أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - المرأة والعمل المنزلي














المزيد.....

المرأة والعمل المنزلي


نساء الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 20:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


((ان المطبخ بالنسبة لملايين النساء واحد من أكثر المؤسسات إنهاكا وتضييعا للوقت والجهد: إنه يهدم صحتهن ويصيبهن بالاكتئاب، كما أنه مصدر إزعاج مستمر لأولئك –وهن اللاتي يشكلن الأغلبية- اللاتي لا يملكن إلا مصادر فقيرة. وسيكون إلغاء المطبخ الخاص خلاصا لعدد لا يحصى من النساء. فالمطبخ مؤسسة بالية شأنها شأن ورشة الحرفي: كلاهما ينطوي اليوم على سوء الإدارة وضياع الوقت والجهد والحرارة والضوء والمواد الغذائية، الخ)) اوغست بيبل...1840-1913....من كتاب.... مجتمع المستقبل.

في البدء يجب الاعتراف اننا لسنا استثناء من هذا الواقع، لكننا نطمح بشكل صميمي الى تغييره، ولن يكون هذا التغيير بشكل فردي، انه انجاز ثوري يأتي بالبديل الحقيقي، الذي يقيم علاقات مساواتية فعلية.

انتقل للتو الى القسم القانوني من الشركة، يرى زميلاته الموظفات وهن يتزاحمن امام غرفة رئيس القسم عند الساعة الثانية عشر، خصوصا المتزوجات منهن، للتوقيع على ورقة السماح بالمغادرة، يسمعهن وهن يتحدثن فيما بينهن، احداهن تقول: "بس لا اتأخر اليوم، تعرفين أني كلشي ما مسويه، بعدني لا طابخه ولا محضره شي، وفد شويه يجون الولد والبنات من المدرسة، وأبو البيت يجي وراهم، بس همزين أني تسوگت من البارحة".

ترى الكسندرا كولونتاي 1872-1952، "ان الأعباء الرئيسية التي تقوم بها ربة المنزل هي: شؤون النظافة "مسح الأرض ونفض الغبار، والتدفئة، والعناية بالإضاءة الخ" والطبخ والغسيل والاعتناء ببياض ثياب الاسرة" ترى كولونتاي ان هذه الاعمال تمثل "أعباء مرهقة مؤلمة تستغرق كل وقت وتستنفد كل قوة المرأة العاملة المضطرة الى بذل ساعات عمل طويلة في المصنع".

الموظفة الأخرى قالت: "لعد أني أحسن، سويت جدورة دولمة وباميا وفاصوليا ودجاج، وخليتهن بالفريز، ومن اروح للبيت بطريقي اشتري بس الخبز، ومن أوصل اكبسلي جدر تمن وشيردون انطيهم، يمعوده ترى إذا تبقين هيج متحلگين، سوي مثلي أحسن، ولا تخلين العايلة والرجال يطنطنون ويدردمون، ويظلون يرددون "ترى المره مكانها بيتها"، خلينا نشتغل ونشوف الدنيا.

(تعود جذور العمل المنزلي كما نراه اليوم لنشأة الرأسمالية التي عملت على التخلّص من عبء إطعام العمال والغسيل والرعاية الصحية والجسدية مع ما تكلّفه هذه الأعمال من مجهود عضلي ومادي، ورمتها على عاتق النساء. ونظراً لأهميتها بالنسبة لإستمرار عجلة الإنتاج الاقتصادي كان لابد من تصريفها بطريقة تزيح عن كاهل المنظومة، ليس فقط العبء المادي وإنما أيضاً أي محاولة للتمرّد العمالي على واقع الاستغلال والعنف الذي يعيشه العمال داخل هذا النظام، حيث صنعت العمل المنزلي كنموذج أنثوي يوفّر خدمات مجانية نابعة من الحب والعطاء....وهنا تمّ التطبيع الاجتماعي مع هذه الأعمال كعمل أنثوي، ورُبِطَت بالحب وخدمة الأسرة والطبيعة الأنثوية)هذا ما تراه الباحثة النسوية سعاد اسويلم، التي تضيف بشكل صائب: (كما أن النظام الرأسمالي لم يجعل الأعمال المنزلية «فرضاً» على النساء فحسب “بل تحوّلت إلى صفة طبيعية من صفات جسدنا وشخصيتنا الأنثوية، إلى حاجة داخلية، وإلى طموح، يُفترض أنه يأتي من عمق شيمنا الأنثوية).

اكول ليش ما تزوجين واحد من الولد، وتجيبولكم چنه معدله تساعدچ بالبيت، حتى تستقرين هنا بالشغل وما تفكرين شسوي اليوم وشسويت، واني وداعتچ اعرف بنية مؤدبة وحلوه وصغيرة، ومو بس هاي، وشلون تطبخ طبخ، هنياله لياكل من يدها، يعني معدله، كامله مكمله، وابنكم تره كٌبر، ويريدله مره ادرايه، تطبخله وتغسل هدومه وتشوف حاجته، ويخلفولكم عيال تملي عليكم البيت، شتكولين.

فردريك انجلز 1820-1895، وفي كتابه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" يؤكد على ان (العائلة المفردة الحديثة ترتكز على استعباد الزوجة المنزليّ، سواءً أكانت تلك العبودية سافرةً أم مقنّعةً، وليس المجتمع الحالي إلّا كتلةً تتألألف، بوجه الحصر، من عائلاتٍ مفردة هي بمثابة جزيئاتها)؛ ويضيف (لقد اضمحل العمل المنزلي امام عمل الرجل في كسب المعيشة. عمل الرجل أصبح كل شيء، وعمل المرأة أصبح ملحقا تافها).

ما اعرف شگول، خلي احچي ويه أبو البيت واشوف، يجوز ميقبل، ويجوز ابني نفسه ميقبل؛ لأن هو مره سمعته يگول "اريد وحده موظفه"، عدها راتب، تساعدني"، لچ عيني احنا الموظفات مرغوبات هسه، تعرفين ليش؟ لأن هم راتب من الشغل وهم طبخ ونفخ، بالدائرة نستلم راتب، بس بالبيت لو نحصل عاشت ايدچ لو ماكو.

تكتب الناشطة والمؤرخة الامريكية شارون سميث:(استنادًا إلى مفاهيم ماركس، لا يُنتج عمل المرأة المنزلي غير المأجور فائضَ قيمةٍ في حد ذاته، إلّا أنه ضروريٌّ للغاية في الحفاظ على النظام الرأسمالي).

وهو يستمع الى هذا الحوار، دفعه فضوله الى ان يتدخل ويبدي رأيه: طبعا أني اسف، بس چنت استمع لحديثچن، وهسه بديت افهم أنتن ليش اطلعن من وكت، يعني هاي كلها علمود شغل البيت، يابه هاي غير حياة، كلها تعب.

((يُقدِر صندوق الأمم المتحدة للسكان العمل المنزلي غير المأجور الذي تقوم به المرأة بنحو ثلث الإنتاج الاقتصادي في العالم. وتزداد ساعات عمل المرأة على ساعات عمل الرجل في البلدان النامية بنسبة 30 في المئة)).

ترد عليه احدى زميلاته في العمل: ليش هو قابل بس الموظفات يتعبن، زين انت من تروح للبيت مو تلگاه نظيف ويلمع، وملابسك وملابس العايلة كلها مغسولة ومنشوره، وتلگه الاكل جاهز، والأطفال مسبحيهم ومدرسيهم، هذا كله منو عبالك يسويه، غير زوجتك واختك وبنتك وحتى أمك إذا بعدها عايشه.

(نحو 586 مليون امرأة، بحسب منظمة العمل الدولية، التي تُشير إلى قيام المرأة بأعمال منزلية ورعوية غير مأجورة تفوق ما يقوم به الرجل بمرتين ونصف مرة على الأقل).

سكرتير رئيس القسم يأتي بأوراق المغادرة، يأخذن الأوراق ويغادرن، مودعات زميلهن ومبتسمات بوجهه، وهن يقولن له: سلمنا على زوجتك.
#طارق_فتحي



#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك فرق بين امرأة وأخرى؟
- يوم المرأة العالمي بالنسبة للسلطة والمعارضة، ما بين اذار الم ...
- بيــان نســاء الانتفاضــة بمناسبـــة الثامـــن مــن آذار، ال ...
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة -القسم الثالث والاخير
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة-القسم الثاني
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة
- شوارع العار
- 13 ميلون امرأة في سن العمل
- السلطات القطرية تلاحق الجماهير الايرانية وتقمع اي نشاط احتجا ...
- إيران: النساء والحجاب، انتفاضة متكاملة
- المرأة واعتزال العمل السياسي
- حول الانتفاضة النسوية في ايران
- ثلاث سنوات على انتفاضة اكتوبر
- مهسا اميني بين نظام الجمهورية الإسلامية والنفاق الغربي
- تعقد أزمة النظام واللعب على ورقة الطائفية
- الزوجة أول خادمة منزلية في التاريخ
- السلطة القضائية في خدمة النظام
- -سمعة العراق-.... امرأة
- انتفاضة المرأة اجتماعيًا
- بين قتل النساء جسديا وقتلهن نفسيا واجتماعيا


المزيد.....




- السويد- رجل وامرأة يحرقان نسخة من القرآن قبيل انطلاق -يوروفي ...
- اغتصاب واتجار وتخدير.. قصة اصطياد عصابة -تيك توك- للأطفال في ...
- استقبل الآن… أحدث تردد قنوات الاطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- الأونروا: الحرب على غزة هي حرب على النساء
- “اجا الحلو يا لولو!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشا ...
- الأونروا: الحرب على غزة تستهدف النساء بشكل أساسي
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما هو حال الصحافيات/ين الفل ...
- عام من الحرب في السودان.. عندما تنطق الأرقام ألمًا
- حليمة بولند خلف القضبان بسبب رجل مهووس
- “سجل الان” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 202 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - المرأة والعمل المنزلي