أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير














المزيد.....

بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل أول نتائج الذكاء الاصطناعي بدأت تظهر على نطاق مجتمعي وجغرافي واسع. اذ ان ظاهرة الذكاء الاصطناعي التي تم الحديث عن خطورتها وفعاليتها منذ أمد بعيد، تتسع في تطبيقاتها وتؤثر بصيغة أو أخرى على سلوكيات الانسان والمجتمعات المعاصرة. لقد ترجم الذكاء الاصطناعي في تطبيقات عملية فعالة ومؤثرة، حتى بتنا نستخدمها ونخضع لنتائجها الأولية بشكل يومي. حيث تحولت هذه التطبيقات – وضمن مستواها الراهن المحدود نسبيا – الى قوة مؤثرة. وربما ما نتطرق اليه في حقل استخدامات التواصل الاجتماعي وانعكاساتها تفصح عن عمق تأثير الفضاء الالكتروني على المجتمع والأفراد. لذلك من الممكن أن نفسر بعض حالات التفاعل الحاد مع الأحداث العامة ضمن الفضاء الإلكتروني بتقمص ما يشبه (بطولات الديجتال)، والتي يمكن ادراجها كأحد أصغر الأمثلة على التأثير التقني المباشر على سلوكية الأفراد ضمن أوساط اجتماعية واسعة...
واذا اقتصرنا على بعض الجوانب السياسية فقط، فمن منظور تقليدي يبدو الفرق شاسع بين السجالات السياسية الجادة في سياقاتها المحددة، وبين الاسترسال والفضفضة السياسية على شبكة النت، الفارق أيضاً كبير بين المساهمة الجادة في الشأن العام، وعملية النثر السهل للانتقادات والاتهامات بشكل مستمر. فالحديث في المواضيع السياسية ينبغي لها أن تركز على البرامج والخطط، على السياقات، الاحصائيات، المنجزات والمعضلات الموضوعية التي تواجه خطط وسياسات الكيانات والمجموعات المنظمة، هذا على أقل تقدير.
أما النقاشات العصبوية والحزبوية التي تضيق وتضيق لتتحول الى مستويات الشخصنة وتصفية الحسابات بين هذا وذاك، باتت سلوكية ممجوجة وتتسبب في أضرار نفسية أكثر بكثير من فوائدها، ان وجدت، كحالات رأي موضوعية. لقد قام العديد من الأفراد بتسميم البيئة السياسية الكوردية في سوريا طوال عشرات السنين، حدث ذلك في اجواء تسودها الأمية المعرفية. وجاءت مرحلة ثرثرة الديجتال لتعيد تدوير تلك الحالة الطارئة بعيداً عن المعرفة العلمية، مسببة تلوثا اجتماعيا وتشويشاً فكريا، بل فوضى.
بات معروفاً لدى المهتمين أن المناقشات الجادة لا تناسب الفضاء الإلكتروني، بسبب مساحة الانتشار ومستوياته، فالفضاء الأزرق ربما وظيفته التواصل السريع، المعرفة المختزلة، وليست إعادة انتاج ما لفظه الواقع الفيزيائي الاجتماعي الرتيب.
تمجيد هذا الطرف او ذاك الشخص، او على العكس تخوينهم في الفضاء الالكتروني العام له سلبيات كبيرة، وذلك بسبب تجاوز احترام الخصوصية، ولنقل بسبب اقتحام الحالة العامة عبر الخصوصيات وعدم احترام السياقات.
كما أن بعض نشطاء الفضاء الافتراضي يتوهمون بفعالية تأثير آرائهم بفضل تقنية التواصل العابرة للحدود والمسافات. لكن على العكس، فقد اثبتت الدراسات ان تأثير الفكر والرأي السياسي يحتاج الى المزيد من اليقين والاستقرار في العلاقات بين الافراد والجماعات، وان الموقف والرأي الذي يفترض انه نشر على نطاق واسع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي يتبخر بسرعة أكبر من الحالة التي يتم تأسيسها على ارض الواقع الاجتماعي نفسه.
فبطولات الديجتال الوهمية تأتي من الاستخدام غير المناسب والمنسجم لأداة شديدة الخطورة من قبل مستويات عمرية واجتماعية وثقافية شديدة التباين. وتخلق بيئة متخيلة موازية للواقع، وغير متفاعلة معه.
لذلك الكثير من النشاطات والحالات على الشبكة العنكبوتية تتحول الى مجرد ثرثرة ديجتال، وحالات تقمص لبطولات وفعاليات وهمية، ان لم تكن مضيعة للوقت وهدر للطاقات.
والمؤسف ان السمة الغالبة على ما يصنف ضمن (السجالات السياسية) لكورد سوريا قد تحولت بفضل النت الى محض ثرثرات مكررة وجوفاء، تعيد احياء حالة سلبية ترسخت منذ أكثر من أربعين سنة. اذن الفارق الجوهري بين السياسية بوصفها عملا منتجاً وبين الثرثرة الالكترونية الحديثة هو تماما مثل الفارق بين الانجازات السياسية والقانونية التي تقدم الخدمات للمجتمع، وبين التوهم في انجاز شيء ما وأسوأها تقمص حالات بطولة متخيلة، طائرة ومعلقة بين موجات الأثير. ويبدو أن الخلل ليس في انفجار تقنيات الذكاء الاصطناعي فحسب، وانما في حالات الخلل الاجتماعي والسياسي المستفحلة في بلداننا.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الاستبداد ذات الخلفية المغولية والعنصرية المنسوبة للعر ...
- درس من كارثة الزلزال
- ضرورة الخروج من الاطار الوظيفي للحركة الكوردية
- الانتقال الحاد من عمارة الممالك الآرامية الى الإمبراطورية ال ...
- فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...
- إيران: الحوار الداخلي أولاً
- ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزي ...
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر
- لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟
- بداية نهاية الدور المركزي لأوربا؟
- ظاهرة شاهسوار الشعبوية
- في هذا البيت
- 99 سنة على معاهدة الغدر
- أوربا الحائرة في ذكرى ولادة القيصر الأكبر
- مئة مليون لاجئ: المجتمع الدولي في مواجهة كارثة الهجرة
- من سيكتسح العالم بوتين أم بتكوين؟!


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير