أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟















المزيد.....

ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم تمر سنة كاملة على حرب روسيا مع الغرب على أرض أوكرانيا ، وهى مناسبة للنظر فيما حدث خلال السنة الأولى للحرب ..
كيف جرت فصول الحرب ، وماذا حدث في تلك السنة الملتهبة ..
١ - أولا .. هل تم استدراج روسيا للحرب في أوكرانيا ؟!
هى نظرية شائعة في بعض الدوائر ، ورأيي أنها خاطئة ..
فمنذ ٢٠١٤ كانت الأمور تعد لبدء صراع أمريكا مع روسيا ، وتم تحديد أوكرانيا لتكون نقطة الصدام ..
آنذاك كانت رئاسة باراك أوباما مازال أمامها سنتين ، وكان القصد أن تستكمل فيهما استعدادات الصدام ، فتم إيصال القوميين الأوكران إلى السلطة في كييف بانقلاب مشهود ، وهؤلاء من تسميهم روسيا بالنازيين الجدد ، وعداءهم وكراهيتهم لروسيا تفوق الحدود ..
وتم التخلص من كل أنصار روسيا أو المتعاطفين معها فى بناء السلطة في أوكرانيا .. فى الجهاز السياسى أو فى الإدارة أو فى الجيش ..
ثم بدأت الأسلحة الغربية تتدفق على أوكرانيا ، ومعها تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها ..
كان متوقعا أن تأتى هيلاري كلينتون فى انتخابات ٢٠١٦ ، لتستكمل ما بدأه أوباما ، لكن جاء ترامب واوقف السيناريو المنتظر ..
ومن هنا كان اتهام الدولة العميقة فى أمريكا لترامب أن المخابرات الروسية هى من اوصلته للسلطة ، وهى اتهامات مضحكة ، كان الغرض منها أن يبتعد ترامب - تحرجا - عن روسيا ، تمهيدا لتنفيذ السيناريو الأوكراني الذى تم إعداد المسرح له من فترة ، ولكن فضل ترامب التصادم تجاريا مع الصين بديلا عن التصادم عسكريا مع روسيا في أوكرانيا ..
ومع مجئ جو بايدن - وهو نائب أوباما وإبن الدولة الأمريكية العميقة - سنة ٢٠٢٠ تم استئناف مخطط التصادم مع الروس ، وكان ملفتا للنظر أن أول تصريح لبايدن بعد دخوله البيت الأبيض اتهامه لبوتين بأنه قاتل !!
وتم الايعاز لزيلنسكى بالتقدم بطلب انضمام أوكرانيا لحلف الأطلنطي ..
لم يكن أمام روسيا خيار - والناتو علي باب بيتها - إلا الاعتراض أولا ، ثم التهديد ثانيا ، ثم تقديم المقترحات لحل الأزمة ثالثا ، وعندما فشلت كل الخطوات كان التدخل العسكري ..
وفى يقين روسيا أن الغرب يريد خنقها ثم تفتيتها من الداخل ، وقد أصبح الآن على حدودها مباشرة ..
وهنا كان السؤال .. اذا لم نستخدم القوة الآن .. فمتى ؟!
وقديما قالوا ... من لم يمت بالسيف مات بغيره ..
٢ - ماذا كسبت روسيا حتى الآن من حربها مع أوكرانيا ؟!
كسبت روسيا فى السنة الأولى للحرب مع أوكرانيا الآتى :
أ - ضم أقاليم كاملة من أوكرانيا إلى الدولة الروسية، وهى أقاليم دونياتسك ولوجانيسك وزابوروجيا وخيرسون ، وهى الأقاليم الزراعية الرئيسية في أوكرانيا ، كما أنها أقاليم الثروات المعدنية ..
وبرغم أن بعض المناطق والمدن لم تدخلها القوات الروسية في تلك الأقاليم الأربعة ، لكن ليس هناك من يعتقد أن تلك مشكلة كبيرة لروسيا ، او أنه ليس بمقدور روسيا حسمها ، وبخسائر معقولة ..
ب - منع ضم أوكرانيا إلى حلف الأطلنطي ، وهو سبب الحرب المباشر ، وقد أعلن الناتو نفسه أن انضمام أوكرانيا إليه غير متوقع في المدى المنظور ..
والسبب ببساطة أن انضمام أوكرانيا الآن إلى الناتو سوف يأخذه إلى صدام مباشر مع روسيا ..
ج - تجريب السلاح الروسى في تجربة قتال حقيقية ، وتعديله في ضوء نتائج المعارك ، وقد تم تجريب بعض أنواع السلاح الروسى الجديد فى سوريا ، ولكن هناك فرق بين قتال عصابات إرهابية مسلحة ، وبين قتال جيش نظامى لديه أحدث الأسلحة ، ويقف وراءه أقوى حلف عسكرى في العالم ..
د - زيادة وحدة الشعب الروسى تحت تجربة النار ، وإعادة صهر معدنه ..
وليس كالحرب تجربة تصقل الأمم وتزيد تلاحمها وتعرفها على نفسها ..
ل - كشفت الحرب لروسيا والعالم ضعف أوربا الكامل ، وأنها تابع ذليل للقوة الأمريكية ، وأنها فى الحرب أو فى السلم تبقى رهن اشارة واشنطن وطوع امرها ..
ن - ان التقارب مع الصين والشرق فى عمومه هو مستقبل روسيا الحقيقى ، فحرب الغرب فى النهاية على الشرق كله .. روسيا والصين وربما الهند ، وهو المحور الجديد فى السياسة العالمية ..
٣ - ماذا خسرت روسيا حتى الآن من حربها مع أوكرانيا ؟!
فى المقابل خسرت روسيا من حربها فى أوكرانيا خسائر لا يستهان بها .. وهى كالآتي :
أ - تجميد أموالها ، فعشرات المليارات والاستثمارات ضاعت على روسيا ، بالإضافة إلى حصار اقتصادى هائل لم يترك شيئا تنتجه روسيا أو تستورده لم يضع عليه قيود شديدة ..
وإن كان الاقتصاد الروسى صامدا بقوة بعد سنة من الحرب والحصار ، لكن من غير المعروف هل سيستمر ذلك طويلا ، وإلى متى ؟
ب - اهتزاز صورة القوة الروسية إلى حد ما ، فقد كان متوقعا أن تنهى روسيا حربها فى أقل من سنة ، بالإضافة إلى اضطراب الروس في مفاصل مهمة من الحرب ، فقد تراجعوا أكثر من مرة ، وغيروا قيادات الحرب وقيادة الميدان اربع مرات !!
ج - توحيد أوربا وراء أمريكا ..
كان تحرك الروس دوما فى سياستهم الأوربية هو محاولة جذب دول أوربا - ألمانيا وفرنسا فى المقام الأول - نحو روسيا ، وإبعادهم عن الانجلوسكسون ، وجاءت الحرب فإذا أوربا فى الصف الأول فى الحرب الأوكرانية ، وبرغم التململ الاوربى المكتوم ، فإن قائدا اوربيا واحدا لم يجرؤ أن يرفع إصبعه أمام أمريكا بالاعتراض ..
د - لا تعرف روسيا حتى الآن كيف تنهى تلك الحرب ، ومن غير المعروف أين سيتوقف الروس ، أو ما هى نهاية الحرب أو نقطة النصر بالنسبة لهم ..
وهى مشكلة كبيرة في الحرب ، وأحد أهم محاذيرها ، فهدف الحرب النهائي الذى استطيع عند تحقيقه أن أقول أننى كسبت الحرب هو أول شروطها ، وهو أول طريق النصر ، أما هدف الحرب الغائم فهو أول دواعى خسارتها ، أو على الأقل التعثر فيها ..
لكن فى النهاية .. وبرغم كل ما سبق ، فإن صراعات الأمم ومستقبلها وحياتها ليست جزءا من علم المحاسبة ، حسابات متنوعة يحويها دفتر لليومية ودفتر للأستاذ ، والوارد والمنصرف ، ثم فى النهاية حساب الأرباح والخسائر ..
لكن صراعات الحرب والسلام اعمق من ذلك كثيرا ، ومن المعتاد والطبيعى أن تقدم فيها الأمم تضحيات كبرى ، وتعيش أياما قاسية وظروف صعبة ، ولكن الأكثر أهمية أن إرادتها تنفد في النهاية ، وتنتصر في معركة الحياة ومعركة البقاء ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!
- سوريا ومحنتها .. إسرائيل وداعش والزلزال
- سنابل سوداء .. رواية جديدة لأديب مبدع
- حصر ومعرفة ما لدينا
- لماذا حالة الهيام بالقطاع الخاص الآن فى مصر ؟!
- خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!
- الرواية وعصرها ورسائلها
- الرئيس السيسي
- حور .. رواية جميلة لأديب واعد
- هل يمكن حل مشكلة اللحمة الآن كما تم حلها قديما ؟!
- هل يشبه ما يجرى اليوم في مصر بما جرى فى تركيا عام ٢ ...
- أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟
- عندما احترقت القاهرة مرتين !!
- يجب أن تتطهر 25 يناير أولاً من اصدقاءها .. قبل أن تغضب من أع ...
- أمسية مع الرواية ..
- حسنى مبارك و 25 يناير ... قبل لحظة النهاية !!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟