أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - محاكاة . . مما لا يتحدث به














المزيد.....

محاكاة . . مما لا يتحدث به


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احيانا لأمثالي البسطاء من افراد النخب العربية استشعر براحة مخالفة للشعور الغالب بالغيض جراء التجاهل المتعمد لوجودنا وادوارنا من انتهازيات القرار السياسي والحزبي ممن يوصفون خداعا ب ( الرفاق ) للحمة الحركة الوطنية ! – شعور الحمد هذا او الارتياح الغريب مرده أن تغييبنا المتعمد أمننا كحال غياب لا نظهر في شاشات التجسس الامريكية والاوروبية . . كوننا نكرات لا تستحق المتابعة ، فرصدها لا يقوم إلا على العناصر الذين فرختهم وما زالت تفرخهم كانتهازيات متحولة عن النخبة الوطنية للعب دور الوكالة عنها كقناع ملطف عن المسمى القديم ب ( العميل او الجاسوس ) ، لتسود على المشهدين السياسي والاجتماعي خلال الستة عقود الماضية وحتى اللحظة وغدا – فعادة ما عرفناه في بلداننا العربية فعل الندرة أن يجد المرء ( النوعي ) ظرفية استثنائية او خاصة – وإن كانت شبه مستحيلة تحققها من بعد 2011م – وذلك في غفلة من اصحاب القرار السياسي الحاكم او انتهازيات قوى المعارضة – أن تساعده على الظهور عنصر على أي صعيد فكري او ابداعي او فاعلية ديناميكية في العمل الاجتماعي او حتى على الصعيد الوظيفي ، لتفاجأ رؤوس النخبة الفاسدة بتسلط الضوء عليه وإذا به يحضر رقما الى جوارهم على صدر المشهد السياسي او الثقافي خارج سلطة تحكمهم – وهذا ما يمنح امثالنا بابا لاستمرار طرح الافكار والتجدد المغاير للآراء مقابل الإفلاس الفكري العام في عقول النخب واقعا وقول الكلمة التي لا يجرأ الاخرون قولها – بمعنى آخر أن ذلك التغييب المتعمد للعناصر النوعية ( المتخوف منهم أن يصبحون رموزا وارقاما مهددة لوجودهم اسما ونفوذا ومصلحة ) . . أمنهم من شرور اشد جسامة واذى مقارنة بمشاعر الضيم والاسى وصعوبة العيش الذي يعانون منه واسرهم من فعل التجاهل المقصود تجاههم في نيل ما هم مستحقون أن يكونوا عليه او ينالونه ، بل أني أكاد أن اجزم بأن ذلك التجاهل يلعب اثرا من حيث لا يدري المرء أن ( يحصن) شخصيته ودماغه ، فلا ينتكس ارتدادا ولا يسقط في السوداوية او الاستسلام اللا أدري و . . لا يقع تحت طائلة الموت المباغت بالجلطات او القلب او تصلب الشرايين او الشلل او أي مرض هروبي من الاختلال النفسي او العقلي – كالذهان او الانفصام او الوسواس القهري – حتى أن ذلك التحصين يحفظ طاقة الحرية عنده ( دماغيا وممارسة سلوكية ) . . بل ويجعلها على الصعيد الذهني اكثر توهجا تدفع الى تجدد آليات التفكير بطبيعة مغايرة – مع كل ما هو مألوف واقعا – توهجا طاقي لنشاط العقل يسري اطرادا بإيقاع شبه منتظم دائم في متكرر تجددي من فعل المراجعة الى التخليق الابداعي الفكري – الذي غالبا ما تعاديه العقول المسجونة بالتصنم عند عناصر نخب المجتمع توهما بأنها العاقلة والاكثر واقعية – فلولا ظاهرة التغييب المتعمد ( للنوعيين القيميين ) من افراد النخبة ، لكان واقع الاستهداف لإنهاء حياة امثال هؤلاء امرا محتما ، ولكانت مجتمعاتنا العربية عقيمة غير قابلة مطلقا للتغير ، حيث ستكون الاجيال المتعاقبة من الراهن والمستقبل متشكلة وتتشكل من مختلف انماط الانهيار القيمي ( الفكري ، الاخلاقي ، السلوكي والموقفي ) ، بينما تكون مفقودة واقعا بنى القيم الايجابية ( المالكة قوة فعل التحويل الى الافضل ) ، فإن ذلك التشكل الصيروري للأجيال يكون خاليا من القيم ، يتدرج مسارا من العوز الى درجة الفقد الكامل كليا لمتكون الشخصية المجتمعية مستقبلا ، والذي معناه أن إنسان مجتمعاتنا العربية تتجه بنية شخصيته الاجتماعية نحو المسخ في تعمق استلابيته – حتى على الصعيد الفردي – فلا تحكم شخصيته غير القيم السلعية والمنفعة الاستهلاكية المباشرة واللحظية ، ودون أن يدرك حقيقة نفسه أنه بقدر استحواذ النفعية الفردية الانانية كقيمة مطلقة تحكم عقله وعواطفه ونزعاته واعتقاداته – بديلة عن الاخلاق – فإنه ذاته اصبح سلعة مقدرة للبيع والشراء من قبل غيره . . أو رميها لفقدانها خاصية القيمة للانتفاع منها – من هنا ، اقول للمعذبين من الافراد النوعيين في هذه الامة ( المسحوقة بإنسانها ) . . لا تبتئسوا او تحزنوا مهما تنامت عليكم ويلات العيش المر ومصادرة الحقوق والحق التاريخي لكم بكونكم مالكي مفاتيح التحول لحفظ كرامة مجتمعاتنا ، فتغييبكم في منفاكم المجتمعي الداخلي حفظكم من اغلال العبودية المعاصرة ، فطبيعتكم البشرية من القوة ببقاء سر وجودكم معجون بالحرية لا تمس ولا تؤثر فيكم كل عوامل الاسترقاق السلعي الساري على عموم انسان مجتمعاتكم والمجتمعات التابعة ، فلولا امتلاك المرء لحريته لفقد قيمة وجوده ، فلا قيمة لعبد مملوك لغيره وإن امتلك الثروة والسلطة في محيطه الضيق ، لا يمتلك فقط سوى التظاهر بالعلو والفاخر بينما في قرارة نفسه يشعر بالدونية ولا يمتلك ذرة من شعور القيمة داخله مثل ما تمتلكه انت ايها المستهدف النوعي المغبون – إنه لا يمتلك سوى مشاعر التظاهر امام المستلبين الاخرين بالتفوق او القوة او النفوذ ، بينما يجد نفسه قزما ونكرة إذا ما وقف امامه انسان او وصل اليه اسم انسان معدوم مثلك ، فالدونية هي الآسرة لحقيقة ذاته تجاه نفسه ، ولذا ليس مستغربا أن نجد حتى واحدا من العوام غير المستلبين أن يكون مستهدفا شخصيا من رئيس دولة او نافذ او مليونير يرى نفسه فوق اناس كل المجتمع .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثامن عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع ...
- الجزء الثامن عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- المدينة . . وذئاب المتمدنة
- الجزء السابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- الايديولوجية و الصراع الايديولوجي الجزء( 3 ) والاخير
- الجزء السادس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- الايديولوجية و الصراع الايديولوجي الجزء ( 2 ...
- الايديولوجيا بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي و مسألة الصراع ...
- نافذة . . وطرق ارتحال
- ملخص كتاب ( نظرية التغير الكلية ) / مؤلفي غير المنشور 2018م.
- النظام العالمي الجديد القادم و . . نهاية الحناش للحنش
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- الجزء الخامس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع ...
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- المثقف والمفكر . . عباءة فري سايز للجميع
- عراة . . ولكن لا يدركون
- خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10 ...
- طيف انسان عابر / نص قصصي


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - محاكاة . . مما لا يتحدث به