أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزيع














المزيد.....

ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزيع


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت ومازالت المسألة الديمغرافية مصدر قلق لعلماء الاجتماع والاقتصاديين، فضلا عن المهتمين بالشأن العام، فمستقبل المجتمعات البشرية مرهون الى درجة كبيرة ومرتبط بشكل وثيق مع عدد السكان وشكل توزيعهم على الأرض. وذلك لمحدودية المساحة اليابسة المفيدة من الكرة الأرضية، وحيث أن عدد شاغليها الأحياء في تزايد مستمر.
يظل التساؤل القديم الجديد: هل مشكلة المجتمعات البشرية تكمن في التزايد السكاني فقط؟ السؤال فرض حضوره مجدداً بعد الاعلان رسمياً عن بلوغ عدد سكان الأرض (8) ثمانية مليارات نسمة. فقد أكدت احصائيات وحسابات الأمم المتحدة يوم 15 /11/ 2022 بلوغ عدد سكان الأرض عتبة ثمانية مليار نسمة، فأين المشكلة، وهل حقاً "نحن أكثر مما يجب"؟! كشعار تم الترويج له مطولاً. خاصة من قبل أنصار الاتجاه الذي يحصر معضلات البشرية في التزايد السكاني. ومن بين مروجي هذا الاتجاه نجد أن طبيب الأعضاء الشهير سير روي كالن قد رفع سقف التشاؤم في كتابه (عالم يفيض بسكانه) قائلاً: "إذا استمر تضاعفنا دون تقييد أو تدبر... فسوف تستنزف موارد هذا الكوكب. أما البشر الذين سيظلون احياء، فسوف يعيشون في أرض خراب.".
في مواجهة هذا الاتجاه ثمة رأي الآخر مصر على أن جوهر المشكلة ليست في العدد، بل في الاستهلاك الكبير والجشع في استغلال الموارد الطبيعية واستنزافها الحاد، اذ يبين الخبراء بشكل متكرر أن استهلاك الدول الثرية المفرط لموارد الكوكب هي جوهر المشكلة.
في هذا الصدد صرحت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم أن بلوغ البشرية: "ثمانية مليارات هو حدث هام"، مرحبة بالزيادة في متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل وفيات الرضع والأمهات. وأكدت على أنه لا داعي للقلق والخوف، مما يشير إلى حيادية موقف المؤسسات المختصة التابعة للأمم المتحدة من عملية التزايد السكاني.
في سياق مواز تشير أحدث تقرير لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة إلى أن النمو السكاني يظل أحد المحركات الرئيسية لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن مساهمته فيها أقل من مساهمة النمو الاقتصادي. وتأثير زيادة السكان على التدهور البيئي حقيقي، لكن الإصرار على هذا العامل فقط يندرج ضمن الكسل الفكري. وبالتأكيد ينبغي إحالة المشكلة الى عوامل أخرى، وخاصة سوء استغلال الموارد الطبيعية، وكذلك التباين الحاد في توزيع الثروات.
فالزيادة السكانية تقود بالضرورة إلى استهلاك المزيد من الموارد من غابات وأسماك ونبات وبالتالي أراض جديدة ... إلخ، وذلك أكثر بكثير من قدرتها الطبيعة على التجدد كل عام. هذا ويؤدي الاستهلاك المفرط للوقود الأحفوري إلى مزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤولة عن الاحترار المتصاعد.

فمن ناحية استدامة الموارد، تتطلب تلبية احتياجات البشرية بطريقة حسابية إلى وجود 1.75 كوكب أرض وفق شبكة "غلوبل فووتبرنس نتوورك" والصندوق العالمي للطبيعة. بمعنى سنكون في المستقبل بحاجة الى مساحة ومواد كوكبين مشابهين للأرض حتى يستمر التوازن في تأمين مستلزمات الحياة البشرية.
هما يكن، وسواء كان ثمانية مليارات عدداً كبيراً في المنظور القريب أم لا، فإن المليارات الثمانية من البشر الأحياء موجودون بالفعل وسيستمر عددهم في النمو، إذ تتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ العدد 9.7 مليار نسمة عام 2050.
وثمة من يتوقع أن يتم ضبط الزيادة بحيث لا يتجاوز عدد سكان الكرة الأرضية سنة 2100م عتبة 11 مليار نسمة، خاصة مع أرجحية تنظيم الأسرة في العقود القادمة على نطاق واسع، فتنظيم الأسرة يعد أحد الضوابط للحد من عدد السكان وبالتالي خفض ظاهرة الاحتباس الحراري، فمن شأن وجود عدد أقل من السكان بمستويات استهلاك مستدامة أن يقلل الطلب على الطاقة والنقل والخامات والغذاء والموارد الطبيعية. ولكن بدون وضع حل لمسألتي الجشع في الاستهلاك والخلل في توزيع الموارد لن تجد البشرية مخرجاً من الأزمة.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر
- لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟
- بداية نهاية الدور المركزي لأوربا؟
- ظاهرة شاهسوار الشعبوية
- في هذا البيت
- 99 سنة على معاهدة الغدر
- أوربا الحائرة في ذكرى ولادة القيصر الأكبر
- مئة مليون لاجئ: المجتمع الدولي في مواجهة كارثة الهجرة
- من سيكتسح العالم بوتين أم بتكوين؟!
- معركة عفرين مستمرة
- الليبرالية والبيروقراطية وزجاجة الويسكي اليابانية
- حكومة ألمانيا اليسارية الى أين؟
- كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية
- تخليص الجامعات من هيمنة الأحزاب
- تعهد أو اتفاقية الميتان (Methane Pledge) كمدخل لنجاح قمة غلا ...
- اليسار يتقدم أوربيا: أخلاقيات مواجهة الرأسمالية تنتعش
- خطوات ماكرون المتعثرة من لبنان إلى كوردستان


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزيع