أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - عالم الأسرار















المزيد.....

عالم الأسرار


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهيت مؤخرا من قراءة كتاب عن الماسونية ، اسمه " الماسونية العالمية ..بحث عن المنشأ والأهداف النهائية للحرب العالمية الأولى " والكتاب صادر عن المركز القومى للترجمة ، ومؤلفه نائب برلمانى وسياسي نمساوى ، كتبه سنة ١٩١٩ أى منذ أكثر من مائة عام ..
وكعادة الكتب التى من هذا النوع ، لم أكن أصدق أغلب ما فيها ، لذا فقراءاتى لها دائما كانت محدودة ، وكنت أرى أنها تأخذ السياسة - والحياة عموما - من مجالها المرئي والمحسوس إلى دنيا من الغموض والحياة السرية ..
وبدلا من التعامل مع المعروف والذى يمكن فهمه وقياس حركته وتوقعها ، نجد أنفسنا أمام ألغاز لا تنتهى ، وشخصيات غامضة وأحداث ملتبسة ، ومن ثم ندخل فى دنيا هلامية لا نرى فيها أحد ، ولا نفهم فيها شئ ..
بهذا الاحساس دخلت فى قراءة الكتاب ، ولكن تغير احساسى إلى حد ما بعده ..
واحترت جدا ..
إلى أى مدى يصدق الإنسان هذا الكلام ؟!
فالحركات السرية - ومنها الماسونية - موجودة بالفعل فى التاريخ ، وفعلها محسوس وإن كان غير مرئي ، وأثرها قوى وإن كانت حركتها على مسرح الحوادث غير ظاهرة ..
والكتاب يدرس الفترات السابقة على الحرب العالمية الأولى ، ويرد أحداثا عظيمة في التاريخ الإنساني إلى تدخل يد الماسونيين ..
فالثورة الفرنسية الكبرى كان وراء صنعها الماسونية ، وأغلب قادتها الفكريين والسياسيين - فولتير وديدرو والمثقفين الذين كتبوا الموسوعة الفرنسية ومونتسكيو وغيرهم - كلهم من الماسون ، وحتى شعار الثورة الفرنسية الشهير .. الحرية والإخاء والمساواة اتضح أنه شعار الماسونية ، والتى كانت تضعه دائما فى منشوراتها !!
وكثير من ثورات واضطرابات القرنين ١٨ - ١٩ كان وراءها - طبقا للكتاب - الماسونيين ..
وحتى ثورات الأتراك في بداية القرن العشرين كانت وراءها يد الماسونية ، فحركة تركيا الفتاة ولجنة الاتحاد والترقى التى انبثقت منها كانت إحدى ثمرات الماسونية ، وحتى إسم تركيا الفتاة كان تقليدا لحركات شبيهة فى أوربا مثل إيطاليا الفتاة وصربيا الفتاة ، وكانت يد الماسونية أيضا هى ما تحركها !!
وتركيا الفتاة وحركة الأتحاد والترقى التى تفرعت منها هى التى انهت حكم السلطان عبد الحميد من عرش السلطنة العثمانية ، وهى التى منحت الأتراك والشعوب الواقعة تحت حكمهم الدستور العثماني ، وهى التى أدخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى ، والتى كان من أبرز نتائجها إنهيار الإمبراطوريات القديمة والاسر المالكة لقرون ، وهى :
- آل هابسبورج في الإمبراطورية النمساوية المجرية .
- آل رومانوف في روسيا القيصرية .
- آل عثمان فى الشرق الأوسط .
وذلك قبل أن يأتى مصطفى كمال أتاتورك ويطلق رصاصة الرحمة على الإمبراطورية التركية العجوز ..
وبرغم أن بقاء الإمبراطورية العثمانية كان يمثل مصلحة لبريطانيا طوال القرن التاسع عشر لظروف الصراع على ممتلكاتها بين الممالك الأوربية ، كان إنهاء حياة رجل الشرق المريض ودفنه مصلحة بريطانية أيضا فى بدايات القرن العشرين ، مع تراجع روسيا الشديد ( سواء لهزيمتها أمام اليابان عام ١٩٠٥ ، أو إنهيار روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى ووصول الماركسيين إلى حكمها عام ١٩١٧ ) وقبله التوافق الودى الذى حدث بين السياسة البريطانية والفرنسية بعد ١٩٠٤ ..
وقد كانت الماسونية إحدى الوسائل الفاعلة في كل تلك الأحداث ..
هل كان سبب ذلك أن العصر كان عصر السياسة المنغلقة ، بمعنى أن رسم السياسات كان يتم فى دهاليز القصور الملكية وحجرات وزرات الخارجية والحربية ، وبعيدا عن أعين ومراقبة الجماهير ، فكان الحل هو إنشاء تلك الحركات السرية التى تحاول ممارسة السياسة بنفس أساليب العصر ومنطقه .. ربما !!
والماسونية نشأت في إنجلترا ، وقيادتها العميقة مازلت هناك ، وربما كان هذا هو بداية خيوط الفهم ..
فالإمبراطورية البريطانية فى سعيها للسيطرة على العالم اتبعت طرقا غير مطروقة و غير معروفة ..
فانجلترا نفسها جزيرة صغيرة منزوية فى شمال العالم ، وبعيدة عن أغلب مجرى التاريخ الإنسانى ، الذى جرت أحداثه الكبرى في الشرق الأوسط وفى الصين والهند والأوراسيا ..
وأن تسيطر جزيرة صغيرة فى شمال أوربا محدودة السكان وبلا تجربة دولية كبيرة على بقاع هائلة حول العالم بما يجعل منها إمبراطورية لا تغيب عن ممتلكاتها الشمس فهو من أعاجيب التاريخ حقا ..
فالظروف غير الطبيعية لانجلترا اقتضت منها وسائل غير طبيعية للسيطرة ..
ومن هنا كان إستخدامها شديد الذكاء للأديان والتلاعب بها ، وخلق أديان جديدة ، منها البهائية مثلا ، والوقوف وراء ودعم حركات دينية معينة ، مثل الحركة الوهابية في الجزيرة العربية ، وحركة الإخوان المسلمين في مصر ، والحركة السنوسية في ليبيا ..
ومن هنا أيضا انشأت انجلترا - أو الطبقة الحاكمة فيها بمعنى أدق - حركات شديدة السرية .. كان من أهمها الحركة الماسونية ، التى أصبحت مع مرور الوقت الإطار السرى الذى يجمع الطبقات الحاكمة والنخب التى تحكم الغرب على ضفتى الأطلنطي ..
والآن ..
مازالت الحركات الماسونية موجودة بالطبع ، ولها صحفها ونشاطها والكتب التى تتحدث عنها ، وان كان أغلبها يخرج بها من أفعال الإنسان إلى خوارق الطبيعة ..
ولكن ما هو دور الماسونية الآن ؟!
هل لها دور فيما يحدث الآن بين روسيا والغرب مثلا ، وصراعهم المحتدم على الأرض الأوكرانية ؟!
وهل كان لها دور فى إنهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد أمريكا بالقمة العالمية بعد ١٩٩١ ؟!
هل كان لها دور فى أحداث الربيع العربى ؟!
لا أحد يعلم ..
فالرجال الاقوياء الذين ينتمون إليها بيننا غير معروفين ، واعمالهم ونشاط الحركة التى يعملون من خلالها كلها سرية ، وبالتالى فلا نعرف مقدار تأثيرها ومجال نفوذها ..
هل نحتاح رجلا شجاعا وذكيا ومطلعا على خبايا الحوادث حتى نفهم ؟
أم سننتظر مائة عام أخرى ، حتى نفهم حقيقة ما جرى ويجرى أمام أعيننا ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضى الرائع والحاضر الكئيب .. وفنون الدعاية الحديثة !!
- الجيش والسياسة والاقتصاد .. فى إسرائيل ( 3 )
- الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )
- الدين والجيش والسياسة .. في إسرائيل ( 1 )
- دول كبرى محتلة !!
- أغانى رمضان
- رئيس قسم الاقتصاد .. قصة عشرون عاماً
- القطاع الخاص المصرى
- هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟
- ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!
- سوريا ومحنتها .. إسرائيل وداعش والزلزال
- سنابل سوداء .. رواية جديدة لأديب مبدع
- حصر ومعرفة ما لدينا
- لماذا حالة الهيام بالقطاع الخاص الآن فى مصر ؟!
- خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - عالم الأسرار