أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 2














المزيد.....

لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أجابتني السيد المذكورة في رسالة جوابية تحمل الكثير من الأسئلة وكثيرا من علامات الأستفهام الأستنكارية التي تتلخص جميعها بسؤال واحد، لماذا لا تؤمن كما أمن أهل العقل من قبلك بحقيقة واحدة هي أن الله عندما خلق الوجود وكان يعرف بالطبع أن الخرائط والقوانين التي أودعها من قبل سوف لن تحترم كليا؟ أولا.... لأن ذلك يحتاج بالضرورة لتجربة حتى يفهم الإنسان قيمتها الكلية، وثانيا أنه لا بد لنا من مرشد في الطريق يوضح للناس أهم المنعطفات والمخاطر لا سيما أن رفيقنا في الرحلة عدو متذاكي وله القدرة على الإغواء والأغراء ولا يؤمن جانبه، وحتى لو كنا نعرف الطريق جيدا ولدينا الصورة الكاملة عنه، فلا بد للعاقل من أن يحتسب لما هو غير متوقع أو غير مأمول ربما قد يكون العقل غير متكيف كليا أو ملتفت لبعض المطبات نتيجة الغرور والنقص الذي يعني عدم الكمال، واحيانا حتى نقص في وسائله التي يجب أن تكون حاضرة وجاهزة فورا، وهذا الأمر إن لم يكن محال طبيعي لكنه صعب ومرهق جدا مع قلة التجربة أيضا، وهنا يأت دليلنا على أن الأديان والرسالات هي ضمن الخرائط أو لنقل هي شروحات تقدم في فترات ما لبعض النقاط التي في تلك الخرائط والقوانين.
الحقيقة التي قرأتها من ردود السيدة أوضحت بشكل بين لي أنها تكتب وترد ليس للسؤال أو الأستفسار ولا هي غافلة عما كتبت، ولا هي معترضة أصلا على ما قلت، إنها من "ثعالب المعرفة" التي تحاول أن تسرق من اللا وعي عندي لحظات ما قبل الفكرة أو ما بعد الفكرة أي مؤسسات ولادة الفكرة، تبحث هل أنها تمصل أصالة طبيعية، أم ظرفية متعلقة بردة فعل أو فقط تسجيل موقف، إنها تبحث في معنى القناعات الذاتية بالفكرة ورافدها الأساس، أو كما يقال في لهجتنا العراقية تريد أن تقرأ "الممحي"، هذا الأمر مؤكد وأنا مسرور به، لأنها تعتقد أني قد أكون مغفلا أو قليل الحيلة في فهم ما تبتغي أن تفهمه باللا مباشر حتى لو أشغلتني كثيرا... المهم كان جوابي الثاني لها هو.
سيدتي عندما تتحدثين عن التجربة وهذا كلام واقعي جدا لو كان في غير أمر الله لكنت أول من يؤيدك بحماس، سيدتي:.
الف واربعمائة الف نبي ورسول من ضمن التجربة.
مئات الألاف من المصلحين والصالحين وأهل الإصلاح والنتيجة فساد في البر والبحر بما كسبت أيدينا وليس يد الوجود ولا فعل الطبيعة.
فلاسفة عقلاء ادباء فنانين ووووووو الكثير من التجارب وما زالت خرائط الله وقوانينه تضرب في عرض الحائط للحظة غضب أو للشعور باللذة.
الفيزياء والكيمياء لم ترتكب جريمة واحدة بحق الإنسان إلا عندما أمتلك الإنسان بعض الأسرار فيها، فأول ما جرب أنه أخترع أشكالا جديدة من الموت والقتل الجماعي، طبعا وهو مؤمن ومنهم متدين ويذهب للجامع والكنيسة والمعبد ويشكر الله يوميا انه عرف أسرار القتل اللا رحيم.
إنسان يقتل إنسان ليس لأنهما يتزاحمان على مقعد واحد لا يوجد سواه ولا بد من فوز أحدهم به، المقاعد كثيرة ومعظمها أكله التراب من عدم الأستعمال، ومع التجربة ما زلنا نقتل بعضنا على فرصة نظن أنها سانحة بمرة واحدة في الوجود...
رأيت كيف نؤمن بالدين؟ ولماذا صرنا متدينين؟ وبسبب من يقتل بعضنا بعضا إرضاء لأحد أو تنفيذا لوصية من قال أن الله كلمه وطلب منه أن ينشر دين ويدعو الناس ليكونوا مؤمنين؟.
أنا ذكرت القتل بمرارة لأنه أقسى التجارب التي تعلمها البشر من الدين ومن إيمانه بكلام لم يتحرى فيه قوانين العقل والعلم، تصوري أنني الآن أخبرك أنني كنت بيلة أمس في سهرة محاورة ونقاش مع ملك مبعوث من الله أخبرني أشياء وأشياء منها أنني يجب أن الزمك الحجة بتصديقي على أي حال وإلا ستكون الجحيم دارك لما بعد الموت، في مقابل أنك لو صدقتي أضمن لك بناء على كلام هذا الكائن ستحصلين على فصر من ذهب متعدد الطوابق فيه أحلى ما تتوقعين من رفاهية، وكذلك زوج رائع في منتهى الرومانسية وربما ليس واحدا حسب ما تشتهين، هل يمنعك هذا الإغراء من تصديقي.
ستقولين هذا كلام غير واقعي لا بد من تجربته ليكون على قدر من التيقن؟ سأجيبك نعم هذا هو عين اليقين، أولا ... لا بد للتجربة من تكاليف وأول هذه التكاليف أن تؤدي طقوسا خاصة بديني الجديد حتى تتأكدي من أنها تحقق لك بعض اليقين، ايضا لا بد لك أن لا تناقشي كل شيء معي لأن ذلك يزعج من أرسلني إليك، فقط أنظري كم من المؤمنين الذين صدقوني قبلك كيف هم الآن يسكنون النعيم في الجنة مع أحلى الفتيات والولدان الذين بكل فخر يمارسون المثلية الجنسية بدواعي شرعية، ومن كذبني فأن "عمال الجحيم وموظفي الرب" هناك يمارسون معهم أقسى أنواع السادية، لأنهم شككوا في ما أقول، إذا ما هو رأيك الآن؟ هل تؤمنون أم ما زال الشك يساور عقلك؟.
نعم هذا كله محصوب وحاصل من تجربة الدين، حين ظن المؤمن المتدين الذي صدق ان "س" الملاك أخبر "ص" النبي أنه الله الذي سكن في السماء أنه يريد أن يختار مساعدا قويا وأمينا وذو مواصفات خاصة أن يكون المختار أو رئيس حكومته في الأرض مقابل منافع متبادلة، فقط عليه أن يخوفهم من نار الله ويطمعهم بما في الجنة من نساء وخمر وفواكه ولحم وووووو حتى لا يتردد احد، بالمختصر أراد أن يقول له أسرق عقول الناس وأشتري منهم أوهامهم بمقابل وهم أكبر ودعهم يتقاتلوا على هذا الوهم، أن من لا يؤمن بدينهم يجب أن يخرج من قائمة الموجودات رغما وأمرا مقدسا من الله، ويذلك ظن الجميع من المؤمنين والمؤمنات أن سيف الله أكله الصدأ، أو أن الله يخاف أن ينازل من لا يؤمن بدينه... إنها مأساة التجربة سيدتي.
كل هاي التجربة المرة ومعنا عشرات بل مئات وألاف من المرشدين، إذا ما قيمة أن يكونوا معنا أو لم يكونوا والنتيجة قد تبدو بدونهم أفضل؟، أليس كذلك، هناك في المجتمعات التي تسمونها بدائبة أو همجية متخلفة حيث لا مرشد ولا رسول، العيش هادئ والكل يعمل ويعيش دون الشعور بالحاجة لقتل الأخ والآين والعشير، لأنهم بلا تجربة ... بلا مرشد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله
- الجل خامس -الشاطر على الأشرار- عظيم أوروك وباني أسوارها الذي ...
- طير الياسمين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 7
- سيرة حياة نبي... ج3
- سيرة حياة نبي... ج2
- سيرة حياة نبي... ج1
- الطبيعة التوصيفية الفقهية الدستورية لنظام الحكم في العراق بع ...
- الصراع بين الطبيعة التكوينية وضرورات السلام؟
- الكفر والكافرين والعقل المتخشب في الدلالة والمقصد
- الإيمان الطوعي والإيمان المتغلب
- بلاغيات ... من وحي التكوين 2
- بلاغيات ... من وحي التكوين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 6
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 5
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 4
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 3
- الرسول والرب والغراب
- ذكر إنما أنت مذكر... ح2
- ذكر إنما أنت مذكر...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات وهدفا حيويا ...
- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 2