أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - محنة انسان تصنيع جسد المرأة-القسم الثاني














المزيد.....

محنة انسان تصنيع جسد المرأة-القسم الثاني


نساء الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 22:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(لا نعترض في هذا المقال على حرية الجسد الأنثوي في السّلوك والابهار، ولكنّنا ضدّ تسليعه وتحويله إلى خريطة للمتعة البصريّة/ الجنسيّة) ريتا فرج.

انطلقت الباحثة الأردنية ميسون العثوم في مقالتها المعنونة "جسد المرأة والدلالات الرمزيّة: دراسة أنثروبولوجية" انطلقت من (فرضيّة أنّ جسد المرأة ليس معطى بيولوجيّا أو طبيعيّا بقدر ما هو بناء تاريخيّ وثقافيّ واجتماعي صنعته قوى الهيمنة المتصارعة في المجتمع)؛ وتتأكد صحة هذه الفرضية من خلال تتبع مسار شكل الجسد للمرأة والتغيرات التي طرأت عليه، ففي كل حقبة زمنية معينة كان هناك شكل محدد "مرغوب" لجسد المرأة، فالرجل بما انه "قوة مهيمنة" هو من يحدد معايير "الجمال" لشكل الجسد.

صلاح الدين المنجد وفي كتابه "جمال المرأة عند العرب" ينقل لنا وعبر عشرة فصول من كتابه التنقلات التي مر بها شكل جسد المرأة، او ما كان يرغب به الملوك والامراء وحتى عامة النساء، وما كان فهمهم لجمال المرأة؛ ويبتدئ صور الجمال منذ ما يسميه ب "العصر الجاهلي"، وما هي المقاييس والمعايير التي كان الرجل في ذلك الزمن يبحث عنها، فيصف "تاريخيا" أجساد ثلاث نسوة هن "دعد محبوبة دوقلة، فاطمة محبوبة امرؤ القيس، متجردة النابغة"؛ بعدها ينتقل من عصر الى عصر اخر، والمتغيرات التي تطرأ على جسد المرأة، فيتغير شكل النهد والارداف والبطن والاذرع والطول والقصر... الخ.

وبالانتقال الى الجانب الاخر من الأرض فأن شكل الأجساد أيضا كان يتغير حسب "الطلب-الرغبة"، ففي بداية القرن العشرين ظهرت لوحة "فتاة جيبسون" للفنان الأمريكي "تشارلز دانا جيبسون"، وكانت نموذجاً للجمال الأنثوي "المطلوب"، حيث الجسد الطويل النحيل، الوجه الشاحب والقليل من مساحيق التجميل؛ وفي الخمسينات والستينات كان معيار الجمال هو جسد "الساعة الرملية"، فبرزت نجمات السينما بساقين نحيلتين ونهدين ممتلئتين كمارلين مونرو؛ وجسد "الساعة الرملية" كانت قد كتبت عنه الاسترالية "جرمين غرير" في كتابها "المرأة المدجنة" بشيء تفصيلي، واصفة اضطرار النساء الى "نحت" (الخصر بطريقة الشد والضغط كيما يزيد من بروز تكورات الثديين والردفين)؛ وتضيف غرير بشكل رائع ان النساء (تحاولان إرضاء المستهلك حسب الطلب)، فلقد دخل جسد المرأة الى اقتصاد السوق، وبدأ يخضع لمعايير العرض والطلب.

مقاييس الجمال بالنسبة لجسد المرأة والتي دائما ما يفرضها الرجل اخذت منحى مبالغا به في العصر الحالي، ففي وقت كانت "بدانة المرأة علامة على خصوبة الجسد الأنثوي وصلاحيته للحمل والرضاعة، على عكس اليوم إذ تعدّ دهون منطقة البطن كرشا يجب شفطه"؛ وفي وقت كان اطعام الفتاة يشكل فرضا لتسمينها وجعلها "مقبولة"، صارت اليوم الرشاقة والخوف من السمنة وممارسة الرياضة وعمليات التنحيف هي السائدة، وكل ذلك لنيل الرضا والقبول في مجتمع يهيمن عليه الفهم الذكوري.

لقد سبق بيير بورديو عالم الاجتماع الفرنسي في كتابه المهم "الهيمنة الذكورية"، سبق الباحثة الأردنية ميسون العثوم في إدراك قوة الهيمنة الذكورية، والتي كما يقول عنها: (ان القوة الخاصة لتبرير النظام الاجتماعي الذكوري انما تأتيه من انه يراكم ويكثف عمليتين: انه يشرعن علاقة هيمنة من خلال تأصيلها في طبيعة بيولوجية هي نفسها بناء اجتماعي مطبّع).
يتبع الى القسم الاخير
#طارق_فتحي



#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة
- شوارع العار
- 13 ميلون امرأة في سن العمل
- السلطات القطرية تلاحق الجماهير الايرانية وتقمع اي نشاط احتجا ...
- إيران: النساء والحجاب، انتفاضة متكاملة
- المرأة واعتزال العمل السياسي
- حول الانتفاضة النسوية في ايران
- ثلاث سنوات على انتفاضة اكتوبر
- مهسا اميني بين نظام الجمهورية الإسلامية والنفاق الغربي
- تعقد أزمة النظام واللعب على ورقة الطائفية
- الزوجة أول خادمة منزلية في التاريخ
- السلطة القضائية في خدمة النظام
- -سمعة العراق-.... امرأة
- انتفاضة المرأة اجتماعيًا
- بين قتل النساء جسديا وقتلهن نفسيا واجتماعيا
- قضية المرأة
- المرأة السورية في بلاد الاغتراب، حياة جديدة مليئة بالصعوبات ...
- (البغاء السري في بغداد)
- الغاء المادة(398)
- ماذا تركت لنا سيمون دي بوفوار العرب (نوال السعداوي)؟!


المزيد.....




- امرأة متزوجة من روبوت ذكاء اصطناعي تدّعي أنها مغرمة به وتتحد ...
- خشية غسيل الأموال.. العراق يحقق في مهور الزواج المبالغ فيها ...
- الشرطة تطارد -سامية-.. رجل ينتحل صفة امرأة ويمارس الشعوذة في ...
- تحذيرات عالمية: أيام الصيف الحارّة خطر على النساء الحوامل
- جنسيات ممنوعة من الزواج بسعوديات رسمياً في السعودية.. وأهم ا ...
- رابط التسجيل في برنامج دعم ساند للنساء 1446هـ والشروط المطلو ...
- “هتقبضي كل شهر”.. لينك فعال للتسجيل في “منحة المرأة الماكثة ...
- تمويل الاسرة 100,000ريال بدون رسوم تعرف على شروط بنك التنمية ...
- توثيق الزواج العرفي في مصر ـ -مرونة- قضائية بسُلطة تقديرية
- هيئة الشؤون الاجتماعية: زيارة طبية رقمية قد تكفي لتغيير الجن ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - محنة انسان تصنيع جسد المرأة-القسم الثاني