عن كتاب ( الأنا ورؤية الآخر )

هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 04:48
المحور: الادب والفن
    

حول كتاب: (الأنا ورؤية الآخر) – إعداد وتحرير : هدى توفيق. ط1: 2023م،عن دار نشر/ الشواهين للطباعة والنشروالتوزيع – مصر - الجيزة.
س1: لك مشروع نقدي رغم أنك لم تدرسيه أكاديميًا ... لماذا اخترت هذا المجال ؟ وما هي صعوبات بداية الطريق ؟ وما هي المدارس النقدية التي تتبنيها ؟
في الحقيقة أفضل أن أطلق عليه أنه حالة من الاجتهاد لا أكثر؛ لمحاولة قراءة وتأويل العمل الإبداعي ؛ خاصة أنه مرتبط بالذائقة الأدبية ، والتراكم المعرفي الثقافي ؛ رغم أن لم أدرس أكاديميًا ، وذلك لأن المبدع يواجه أول وأهم متلقي له هو الناقد الأكاديمي. هذا بالإضافة إلى المتلقي ذي الذائقة الأدبية سواء كان صديق مبدع ، أو قارئ شغوف بالقراءة والثقافة ؛ لذلك اخترت هذا المجال حتى أستطيع تكوين رؤية واضحة ، وموضوعية حول العمل الإبداعي بوجه عام ، وهذا بالتالي يخص مجال كل اهتمامي الأول والأخير؛ من أجل التطور والاستمرار في مشروع الإبداع الذي هو الهم الأساسي لي .
صعوبات بداية الطريق كانت كثيرة ؛ لأن مجال النقد ثري وواسع، ويحتاج إلى الكثير من القراءة والمتابعة والتمعن جيدًا في قراءة الكتب النقدية، أو على الأقل النقد الثقافي الانطباعي الذي يقدم مفاتيح للقراءة ، وتناول الأعمال الإبداعية ، وهذا تطلب الإنصات والتفاعل مع النقاد في الملتقيات والفاعليات الأدبية، وبداية تقديم عروض عن الكتب الفكرية والثقافية بشكل انطباعي ، ثم محاولة قراءة الإبداع وتحليله بتفكيك شفراته أيضا بشكل بسيط ، داخل محاور تأويلية وثقافية أراها أيضا انطباعية؛ لأدرك ولو بعض الشئ ما هو النقد ؟ أما بالنسبة إلى المدارس: بصراحة أنا أعتبر ما أكتبه ؛ أنه مجرد قراءات تنبع من ذائقة مهتمة بوضع بعض الرؤى. نتيجة شغف بالاستغراق في المباحث والمنافذ النقدية لا غير ؛ وبالتالي ليس لدي قوة اختيار وتحديد المدارس ؛ لأن من وجهة نظري: هذا كله اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ .
س2: صدر لك مؤخرًا كتاب تحت عنوان " الأنا ورؤية الآخر " حديثنا عنه ؟
هذا الكتاب يحتوي على مقالات ودراسات قام بها عدد من النقاد في السنوات السابقة نحو عدد من أعمالي الإبداعية التي قمت بإصدراها، وكل ما قدمته فيه هو شهادة أدبية مستفيضة عن طموح الكتابة منذ كنت طفلة دون أن أدرك هذا إلا بصدفة معرفة أخي بذلك ، وكيف تطور الأمر حتى يصبح حلم حياتي ومشروعي. أن أدون مشاعري وأحاسيسي تجاه كل شئ ، وكل شخص ، وكل المواقف التي أعيشها في الحياة. إنها بلا شك رحلة طويلة من الحب والسعي والفرح والحزن ؛ إنها معان كثيرة ، ولكن لا تكتمل ولا تنتهي مادام الطموح والتفكير في كيف اجتاز عتبات النصوص ؟ ؛ لأدخل إلى متن الإبداع. ويظل هذا دائماً محور اهتمامي في الحياة، ودور النقاد الهام للغاية في تعزيز مقدرتي على الكتابة في المجال النقدي بجانب الإبداع ؛ فكان هذا الكتاب مثال بطاقة معرفة وشكر، وتوضيح العلاقة بين الأنا المبدعة ، ورؤية الآخر الذي هو شريكي الأهم في صنع العملية الإبداعية .
س3: كيف تختاري نصوص محل دراستك النقدية ؟
بالطبع أنا أحب القراءة ومتابعة ما أستطيع من الأعمال الإبداعية الحديثة. خاصة بعد توافر وسهولة القراءة الإلكترونية، هذا بالإضافة إلى ما يصلني من إهداء الكتب من بعض الأصدقاء ، وإن كان هذا في بعض الأحيان لا يرتبط بالإصدارات الحديثة ، فمثلًا في فترة ما كنت مغرمة بقراءة إنتاج نجيب محفوظ ، وكتبت أكثر من مقال عن بعض من أعمالة الأدبية ؛ وطبعا في النهاية الذائقة الأدبية هي التي تتحكم في اختياراتي ، ومدى قدرتي على الكتابة لهذا العمل أوغيره ، فأنا لست ناقدة وملزمة بقراءة العمل ؛ من أجل تقديم ورقة ورؤية نقدية ثاقبة ، أو حتى لو كانت قراءة انطباعية. الموضوع بالنسبة لي يكون مرهق للغاية لأني لست أكاديمية متخصصة .
س4: كيف تقيمي الأدب المصري / العربي المعاصر ؟
أرى أن هذا السؤال لا يوجه لي ؛ لأن في النهاية أنا مجرد مبدعة ، وأحاول العمل والاجتهاد ؛ وليس لدي رؤية واسعة وشاملة عن تحديد مكانة وقيمة الأدب المصري أو العربي المعاصر، فهذا يحتاج ليس لناقد متخصص، أو حتى عدد من النقاد؛ لكن أظنه يحتاج إلى مؤسسة كاملة تستوعب كل هذا الكم الهائل من الإبداع المصري والعربي كاملاً بصدق ، وموضوعية ، وأمانة نقدية .
س5: أين نحن الآن من الأدب العالمي ؟
طبعا الشرط الأساسي للوصول، ومعرفة الإجابة عن سؤال أعتبره غاية في الأهمية : أين نحن من الأدب العالمي ؟ هو الترجمة لمختلف اللغات ، وهذا الحقل في مصر الوصول إلى مصادره صعب للغاية ، وخاصة أن وسائط الشللية والمحسوبية وتمكين الأمور لأشخاص بعينها لا أعرفهم اطلاقًا ؛ وبالتالي لا تطرح أي وسيلة لمعرفة الحقائق بالضبط. إلا إذا جاءت الصدفة السعيدة بالفوز بإحدى الجوائز الكبرى ، وتقوم بترجمة العمل الفائز، وهذا أيضا محدد، ويرتبط بعوامل أخرى لا مجال للحديث عنها. إذا كيف أعرف أين نحن من الأدب العالمي ؟! وكل ما أسمع عنه من ترجمات قليل ، ولا أعرف أصلا أي السبل إليها ، وهل من مكان محدد يقدم تقارير عن عدد وأسماء الكتب ؟ غير تقريبا المركز القومي للترجمة. لا أعرف ولا أحب الحديث عن شئ أجهله. بالتاكيد الوضع أمامي مشوش وغير واضح للإجابة جيدًا عن هذا السؤال ؛ لأن ليس لدي أي معلومات، أو بيانات حقيقية بالضبط عن حقل الترجمة ، وبالتالي: أين نحن من الأدب العالمي ؟
س6: ما هي طقوس القراءة والكتابة لديك في شهر رمضان، وما تحمل من ذكريات ... حدثينا عن ذكريات الطفولة مثلا ؟
طقوس القراءة والكتابة في شهر رمضان لا تختلف كثيرًا عن الأيام العادية ، لكن المختلف إلى حد ما أن أفضل القراءة أكثر من الكتابة ، إلا إذا كان هناك شئ يستدعي الكتابة بشكل ضروري لإنجاز عمل ما. وبالنسبة لذكريات الطفولة فيه ، كانت وسط العائلة في المنشأ في مدينتي الصغيرة (بني سويف) بحضور الأهل والأقرباء والمعارف والأصدقاء والسهر والونس ، والعزائم المستمرة طوال الشهر، وكنت لا أستطيع تقريبًا القراءة والكتابة بشكل منتظم مثل الآن ، لكن بالطبع ذكريات سعيدة ومليئة بالفرح والضحك ؛ التي كانت كفسحة ومنحة كبيرة من الزمن؛ حتى تصبح عالقة في ذهني بسعادة غامرة كلما تذكرتها ؛ ولا زلت أعيش عليها بعد تفرق الأسرة والجميع لأماكن وظروف مختلفة .
س7: مساحة لعرض رأي لموضوع يشغل تفكيرك حاليًا ؟
ما يشغل تفكيري على الدوام هو مشروع الكتابة ، ومحاولات البحث المضنية عن أفكار جديدة ؛ من أجل الإبداع ؛ لأن الإبداع بالنسبة لي عملية معقدة وصعبة للغاية ، وأي عمل إبداعي يستغرق مني سنوات ، وربما أيضا يصدر العمل وبعد ذلك أشعر بعدم الرضا. لا شك أن العملية الإبداعية تحتاج إلى الكثير من التأمل والتفكير والقراءة والبحث حتى أستطيع أن أكتب، وأقتنع بما أكتب، ولو بقدر ما خاصة الإبداع دون ما أكتبه فيما يخص المقالات الأدبية. هذا ما يشغل تفكيري حاليًا ودائمًا .
س8: حدثينا عن أعمالك الإبداعية الحديثة تحت النشر؟
أطمح في إصدارعمل إبداعي روائي جديد بعنوان (محطة الثقافة) ؛ لا زال تحت المراجعة .

#هدى_توفيق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات