أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ذكر إنما أنت مذكر... ح 7















المزيد.....

ذكر إنما أنت مذكر... ح 7


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من توهمات العقل الديني الكهنوتي....
1. وهم التكفير والتفكير....إذا كان النبي والرسول ومن هم في مرتبة مقاربة على هذا الشك الإيجابي وبالنص ومن حكم الآيات غير قادرين على حسم مقبولية إيمانهم بالله وقبول الله له على أنه إستيفاء الحد الكافي من المستوجب المطلوب، فكيف لشخص يدع أنه مجتهد في فهم نص ولا يدع التواصل مع الرب عبر الوحي أو الخطاب المباشر أن يفترض أنه قادر على أن يمنح صكوك البراءة أو عناوين التبريء لغيره، ذلك يستوجب منه أن يكون أولا جازما بموقفه هو وبإيمانه هو وبقرار الله منه حتى يمكنه أن يقرر لغيره، ثانيا أن كل الرسل والأنبياء يقولون عسى ولعل وليت أن يكون عملهم مقبول ويتمنون أيضا ذلك لغيرهم كما في قوله تعالى {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} ، هذا التنبيه يقودنا إلى محاكمة قول الكهنوت في أنهم ممن يحق له أن يكفر الأخر أو يخرجه من الملة أو يبشره بالجنة والفوز المبين، بناء على نتائج أدواته الفقهية التي أستنبطها من العلم الأولي، هذا القول مردود عليه لأن النبي هو أعلم بالأدوات الفقهية وهو المالك والمنشئ الأول لها.
2. وهم الدعاء السلبي.... حتى ينجح المسلمون في تجاوز أزمتهم المستدامة مع الفكر المتجدد والتطور المعرفي ذو الديمومة، وفي إشكالية الغياب الوجودي المؤثر لهم داخل حركة الزمن ومستحقاته ، عليهم أن يعيدوا الأعتبار للعقل السوي العقل المتجاوز إشكالية الإيمان (بتاريخية) الأسس التي يؤمن بها، وعليه أن ينحاز لقضية الإنسان ومستقبله وقضيته الكبرى (الحرية والسلام)، وليس للوسائل التي يعتقد أنها تمنحه الهوية وتصنفه على أنه خير ما أنجبت الطبيعة، عليه أن يقر أنه تحول بفعل هذه التاريخية إلى كائن طفيلي هامشي في أخر المسيرة البشرية، ولن ينفعه الدعاء للسماء أن تقذف به للمقدمة، لأن السماء هي التي حرضت العالم على العمل والتفكر والتعقل ولم تتركهم للأمنيات الجوفاء .
3. وهم الخشية على الدين من التفكير الحر.... ثلاثة لا يمكنهم أن يقبلوا كلامي وبحثي في مسألة النص الديني والمعنى القصدي فيه، الأول جاهل ولا يعلم أنه جاهل ولكن يظن في نفسه أنه سيد الحكماء وعقل العقلاء وهذا لا عتب عليه ولا تبرم، والثاني سلفي متدين من الشيعة والسنة ومن بقية الأديان الذي يظنون في سلفيتهم منتهى الحق والمنطق وما عداهم هو الباطل بمطلقه بثوب إبليس وهؤلاء لا أرجو منهم أملا، والثالث ملحد متطير من كلمة الدين ومن ذكر الله والرسل دون أن يسأل نفسه لماذا يتخذ هذا الموقف القطعي دون أن يحاول أن يبذل جهده لفهم الاخر المؤمن، وهؤلاء وإن تمنطقوا لكنهم في الواقع أدنى مرتبة من الأولين ولست بسائل عنهم، من يؤمن بأن القراءة والفهم والتعقل والتدبر لا حدود له ولا خشية على الدين والعقيدة الصحية من النظر وتقليب الامور والبرهنة والحجة هما غاية ما يطلب الله من العاقلين، فهؤلاء وعلى قلتهم النادرة من أصغ لهم ويصغون لي ونتواصل في الحوار، وبين هؤلاء وأولئك الكثير الكثير الذي قال الله فيهم لهم أذان لا يسمعون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها.
4. وهم الترفع الحقانية المطلقة.... وليعلم الذين يعلمون أن دين الله محفوظ بأمر من شرعه وبقدرته على ذلك بالوعد الصادق، أما التذرع بأن أهداف الإصلاح لها غايات ومقاصد خفية تتعلق بنسف وجود الدين في حياتنا، ما هي إلا أعذار وتبريرات قد تنفي عنهم حتى حد الإيمان بأبسط صوره بأن الله قادر على تنفيذ وعده، المشكلة التي أستعصيت على الحل أن الأمتيازات والمنازل التي نزلت فيها تلك الطبقة الأرستقراطية وما تترك لهم من أثر زخرفي ونوع مميز من أنواع الطغيان المغلف بالقداسة المتوهمة، قد أنستهم شعار الأنبياء الرسل وحتى الأولياء وهو الإصلاح ما أستطعت إليه سبيلا، والركون إلى الخوف في بعض التبريرات الساذجة من أن تؤدي عملية التجديد الإصلاحي إلى فتح الباب على أفكار وأجتهادات وحتى ظهور مدارس فكرية تسلب من واقع الدين جزء من قوته الأجتماعية، إنما يسوق هذا التبرير لأن القائمين على الواقع الديني لا يملكون الثقة بأنفسهم أنهم قادرون فعلا على قيادة سفينة الدين في عالم الأفكار الحرة والإنسانية، وإلا فإن القانون الطبيعي في الوجود يرتكز على مبدأ البقاء للأصلح والأوفق مع سيرورة الوجود ذاته، وبهذا المنطق أستطاع الأنبياء والرسل من الأنتصار على واقع مجتمعي كان ومبوأ بكل التناقضات والظلم والأستعباد ولكنهم كانوا يملكون من المبررات العقلية والحقيقية ما جعلهم أقوياء في مواجهة ذلك الواقع وهدمه وبناء مرتكزات جديدة ومغايره ساهمت في تجديد الحياة وتجديد الفكر البشري.
5. وهم الإدعاء المخالف للتطبيق.... ليس جديدا هذا التناقض بين الناس والمؤسسة الدينية ولا غريبا أن يخرج البعض مطالبا بحريته ومبتعدا عن مداراتها لأنه يملك ما يكفي من الشجاعة لأتخاذ قراره هذا، لكن الجديد هو تبلور حالة رفض حقيقي وأبتعاد عن الدين وليس عن المؤسسة الدينية ومصاديقها فحسب، والسبب الذي يدفع بهؤلاء هو كم التراكم الذي خلفته في من فشلها الدائم أن تكون مع الإنسان وقريبا منه، وخاصة الفقراء والمساكين والطبقة التي تقف دوما إلى جانبها بدون سؤال وجواب، في حين أن تحالفها الدائم مع السلطة السياسية أو الأجتماعية لا يمكن أن يكون بديلا عن واجبها الأساسي في رعاية الأكثرية المسحوقة التي تعاني من الذل والهوان والأستعباد والأستبداد والفقر والمرض والجهل، هذه الازدواجية المنحرفة التي تقودها المؤسسة الدينية تنزع عنها أخر ورقة توت تستر بها عوراتها الفاضحة والمعيبة، فالأنبياء والرسل والصالحين والأولياء كانوا الأقرب للناس الفقراء والمساكين، بل هي المؤسسة ذاتها تردد دائما مقولة أن الفقراء عيال الله وأحبائه، والسؤال هنا إذا كان الأمر كذلك لماذا هذا الجفاء والتجافي بينها وبين أحباب الله إنه كانوا حقا يؤمنون به؟.
6. وهم الظن أن الله في خطر..... عندما نشير إلى التقصير في عمل وفاعلية المؤسسة الدينية وتهاونها في واجب أساسي من واجبات الدين وهو حماية وحفظ الوجود الإنساني من الظلم والأنتهاك، فإننا نقصد بذلك الأطر والشكليات الجمعية التي تنظم وتدير المؤسسة ولا نقصد أشخاص محددين فيها أو نشير بالنقص على قادتها، المؤسسة الدينية بكافة أطرافها اليوم عبارة عن مجتمع أرستقراطي تعينه وتساعده طبقة برجوازية كسولة ومتخلفة من خدام الكهنة، تتفرع منها أذرع مالية وإدارية ودعوية تعمل لأجل خدمة وجودها الخاص، ولا علاقة لها بالإنسان ولا بالدين إلا حينما تصل النار قرب أسوارها فتنادي وارباه ومحمداه وديناه ... وهكذا يسخروا هذه المؤثرات العاطفية للحفاظ على الهرمية والبنيان الذي أسسه الصراع القديم الجديد، والوقود المجاني دوما هم الفقراء والمساكين الذين يظنون أن الله في خطر، وأن هناك حربا حقيقية ضد الرحمن من أجل أنتزاع عرشه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة حياة نبي... ج3
- سيرة حياة نبي... ج2
- سيرة حياة نبي... ج1
- الطبيعة التوصيفية الفقهية الدستورية لنظام الحكم في العراق بع ...
- الصراع بين الطبيعة التكوينية وضرورات السلام؟
- الكفر والكافرين والعقل المتخشب في الدلالة والمقصد
- الإيمان الطوعي والإيمان المتغلب
- بلاغيات ... من وحي التكوين 2
- بلاغيات ... من وحي التكوين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 6
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 5
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 4
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 3
- الرسول والرب والغراب
- ذكر إنما أنت مذكر... ح2
- ذكر إنما أنت مذكر...
- الكتابة بدون هدف...
- حكاية الطين والرمل والحجر
- رمضانيات...ولكن.
- لا مهديا بعد كتاب الله ورسوله. ح2


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ذكر إنما أنت مذكر... ح 7