أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - لست داعية ولا رجل دين بل محب لله














المزيد.....

لست داعية ولا رجل دين بل محب لله


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 22:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألتني صديقة بريطانية سبق وأن تعرفت بها من خلال صديق عراقي الأصل بريطاني الجنسية والتعليم والنشأة وهو أيضا رجل أعمال وله أستثمارات في مجال المعرفة من خلال مركز لندن بغداد _ شرق غرب للثقافة والتاريخ ومقره في أحدى ضواحي لندن، الصديقة هذه وهي اصلا باحثة في دراسات ما بعد الأنثروبولوجيا وتحديدا الشرقية والاس الديني فيها، تقول من قراءتي الصعبة أحيانا ولما تكتب في موضوعي الدلالة التاريخية للفكرة الدينية وأرتباطها مع تاريخها المعرفي وليس من خلال الفهم المتعارف للدلالات، أرى انك أكثر من كونك داعية دينية أو مبشر ديني إصلاحي، المميز أن لديك قراءة فلسفية للإرث الديني الاسلامي وليست كلامية بالمعنى المتداول لعلم الكلام الإسلامي، لكن ما استغربه مع ذلك انك ومن مظهرك أنك لست رجل دين ولا حتى ملتحي ولا من علامة تؤيد ذلك، هل يمكن اعتبار نفسك رجل دين مودرن؟ او رجل دين متمرد على السلفية الشكلية الاسلامية التي تحاول أن تبرز الشكلية الظاهراتية كطريق للوصول للعقل المتدين والعقل الديني.
كان السؤال يبدو لي ومن خلال متخصصة غربية في الشأن الديني ولديها أطلاع واسع مع حركة التنوير والمتنورين العرب والمسلمين كما يبد، وتماما مثل سؤال غالب الناس عندما تبدي اهم وجهة نظر دينية قد تواجه باعتراض وربما استنكار وإدانة، لأن المعترض لا يرى فيك أهلية للحديث عن الدين لا في الشكل ولا في نوعية الخطاب المتعارف عليه عند رجال الدين المحتكرين الكلام عن الله والدين، هذه المشكلة لم يعاني منها الكتاب المسلمون فقط لا في حاضرهم ولا في الماضي، فقد عانت منه أوربا من قبل، بل وكل المجتمعات التي رسمت طريق تحررها من هيمنة المعبد والكهنوت كان الرواد في الغالب هم من خارج دائرة الشكل القديم للمؤسسة الدينية، المهم حاولت أن أقدم لها رؤيتي أنا لما يعرف لديها بالخطاب الديني التقليدي والمتنور، متبرئا من تهمة كوني كاتب ديني بعقلية حداثية تريد إصلاح أو تجديد الخطاب الإسلامي الراهن، فعموم كتاباتي لا تتصل بحدود الفكرة الدينية الإسلامية بقدر ما هي نقد لأصل الفكرة بعمقها الوجودي، فكرة وعقدة الدين والإيمان ومدى أرتباطهما بالله.
أجبتها ..... يا سيدتي أولا أنا لست بداعية دينية ولن اكون كذلك يوما لا لهذا الدين ولا لغيره بقدر ما كنت داعيا للإيمان بالله وحده وبدينه الطبيعي الذي لم يرسل به إلا العقل والوجود ليشرح القاني للأول ما معنى الإيمان بدين الله، وبهذا لن أكون من أتباع أي دين معروف ولا حتى من أتباع رجل دين سابق أو لاحق، وقد لا اكون متدينا باي دين كما في القياسات المعروفة لدى الناس، ربما اكون انسان بسيط جدا ومخلص حقيقي لعمق قضية الإيمان التي تبعد الشكل وتحل في الجوهر اليقيني للمعبود أو محل الإيمان المطلق، نعم أنا مرتبط بالله بشكل وثيق ومؤمن به أقصلا ما يمكن للعقل أن يثل في حدود يقينه التام الكامل، لكن من دون واسطة بشرية ولا مراسيم مظهرية ولا طقوس مادية أو شكلية.
ثانيا يا سيدتي أنا أعرف الله بعد أن خضعت لغسيل طويل للدماغ وغسيل عقلي مقابل فوجدته تماما كما أراه الآن فوق ما يمكن أن يراه أعظم عقل وأكمل تصور وأتم رؤية، فهو ليس كائنا بمثال ولا بمثل وليس له مثيل للمقارنة أو المقاربة عندما يريد أن يقول للناس او الوجود كلمة أو ربما يرسم لهم خارطة طريق، أو أنه بحاجة لمثل قادر أن يكلمه ويوجه له الخرائط الأمرة الناهية وبلسان من يحدث، أو بصورة اوضح في المعنى ان الله يكون والحقيقة هي أنه أسمى من أن يبعث أحدا، أو يكلم أحدا، أو يتجلى لاحد كائنا من كان لا بالعظمة ولا بالقدرة ولا بغيرهما أبدا، هذه وسائل التي يطرحها أهل الدين تستخدم عادة عندما يعجز الكائن الأعلى أو صاحب الأمر من أن يتواصل مع الآخر، فيستخدم ألية مناسبة أو طريقة ما شرطها أن تكون قادرة على الربط بيم الطرفين المعلومين وإلا كانت توهم وربما نصور ذهني خالص.
الله الرب الذي بيده ملكوت كل شيء أودع دينه في أول زمن ما قبل التكوين حين ركب وكيف وكون الدالات والدلالات وصنع ألية الدليل المحرك والدليل المنظم ووضع عليها ختم الكمال الأبدي، واحكم إرادته بالمطلق ثم قال "كن للوجود فكان كما هو الآن وللأبد الى منتهي"، هذا دين الله الحقيقي الذي اؤمن به علنا وجهرا وسرا وإلى ما يشاء الله في إرادته القديمة التي لا تبلى ولا تتغير..... وما عداه مجرد اجتهاد بشر وظن بيس إلا أو هي من ضرورات التوظيف لأجل النظام والأنتظام وربما لمصلحة أكبر ، لكن قطعا لن يكون ما يعلن عنه من أديان وعقائد هي خارطة حقيقية من الله سلمها لممثل له في الأرض، ربما تأمل وربما كانت عبقرية حاكت بالتصور جزء من أستحقاقات قانون الوجود القديم الأصل والجوهر المادي للوجود.
طيعا أنا لا أنكر على أحد إيمانه كيف كان وبأي شكل ولأي فكرة ينتمي، ولا اعترض عليه ولا احرض احد على نفي أو إثبات فكرة وليس من حقي تصويب ايمان الوجود نحو وجهة محددة، فالله هو كل الوجود في وجوده وفي منتهى قدرته أن يكون كيف ما يكون، ولكن من حقي الأكيد والقاطع وهو جزء من دين الله أن أكون حرا في ايماني، وفق مراد عقلي أنا الذي تدرج برقيه من جهل عميق إلى معرفة أعمق ثم الغوص في عمق المعرفة المتعمقة بأسرارها وتراكيب طبقاتها، فوجدت الله هناك في كل شيء، وأمنت بكل شيء يؤيد أن لا شيء يمكنه إنكار رب الاشياء، ومنشئ الشيء من اللا شيء، هذا ديني وهذه عقيدتي وهذا ملخص لما أود أن تصحح به قراءتي في أديان الإنسان لنفسي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجل خامس -الشاطر على الأشرار- عظيم أوروك وباني أسوارها الذي ...
- طير الياسمين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 7
- سيرة حياة نبي... ج3
- سيرة حياة نبي... ج2
- سيرة حياة نبي... ج1
- الطبيعة التوصيفية الفقهية الدستورية لنظام الحكم في العراق بع ...
- الصراع بين الطبيعة التكوينية وضرورات السلام؟
- الكفر والكافرين والعقل المتخشب في الدلالة والمقصد
- الإيمان الطوعي والإيمان المتغلب
- بلاغيات ... من وحي التكوين 2
- بلاغيات ... من وحي التكوين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 6
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 5
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 4
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 3
- الرسول والرب والغراب
- ذكر إنما أنت مذكر... ح2
- ذكر إنما أنت مذكر...
- الكتابة بدون هدف...


المزيد.....




- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...
- فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب المستوى العالي ...
- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - لست داعية ولا رجل دين بل محب لله