أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - المرأة واعتزال العمل السياسي














المزيد.....

المرأة واعتزال العمل السياسي


نساء الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 03:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعتزل المرأة العمل السياسي لوجود مفهوم ذكوري مترسخ لدى المجتمع، بأن السياسة هي فن يختص به الرجال فقط، وعندما يترسخ ويتجذر مثل مفهوم كهذا داخل المجتمع بشكل عام وعند المرأة بشكل خاص، فأنها تؤكد انعزاليتها، وهنا تعمل الذكورة ليل نهار وبمؤسساتها الاعلامية والتعليمية، لتأبيد هذه الافكار والرؤى، فنظرة المجتمع "الذكوري" للمرأة وهي تتحدث في السياسة، أو تترشح لانتخابات ما، هي نظرة دونية لهذه المرأة، ويقال عنها بأنها اخذت دور الرجل، ان هذه المراقبة لدور المرأة تولد السجن لها وتجعلها بالتالي منعزلة. لقد كتب سلامه موسى بصواب يقول: "ان الرجال يتهمونك بأنك غير ذكية، غير شجاعة، غير بصيرة، لم تتفوقي في الاختراع، ولم تبرزي في العلوم او الفنون، وكل هذه التهم صحيحة، ولكنها صحيحة لأنك تمضين حياتك محبوسة في البيت، ولو قدر لنا نحن الرجال ان نحبس لكنا في هذه الحال التي تتهمين انت فيها".
ان التطور الاقتصادي ينعكس بشكل ايجابي على مشاركة المرأة في المجال السياسي، والتطور الاقتصادي نقصد به تطور الصناعة والزراعة والسياحة ومجالات اخرى، فعندما تخوض المرأة العاملة بنقاش حول الاجور او ساعات العمل او تتحدث عن سياسة الادارة، فانه من الممكن لها ان تكون مؤهلة للمشاركة في الحياة السياسية، لأنها حتما ستنخرط في التجمعات والمظاهرات والاضرابات العمالية، فالحركة العمالية هي جزء اساسي من تطوير الحركة النسوية، ومن تطور الوعي السياسي النسوي.
تعليم المرأة وعملها يعدان اهم ركيزتين في نهضة وتطور وعي المرأة، وان القوانين التي ارادت القوى الاسلامية تشريعها من زواج القاصرات وغيرها، ما هي الا تعبير عن بقاء الهيمنة الذكورية، فالفتاة بعمر العشر سنوات أو أكثر تترك الدراسة بعد تزويجها، لإبقائها في البيت في خدمة زوجها، ما يرسخ لديها ثقافة الفهم الانثوي "السلبي", وبالتالي تعيش حالة سجن المفاهيم الذكورية المهيمنة، انه الجانب الاخر والمظلم من مثل تشريعات كهذه.
لقد طالب رئيس البرلمان الاسبق "محمود المشهداني" في يوم ما، وفي احدى الجلسات العلنية، بأن تذهب النساء "البرلمانيات" الى البيت لان الشمس قد غابت، فلا يمكن بقاؤهن الى وقت متأخر، وكان التصويت حول اقرار الموازنة، وقال لهن وبلهجة عراقية: "يله انتن، روحن للبيت، الدنيا ظلّمت، موصدگتن بالديمقراطية"، أو "انتي حرمه مالج دخل بهاي الامور"، ومع حقيقة ان النسوة داخل البرلمان لا يمثلن المرأة في العراق، كباقي اعضاء البرلمان، الا ان المشهداني كان قد عبر عن ذكوريته وهيمنته بالشكل التام وبكل فجاجة، دون تحفظ، ودون ان تعلق عليه احدى نساء البرلمان، أو ينتقده احد، حتى من قوى يسارية معروفة، وكأنه كان لسان حال كل القوى الاسلامية والقومية الرجعية، وهو حقا كان كذلك.
ان هذا الفهم هو نتاج بناء اجتماعي -هي "ناقصة عقل" و"الرجل لا يعيبه شيء ابدا"- وليس وليد اللحظة، يتعزز دائما، وتعمل مؤسسات ليل نهار على تأبيده، انها انتاج واعادة انتاج لعلاقات بدائية وقنونتها، ما يشكل عائقا مؤسفا امام الحركة النسوية للدخول في المجال السياسي، وهذا الفهم ايضا يرسّم لها مكانا معينا لا يمكن لها الخروج منه، وبالتالي تعدم حركتها المطلبية وتشل، وتبقى خاضعة للأفكار والتصورات المهيمنة، وتؤكد اكثر وأكثر انعزاليتها وفصلها عن ما يجب عليها ان تكون، وتلجأ الى الافكار التقليدية عن ماهيتها غير الحقيقية، والتي هي انها "امرأة" بالشكل السلبي.
لكن حتى نتلافى وجود مثل هذه العلاقات البدائية، واعادة انتاجها، من قبل القوى السائدة والمهيمنة، من اسلامية وقومية، فان منطق العمل السياسي يحتم على ممارسيه، ان يكون للمرأة وجود في الساحة، والدفع باتجاه تعليمها منذ المراحل الدراسية المبكرة، والقضاء على كل اشكال الامية بين النساء، وايضا الدفع باتجاه عملها، وفضح كل ما من شأنه اعاقة عملها وعرقلة تعليمها، بقوانين اقل ما يقال عنها انها متخلفة، لن توصل المرأة الى الانطلاقة الحقيقية في الحياة.
ان عزل المرأة عن العمل السياسي يخدم القوى المسيطرة، ويديم هذه السيطرة ويؤبدها، ويجعل من الواقع بديهية، أي الاقرار به، وهو ما يجب نفيه، والعمل على تسليح المرأة بالعلم والعمل، ان تحرر المرأة هو بذات الوقت تحرير للرجل من افكاره حولها، تحرير من تلك المفاهيم والرؤى التي نسجها عبر تاريخه الطويل، من اساطير وطقوس واديان وتقاليد، لقد كتبت سيمون دي بو فوار في كتابها المهم "الجنس الاخر" تقول: "اننا نحبس المرأة في المطبخ او في المخدع وبعد ذلك ندهش اذ نرى افقها محدودا، ونقص جناحيها ثم نشكو من انها لا تعرف التحليق".



#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الانتفاضة النسوية في ايران
- ثلاث سنوات على انتفاضة اكتوبر
- مهسا اميني بين نظام الجمهورية الإسلامية والنفاق الغربي
- تعقد أزمة النظام واللعب على ورقة الطائفية
- الزوجة أول خادمة منزلية في التاريخ
- السلطة القضائية في خدمة النظام
- -سمعة العراق-.... امرأة
- انتفاضة المرأة اجتماعيًا
- بين قتل النساء جسديا وقتلهن نفسيا واجتماعيا
- قضية المرأة
- المرأة السورية في بلاد الاغتراب، حياة جديدة مليئة بالصعوبات ...
- (البغاء السري في بغداد)
- الغاء المادة(398)
- ماذا تركت لنا سيمون دي بوفوار العرب (نوال السعداوي)؟!
- النساء الحمالات بين مطرقة الجوع وسندان معابر الموت
- أوضاع المرأة في العراق واستراتيجيات النهوض بالنضال النسوي
- (الفحل السياسي)
- حول قرار الحكومة البريطانية بتسفير طالبي اللجوء الى رواندا
- بيان نساء الانتفاضة حول قتل الصحفية شيرين ابو عاقلة
- ما يمثله الأول من أيار للنساء


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - المرأة واعتزال العمل السياسي