أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - آزاد أحمد علي - درس من كارثة الزلزال














المزيد.....

درس من كارثة الزلزال


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 11:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ابان الكوارث المدمرة، كالزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من كوردستان وتركيا وسوريا، يزداد الحديث عن المسببات والنتائج. كما يتصاعد السجال والنقاش حول أضرار هذا الزلزال الذي يعد من أكبر الزلازل التي حدثت في منطقة سكنية عبر التاريخ المعاصر. ويتفرع الحديث حول موضوعين مهمين.
الأول: حقيقة القدرة على التنبؤ مسبقاً بحدوث الزلازل، وكذلك طبيعة الهزات الارتدادية التي تتبعها. في هذا الجانب يجب التذكير ببعض الحقائق العلمية الجيولوجية والجيوفيزيائية، والتي تتلخص في أن العلم لم يصل بعد إلى الدقة المطلوبة والكافية للتنبؤ بيوم أو ساعة، أو حتى شهر حدوث الزلازل. وليس هنالك القدرة على تحديد مركزها المحتمل. على الرغم من التقدم في حقول أبحاث الجيوتكنيك وجيولوجيا الأعماق، فضلاً عن علوم الاحصاء والاحتمالات، تظل هنالك صعوبة بالغة في معرفة حقيقة سلوكية الفوالق والحركات التكتونية للصفائح الكبرى التي ترتكز عليها قارات الأرض اليابسة. وبالتالي لا يمكن المعرفة والاحاطة بسلوكية أعماق الأرض، وأهمها تلك التي تترجم في النشاط الزلزالي والبراكين.
أما بعد حدوث الزلزال فالهزات الارتدادية تكون مؤكدة، نظراً لعدم استقرار منطقة النشاط الزلزالي حتى يتخامد النشاط الزلزالي وتطلق الطاقة الكامنة في طبقات الأرض، وهذه الهزات تظل أقل شدة من الزلزال الرئيسي.
ثانياً: تحديد المسؤوليات، ويتم عادة إلقاء اللوم على جهات متعددة، فالخراب والدمار وعدد الضحايا الكبير يولد الكثير من العتب واللغط. وفي المحصلة يحق للمجتمعات المتضررة أن تطالب الحكومات والإدارات المحلية بالاجابة عن هذه التساؤلات، والتعويض عن الأضرار التي هم غير مسؤولين عنها بشكل مباشر. فهل المسؤولية تقع على جهات محددة أم ستسجل ضد قوى الكارثة الزلزالية الخفية والمجهولة؟!
• مسؤولية المهندس والهيئات الهندسية والنقابية
يحق التساؤل فيما اذا كان الخراب نتيجة لقوة الزلزال وعنصر المفاجأة فيه أم ينبغي احالته الى جهات ذات صلة، كالمهندسين والمقاولين والبلديات... وبمعنى أكثر وضوحاً، يمكن التساؤل لماذا لم يتحمل المبنى هذه الهزات؟ على اعتبار أن النظم وقوانين الهندسة الانشائية تحسب هذه الاحتمالية ضمن التصاميم لتحمل صدمة الزلزال. خاصة للمباني التي تقع ضمن المناطق ذات النشاط الزلزالي المتوقع. فمسؤولية السلامة الانشائية للمبنى تقع بشكل حصري على كاهل المهندس الانشائي الدارس للمبنى، خاصة للمنشآت المشيدة من الخرسانة المسلحة (Reinforced Concrete)، التي يجب ان تحسب على أساس امتصاص القوى الناتجة عن الهزة الزلزالية القصوى في المنطقة التي يتم البناء فيها. فكل النظم الإنشائية لها (كودات لحساب) مقاومة الزلازل، وان لم تحسب فهي مسؤولية المهندس الانشائي، وفي حال لم تنفذ فهي مسؤولية المهندس المشرف، الذي لم يطبق المخططات، أو لم ينتبه الى الخلل والنقص في المخططات. وفي المحصلة يجب حصر وتحديد درجة المسؤولية لكل من صاحب المبنى أو المقاول، وقبلهم طاقم المهندسين الدارسين والمشرفين وصولا إلى نقابة المهندسين.
ولفهم مشخص لما ذهبنا اليه، تفصح ظاهرة سلامة وبقاء أحد المباني سليما أمام قوة الزلزال وانهيار مباني أخرى مجاورة له عن الخلل في أنظمة البناء، وتسهل تشخيص أحد أهم أسباب الدمار في هذه الكارثة التي تكمن في عدم التقييد بالنظم والحسابات الانشائية التي تقاوم القوة المدمرة للزلازل. ولن نبالغ ان قلنا أن نصف أسباب الكارثة تنسب الى ثقافة البناء ومجموعات العاملين في قطاع الانشاءات من مهندسين ومقاولين، أما نصفها الاخر فتنسب إلى قوة الزلزال بصفته كارثة محتملة دوماً.
• كلفة هيكل البناء المقاوم للزلازل
السبب الرئيسي لانهيار المباني اثر تعرضها للزلازل هو عدم قدرتها على مقاومة القوى الأفقية الناتجة عن حركة الزلزال والتي تعالج بامتصاصها من قبل العناصر الشاقولية في المبنى وهي الأساسات والأعمدة والجدران القصية. أو عندما لا تكون الجدران والبلاطات مترابطة بشكل كافٍ، اضافة الى الضعف في ربط الأعمدة الخرسانية مع الجسور، فينهار كل طابق على الطابق الذي في اسفله. في المحصلة سبب الانهيار هو ضعف مقاومة مجموع العناصر الانشائية في الهيكل البيتوني أو حتى المعدني. وبسبب تعرضها المفاجئ لقوى القص التي هشمت الأعمدة. وبالتالي يهبط البناء أو يتصدع على أقل تقدير.
ان النظم الانشائية التي يؤخذ فيها بعين الاعتبار مقاومة الزلازل يتم فيها تكبير العناصر الشاقولية في هيكل البناء بحيث تمتص قوى القص الأفقية الهائلة. ومن المفيد ان نذكر أن تقدير كلف تقوية هذه العناصر تظل ضمن حدود بسيطة تقدر بثلاثة بالمئة فقط من كلفة البناء الكلية (3%).
لذلك الدرس الأول والأخير الذي يجب تعلمه من هذه الكارثة، والخيار الذي لا بديل له، هو أن تبادر كل المؤسسات الانشائية والبلديات الى التقيد التام بالشروط الفنية لتشييد المباني على اساس مقاومة قوة الزلازل. وعدم التساهل في هذا الموضوع، حيث تظل الكلفة المالية لتأمين السلامة التامة للمبنى وفق هذه الشروط والاحتياطات قليلة أمام هول الكارثة، أمام هول الخسارة المادية والمعنوية وفقدان الأرواح.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة الخروج من الاطار الوظيفي للحركة الكوردية
- الانتقال الحاد من عمارة الممالك الآرامية الى الإمبراطورية ال ...
- فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...
- إيران: الحوار الداخلي أولاً
- ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزي ...
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر
- لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟
- بداية نهاية الدور المركزي لأوربا؟
- ظاهرة شاهسوار الشعبوية
- في هذا البيت
- 99 سنة على معاهدة الغدر
- أوربا الحائرة في ذكرى ولادة القيصر الأكبر
- مئة مليون لاجئ: المجتمع الدولي في مواجهة كارثة الهجرة
- من سيكتسح العالم بوتين أم بتكوين؟!
- معركة عفرين مستمرة
- الليبرالية والبيروقراطية وزجاجة الويسكي اليابانية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - آزاد أحمد علي - درس من كارثة الزلزال