أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟














المزيد.....

لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ علم معقد، عكس بعض التصورات: بأنها سرديات وإعادة تجميع وترتيب للأخبار. لذلك سلاسة وسهولة قرأته تختلف كثيراً عن كتابته، فالتأريخ جهد معقد، وقلما يرتقي دارس تاريخ الى سوية المؤرخ. لذلك ما يثير القلق والدهشة أن عددا كبيرا من المهتمين والقراء وحتى النشطاء السياسيين يميلون مؤخراً الى كتابة التاريخ، ويستسهلون حقله، سواء من بوابة الاستمتاع بالروايات أو لإملاء الوقت، أو الافتراض بأنهم يقومون بجهد ابداعي. بل يجنحون حينا آخر لتوظيف المعلومات التاريخية وسردياتها المتجزأة في الاستعراضات السياسية.
ما استفدت من تجربتي الشخصية الطويلة وأود عرض جانب منها للإفادة أيضاً، أنني أحببت التاريخ منذ الصغر، قرأته بشغف، حتى حرفت مسار دراستي عن الرياضيات والتقنيات والانشاءات نحو حقله الشاسع. فمن الهندسة انتقلت في الدراسات العليا الى فرع يربط الهندسة بالتاريخ، فدرست الدبلوم في معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب سنة 1986، ومن ثم الماستر والدكتوراه. وقضيت كل فترة شبابي في قراءة أمهات الكتب التاريخية... قرأت كل ما توفر من كتب وأبحاث في حقل تاريخ العلوم الهندسية والتاريخ العمراني في مكتبات حلب ودمشق. عمقت الدراسة، اذ تخصصت في تاريخ وتطور تقنيات العمارة الطينية منذ العصور الحجرية. حتى توسعت في دراسة تاريخ وآثار الجزيرة الفراتية وكوردستان وسوريا وجوارهما.
أصدرت الكتب التالية: قرى الطين (دراسة تاريخية – هندسية) 2001، أنماط العمارة الطينية في الجزيرة الفراتية 2010، وأخيراً: القرى الطينية في شمالي سوريا 2022. كما كتبت العديد من الأبحاث عن تطور التقنيات الهندسية وعلاقتها بالمجتمعات المحلية وتاريخها... حتى وصلت لكتابة ما مجموعه مائتي ألف كلمة عن الجزيرة الفراتية (مجتمعاتها وعمرانها) فقط، قسم كبير منها مازال مخطوطا.
طلب عدد من الأصدقاء مني أن أنشر كتاب عن تاريخ الجزيرة، في حقل التاريخ العام، وهذا يعني التركيز على التاريخ السياسي. توقفت وانتظرت وتوسعت من جديد في القراءات، انتابني شعور بأنني مازلت غير ملم بشكل تام بتاريخ الجزيرة الفراتية ! (بل أبدو جاهلاً في بعض مفاصل تاريخها العام). واكتشفت أنني بحاجة لقراءة مئات الكتب والأبحاث الأخرى حتى أكون قادراً على القيام بهذه المهمة الصعبة، بمعنى أن أقدم ما هو جديد وأصيل وموثق علمياً يتجاوز ما سبق كتبه الآخرون.
استغرب
، بل أظل مصدوماً ، أنه بين فترة وأخرى تصدر بسرعة كتب هنا وهناك، في هذا الموضوع التاريخي أو ذاك، نعم كتب كبيرة الحجم! دون مراعاة لأبسط الأسس والمناهج العلمية في البحث والتأليف، حتى قبل أن يكتب صاحبها بحث واحد تم تقييمه علميا أو نشره في مجلة رصينة!
كما أن البعض الآخر بدافع نبيل أو تمضية لوقت ممتع، ينشرون بوستات ومقالات تتضمن فقرات من كتب أو معلومات مجتزأة عن تاريخ الكورد والجزيرة الفراتية، عن تاريخ سوريا والعراق أو الجزيرة العربية والاسلام... دون تخصيص للمكان وللفترة الزمنية بدقة، وربما دون الاستناد على أرضية أكاديمية أو قراءات مستفيضة.
لذلك أود القول بود: التاريخ ليس علماً سهلاً اطلاقاً، فتجميع معلومة من هنا وواحدة من هناك، بصرف النظر عن إشكالية المصادر والمراجع لا تؤسس لكتابة نصوص تاريخية علمية وموضوعية رصينة، فضلاً عن أن تكون جديدة وأصيلة.
حبذا توجهون طاقاتكم أو هواياتكم باتجاه آخر... وخاصة لم يعد توظيف تاريخ ما قبل الميلاد وما قبل الكتابة وما قبل انسان الكهف لأهداف سياسية راهنة: قومية أو عصبوية ضيقة مفيدا، ولا مقبولاً من زوايا علمية ومنهجية، الا اذا أراد أحدهم وأصر أن يسير على درب (المدرسة التوراتية في تفسير التاريخ واستغلاله ومن ثم تطويعه لأجندات سياسية معاصرة).
قراءة التاريخ متعة، لكن كتابته مسؤولية، يظل التاريخ حقل معرفي في الجوهر، وهذا ما ثبته قبل مئات السنين شيخ المؤرخين شرفخان البدليسي (فيها معرفة للناس).
إن لم يكن كذلك، أكرر بود لا تضيعوا أوقاتكم. ولا تتوهموا أنكم تكتشفون حقول معرفية جديدة.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية نهاية الدور المركزي لأوربا؟
- ظاهرة شاهسوار الشعبوية
- في هذا البيت
- 99 سنة على معاهدة الغدر
- أوربا الحائرة في ذكرى ولادة القيصر الأكبر
- مئة مليون لاجئ: المجتمع الدولي في مواجهة كارثة الهجرة
- من سيكتسح العالم بوتين أم بتكوين؟!
- معركة عفرين مستمرة
- الليبرالية والبيروقراطية وزجاجة الويسكي اليابانية
- حكومة ألمانيا اليسارية الى أين؟
- كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية
- تخليص الجامعات من هيمنة الأحزاب
- تعهد أو اتفاقية الميتان (Methane Pledge) كمدخل لنجاح قمة غلا ...
- اليسار يتقدم أوربيا: أخلاقيات مواجهة الرأسمالية تنتعش
- خطوات ماكرون المتعثرة من لبنان إلى كوردستان
- مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي
- معضلة الهجرات التاريخية لدى النخب السياسية العربية
- وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-
- هل نستطيع النجاة من دون النساء؟
- الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟