أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً














المزيد.....

فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقدم رئيس الوزراء الماليزي السابق والأسبق مهاتير محمد البالغ من العمر 97 عاما، أوراق ترشّحه للانتخابات العامة أواخر سنة 2022، بهدف العودة مجددا إلى كرسي الحكم. جدير بالذكر أن مهاتير محمد يعد أحد القادة الآسيويين الذين نجحوا في إدارة دولاب اقتصاد بلادهم وتسريعه نحو التنمية وتحقيق الرفاه، لكنه دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية ليس من هذه البوابة، وإنما لكونه "أكبر رئيس وزراء كان في المنصب" عندما انتخب سنة 2018 لولاية ثانية. لا شك أنه أحد الشخصيات السلطوية الناجحة على الصعيد العالمي، فقد أمضى حوالي ثلاث وخمسون سنة في كرسي الحكم، حقق خلالها نجاحات كبيرة لدولة ماليزيا. على الرغم من أنه اتهم بتهم فساد خلال وبعد فترات حكمه. لكن المؤكد انه دخل سجل غينيس للأرقام القياسية كأكبر رجل ظل فترة طويلة في أعلى هرم السلطة التنفيذية كرئيس للوزراء في ماليزيا، ولم يتجاوزه أحد في مدة الحكم كرئيس للوزراء في باقي حكومات العالم. كما يعد أكبر رجل ظل ينافس على كرسي رئاسة الوزراء وهو على وشك أن يبلغ المئة سنة من العمر. وليس ثمة أي تفسير لسلوكه وحافزه للترشح سوى أنه لم يكتفي، ولم يتشبع من استنشاق اوكسجين السلطة. المشكلة تكمن في أنه ظل يفترض ان ماليزيا ستتحول الى رماد بدونه، حتى بعد خسارته للانتخابات. وهو متيقن ان الحاجة مازالت ماسة الى قدراته وخبراته...
لكن على ما يبدو ان الهستيريا وجنون العظمة الذي يولده النجاح أحيانا، قد لا يختلف عن الاستبداد والدكتاتورية العارية، وهذه الحالة قد تسبب خيبة أمل كبيرة لصاحبها، بل بفضيحة. فقد رد الناخب – المواطن المقهور على جنون عظمة مهاتير، والذي تلخص في عدم الاستجابة لطموحه المزمن للبقاء في الكرسي، وبالتالي خسر مقعده في دائرة لانكاوي في البرلمان، بعد أن حصد فقط نسبة 9 بالمائة من أصوات الناخبين وهي 4,566 صوتاً من أصل 48,123 صوت. ولكن الغريب أنه لم يتعظ بعد هذه الخسارة الصادمة، فقد صرح بأنه سيتفرغ لكتابة تاريخ ماليزيا.
نستنتج من هذا الحدث ونعيد قراءة رمزيته باختصار: أن الولع بالسلطة متعدد الأوجه والمستويات، هي حالة عابرة للأعمار والثقافات. على اعتبار أن مغانم السلطة في عالمنا الاستهلاكي المعاصر كثيرة ومتنوعة لدرجة أن كرسي السلطة يتقمص بل يستعبد جالسه. ومن زاوية أخرى يبدو أن الظاهرة السلطوية باتت ثقافة سياسية معاصرة، فقد انتشرت وتعولمت في ظل النظام الليبرالي، فلم تعد (السلطوية) ظاهرة مرهونة ومستوطنة بين طيات ثقافة أنظمة الاستبداد العاري فقط، وليست منتجاً يخص العوالم المتصارعة سلطوياً خارج أوربا وأمريكا، بل باتت السلطوية الوجه الآخر للفساد الإداري والسياسي، وهي في الوقت نفسه مرض مزمن من أمراض الاجتماع البشري في هذا العصر. تحولت السلطوية إلى فيروس يصيب مجتمعات وأجيال بكاملها. لأنها ليست مرهونة ومتوقفة على الولع بالمناصب العالية، ولا مرتبطة بامتيازات كبيرة، بل أضحت حالة تلازم البشر في كثير من المواقع والمستويات. وكانت أسوأ حالاتها ما أصابت تلك الجماعات المنظمة التي ادعت الثورية والاشتراكية، كما ادعت وروجت لاحقاً للنضال في سبيل الحريات وحقوق الإنسان، والتداول السلمي للسلطة. فكم صادفنا وسنصادف شخصيات هنا وهناك، ظلت تصرخ مطولا في سبيل التغيير والديمقراطية، لكنه ظل ملتصق دهراً بكرسي اعتباري قد لا يدر مالاً ولا امتيازات… ولكن ما الذي يغذي هذه الظاهرة؟
إنها فوبيا الموت خارج الكرسي، الخوف من الموت البريء، الموت كانسان ومواطن غير حاكم! أياً كانت صيغة الحكم، أو شكل الكرسي، مردوده وطرازه.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...
- إيران: الحوار الداخلي أولاً
- ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزي ...
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر
- لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟
- بداية نهاية الدور المركزي لأوربا؟
- ظاهرة شاهسوار الشعبوية
- في هذا البيت
- 99 سنة على معاهدة الغدر
- أوربا الحائرة في ذكرى ولادة القيصر الأكبر
- مئة مليون لاجئ: المجتمع الدولي في مواجهة كارثة الهجرة
- من سيكتسح العالم بوتين أم بتكوين؟!
- معركة عفرين مستمرة
- الليبرالية والبيروقراطية وزجاجة الويسكي اليابانية
- حكومة ألمانيا اليسارية الى أين؟
- كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية
- تخليص الجامعات من هيمنة الأحزاب


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً