أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ماذا يحدث في السودان ..














المزيد.....

ماذا يحدث في السودان ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتفعت الأزمة السياسية في السودان من مناقشات الصحف والمواقع الإلكترونية والشاشات إلى قعقعة السلاح وقتال الشوارع ..
فماذا حدث بالضبط ، وما الذى أوصل السودان إلى هذه النقطة الخطيرة ، ولماذا وصل الانقسام إلى كل شئ فى السودان .. من القوات المسلحة الى القوى المدنية .
١ - ان هناك انقساما فيما يسمونه في السودان بالمكون العسكرى ، وطرفاه هما الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ، يقود الجيش السودانى الفريق عبد الفتاح البرهان ، ويقود قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ، والخلاف اساسه سياسى ، ويتعلق بكيفية ومتى يتم دمج قوات الدعم السريع فى الجيش السودانى ..
الفريق محمد حمدان يريدها عملية طويلة تأخذ عشر سنوات ، والفريق البرهان يريدها عملية قصيرة تأخذ سنة واحدة ..
وقوات الدعم السريع هى قوات تم تشكليلها بسبب أزمة دارفور في بداية هذا القرن ، وقد استغلها الغرب في خلق صراع بين الانتماء العربي والإفريقي للسودان ، وخلقوا في دارفور فتنة بين الأفارقة المدعومين من تشاد وأثيوبيا ودول غرب افريقيا وبين القبائل العربية التى شكلت قوات الدعم السريع للدفاع عنها ..
وقد انشأ عمر البشير هذه القوات غير النظامية خوفا من مساءلته فيما لو تم الإعتداء علي المدنيين فى دارفور ( وهو ما تحقق فعلا فيما بعد ) ففكر فى تشكيل قوات شعبية غير رسمية لمواجهة الأفارقة الذين كانوا يستفيدون من تدفق السلاح والمهاجرين من تشاد وغيرها ..
٢ - أن هناك انقساما فيما يسمونه في السودان بالمكون المدنى ، وشاهده أن هذه القوى لم تستطع أن تتفق على الفترة الانتقالية ولا على الدستور ولا على موقفها من القوات المسلحة السودانية بفرعيها .. الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ..
والأغرب من ذلك أن بعضها عقد تحالفا مع محمد حمدان دقلو وقواته للدعم السريع ، يأخذ الطرفين - فى تصورهما واحلامهما - إلى حكم السودان بمفردهم ، بينما اقتربت قوى مدنية أخرى من الفريق البرهان وقوات الجيش السودانى تأخذه داعما وسندا ..
وأعلنت قوى مدنية ثالثة حربا شاملة على القوات المسلحة السودانية بفرعيها ، وتود لو استيقظت في الصباح وقد خلا السودان من قواته المسلحة وأصبح ساحة لمن يقدر ويستطيع ..
٣ - أن قوى خارجية معينة هى ما اغرت وسهلت لحمدان دقلو فعلته الغريبة التى حدثت صباح اليوم ، فلم يكن سرا أن أسلحة دخلت السودان لقوات الدعم السريع منذ أكتوبر الماضى ، وقد عرف بها الفريق البرهان فى وقتها ، وكان تقديره أن أى تصدى لذلك سيأخذ السودان مباشرة إلى حرب أهلية ، ولم يكن للفريق دقلو نفس الحساسية ، وأمر قواته صباح اليوم بالتحرك ..
ومع ذلك فإن حساب القوة بين الطرفين يمكن تقديره بسهولة ، فحجم قوات الدعم السريع حوالى ٤٠ ألف رجل ، بينما يملك الجيش السوداني ما يقرب من نصف مليون رجل ، ويمتلك الجيش سلاح الجو بينما تفتقد قوات الدعم السريع ذلك ، وللجيش السودانى وجوده في كل مناطق السودان بعكس قوات الدعم السريع التى تتركز في مناطق معينة ..
.. ولكن ماذا عن أثر ذلك علينا فى مصر ؟
١ - أن هناك استفزازا مقصودا لمصر فى كل حدودها يمكن ملاحظته بسهولة منذ حوالى شهرين ، تدل عليه تسخين الأمور في قطاع غزة وفى القدس بواسطة إسرائيل ، وتدل عليه تسخين الأمور في ليبيا وارتفاع حدة التراشق بين المكونات العاملة على الساحة الليبية ، وتدل عليه إرتفاع نبرة التصريحات الاثيوبية مع مجئ موسم الحديث عن السد الاثيوبى ، وهو موسم يستهلك شهور أبريل ومايو ويونيو من كل عام ، ومع مجئ موسم الملء ..
٢ - أن تسخين الأمور ضد مصر فى السودان مستمر منذ أكثر من شهر ولم يترك حجة إلا واستخدمها ، بدءا من ماتش الاهلى والهلال السودانى ، حتى تاريخ مصر فى السودان أيام الملكية ، والحديث الغريب عن احتلال مصر للسودان ، وحتى الحديث عن وجود قوات مصرية فى السودان هى موجودة بحكم ترتيبات رسمية ولاغراض معينة تهم الأمن القومى والمائي لمصر والسودان ..
وقد استغلت قوى سياسية مدنية سودانية ذلك وملئت الدنيا حديثا عن سيطرة مصر على القرار السودانى !!
وليس لمصر أطماع في السودان ، وليس فى السودان ما يطمع فيه ، ولكن هم مصر سلامة السودان واستقراره وأمانه ، فالسودان بالنسبة لمصر وريد الحياة وشريانها كما قال أمير الشعراء أحمد شوقى ..
حفظ الله السودان وأهله ووقاه عثرات الطريق ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الأسرار
- الماضى الرائع والحاضر الكئيب .. وفنون الدعاية الحديثة !!
- الجيش والسياسة والاقتصاد .. فى إسرائيل ( 3 )
- الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )
- الدين والجيش والسياسة .. في إسرائيل ( 1 )
- دول كبرى محتلة !!
- أغانى رمضان
- رئيس قسم الاقتصاد .. قصة عشرون عاماً
- القطاع الخاص المصرى
- هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟
- ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!
- سوريا ومحنتها .. إسرائيل وداعش والزلزال
- سنابل سوداء .. رواية جديدة لأديب مبدع
- حصر ومعرفة ما لدينا
- لماذا حالة الهيام بالقطاع الخاص الآن فى مصر ؟!
- خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ماذا يحدث في السودان ..