الحكيمة ودخلت هي والشاب إلى كوخه.... وقالت أخبرني عن الحمار ماذا فعل بالكاهن...
تلعثم قليلا ثم قال أنه يركب الكاهن رأيته بعيني..
قالت لا ضير هذا الأمر لن يفسد حكمة الكاهن... غدا أذهب له وقل الحكيمة تقول لك أنها أحرقت الشيطان وعليك أن تنزل من الكهف...
ذهب الرجل كما أخبرته الحكيمة وعاد مساء لتتلقاه القرية والقرى المجاورة بالرقص والنار وأصوات الطبول وأبواق التي يصعد صوتها مع أرتفاع سحب الدخان...
عند منتصف الليلة تم تنصيب الفتى خليفة للكاهن بأمر الأرباب التي كان يجتمع بها الكاهن ....
في اليوم التالي شاع خبر في القرية ان الكاهن رافق الآلهة للسماء وترك المهمة للكاهن الجديد...
هذا ما قالته الحكيمة زبزوا للناس.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاسيم عشق
- سلاما على الأنبياء والشعراء حين يعلنوا الحب شرعة السماء
- القاعدة والأستثناء في نصوص القرآن بين المطلق والمقيد. 1
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 10 والأخيرة
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 9
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 8
- أنقذيني من وهج الحريق
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 7
- الليل الهارب
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 6
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 5
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 4
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 3
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 2
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله
- الجل خامس -الشاطر على الأشرار- عظيم أوروك وباني أسوارها الذي ...
- طير الياسمين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 7
- سيرة حياة نبي... ج3
- سيرة حياة نبي... ج2


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكاية الكهنة