أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عباس علي العلي - سيرة حياة نبي... ج3














المزيد.....

سيرة حياة نبي... ج3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 15:02
المحور: سيرة ذاتية
    


نقشت على باب دارتي الموحشة من قلة من يطرقها (ليس عيبا أنني أدركت جهلي فبدأت أتعلم مثل طفل يحبو على الأرض لأول مرة، العيب أن أبقى قعيد مكاني أتفرج كيف يمشي الأخرون)، فقد عرفت بعد حين من الغرور والجهل أن الله عندما لا يكلمنا لا يريد من ذلك خبر، ولا يطلب منا عتب، بل كل ما أراد أن يقول "يا عبدي كن مثلي" صنعت الأكوان ودبرت الأمور وجعلت القدرة عنوانا بلا صوت غير صوت الكمال وصورة التمام، بلا نقص ولا زحام، فكن أنت يا عبدي على المرام صامت بعمل ومبدع بلا كلام.. فعدت للصمت من جديد ورافعة راية (حي على خير العمل).
عزلت نفسي عن نفسي وقدمت عقلي على منطقي ولساني معقود عن طلب اللذات، أو الثرثرة لقتل الأوقات وأفرغت كل ما يولد في رأس على قراطيس سفري، حرفا بعد حرف، كلمة إثر أخرى، جملة تلد جملة وبدأت أراقب هذه المواليد، حتى الضعيف منا أطيبه ليكون قويا مع غيره، من يحتاج ليد أمد له عشرا، فيبدوا أبن اليوم أجمل من أبن الأمس وكلهم أولادي، لكنني أرعى الجميع وأود الجميع وأفخر بالأول لأنه سر ما في الأخير... تماما كمالا أبتغي وهو من صنف المحال.
الأنبياء ليسوا حقيقة أبناء الله وليس لهم ولا عندهم مفاتيح أسرار الكون خلافا للعدل الرباني المطلق، بقدر ما ملكوا مفاتيح عقولهم الحقيقة فأطلعوا عليها إطلاع الواعي، وأدركوا أن حقائق التكوين ليست معاجز تلف العقول الساكنة فتغمرها بالدهشة والذهول، بل كل ما كلن في الكون أو يكون يفسر بعضه بعضا، الشمس بنورها أعطت للقمر قيمة الضياء، ولولا وجودها لم نرى القمر، ولولا وجود القمر لم نكتشف قانون النور والإضاءة، فالأول علة للثاني والثاني من يكشف لنا دلالة العلة والمعلول، هكذا أستلموا وحيهم من رب العلى، لا حظ فوق المعتاد ولا نصيب يفضل، بل فرصة فهم وأكتشاف.
وعرفت أن قصة النبوة هي قصة العقل حين يسبق الزمن ويتشاطر عليه,
وعرفت أن الإنسان عندما يتخلص من حدود زمنه ويتحرر من سطوة مكانه ويسافر في عقل التكوين، سيخترف السماوات وبنفذ من أقطارها وهو ثابت لا تهزه الحقائق، بل تدفع به بقوة للأمام حتى يصل درجة الأعتصام المانع والعصمة الممنوعة لبشر مان أكثر شيء جدلا.
وعرفت من مصاحبة الأنبياء كلهم من آدم أبي الأول وحتى أخر الفانين، أن الحياة مدرسة فقط تعلمك وتعطيك سلطة التقرير، أنت حر فيها كيف تسير يسميك السائرون، ماشي مهرول راكض أو ربما يسموك المقعد العاجز، وفي الأخر تجبرهم أن يدسوك في حفرة النهاية لترجع لنقطة البداية، لا أنت أخترتها ولا هي أختارتك، لكن قانون أهلك ومن أواك قرر ذلك، فلا تك طاغ ولا باغ ولا سائقا بلا بلاغ.
كما أدركت من خلال قراءة رسالتي للناس، أني أول المحتاجين لها ولما فيها، وأن الأنبياء كانوا أكثر الناس إدراكا لنقصهم، فأكملوا أولا قبل أن يكلموا الناس، فالناقص لا يجبر ناقص مثله بل يزيده نصبا وخسارة، فعكفت أبحث في كل شيء مني، كل طارئة وسائحة وسانحة ومثلبة، وما زلت أطارد أخطائي لأستعبدها، وأذلها لتقويم روحي القوامة بالتقويم وأرشد نفسي بالتقسيم، فالأبيض في غير موضعه أسود، والأسود في غير مكانه أبيض مشوه لا يقيم ولا يستقيم,
عند خط البداية الجديد عرفت من أنا، أنا من هو أنا ولو كنت غير ذلك ما كنت أنا، أنا القائم بأمري لذات أمري، التارك لهوى الناس وغبتهم وجمعهم، فعشت منفردا على أطراف ما يجمعون ويجتمعون بحسره ما فرطوا وأفرطوا وتفارطوا شعبا وصفوف وجماعات لا يجمعهم إلا أسم البشر، وحيدا أغني للوجود أجمل مواويل الطين وأناشيد الماء وبيدي كتاب الحياة.... وصرخت في وجههم يا أيها الناس "أنا النبي الذي لم يبعثه إله ولا يرغب به العباد ومع ذلك ما زلت أقص لكم قصص الخليقة وقوانين الأشياء"... فهل من مدكر، انا ابن علي عباس.
هذا ما يقلقني حقا أن لا يتهمني أحد بالجنون في زمن العاقل فيه نكره.... وبلسان عربي أقول للذين يزدرئون النبوة في كل وقت وفي أي مكان، القلق ممكن ومشروع دوما طالما أننا ننتظر، ليس فقط بما يقتل به المنتظرين على حدائق الوهم البعيدة... لكن فعله الذي يجرنا لمساحات بلا حدود من أمال تنتعش لتموت.. ثم تموت لتحيا في حروف سطرها في غفلة من ثمالة خيالية بلا كأس خمر ولا صوت لرائحة الفناء ..كما تخبرنا الصحف الأولى صحف قابيل وهابيل...
هكذا بدأت...
وما زلت أمشي في طريق أسوي مائله وأفرشه للسائرين من بعدي على مهل ليكون درب أنبياء قادمون يرمقون الوجود بنظره فيستخرجون معادلات كانت في خزائن الغيب من بها الله عليهم، ليكونوا وطنا للتائهين.
وما زلت ... كما كنت.... أمارس طبيعيتي وإنسانيتي بلا خداع، ولا ألبس لباس الملائكة ولا أزدري الشياطين، فكلنا تركيبة كيميائية وفيزيائية يحرص الله على أن تعمل وفق قانون "كن كما كنت لتكون كما يريد الرب".
فلا غيرت قوانين راسخة ولا أحدثت نظم ناسخه، وظيفتي الآن أن أرفع الحجارة عن طريق المارة، الذين لا يدركون أن حجارة ما قد تقتل، وحجارة أخرى فيها حياة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة حياة نبي... ج2
- سيرة حياة نبي... ج1
- الطبيعة التوصيفية الفقهية الدستورية لنظام الحكم في العراق بع ...
- الصراع بين الطبيعة التكوينية وضرورات السلام؟
- الكفر والكافرين والعقل المتخشب في الدلالة والمقصد
- الإيمان الطوعي والإيمان المتغلب
- بلاغيات ... من وحي التكوين 2
- بلاغيات ... من وحي التكوين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 6
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 5
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 4
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 3
- الرسول والرب والغراب
- ذكر إنما أنت مذكر... ح2
- ذكر إنما أنت مذكر...
- الكتابة بدون هدف...
- حكاية الطين والرمل والحجر
- رمضانيات...ولكن.
- لا مهديا بعد كتاب الله ورسوله. ح2
- لا مهديا بعد كتاب الله ورسوله. ح1


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عباس علي العلي - سيرة حياة نبي... ج3