أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - الرواية وعصرها ورسائلها














المزيد.....

الرواية وعصرها ورسائلها


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


بعد انتهاء معرض الكتاب ، وتتبع أغلب المعلن عنه من الكتب ، اكتشفت أن الجزء الأكبر من الإنتاج الجديد المقدم من دور النشر الكبيرة والمتوسطة في مصر والعالم العربي ينتمى إلى الرواية ..
كما ان أغلب القوائم المقدمة من دور النشر الكبيرة لأكثر الكتب مبيعاً - best sellers - تنتمى إلى جنس الروايات ، وليس لغيرها !!
شلال لا ينتهى من روايات وقصص لا أول لها ولا آخر ..

بعضها يستحق النشر والقراءة طبعاً ، وكتبها أدباء وكتاب بحق ، ولديهم فعلا ما يقولونه ..
ولكن الغالبية - فى رأيي - غير ذلك ، وأغلبهم من الهواة ..

الغريب أن دور النشر الكبرى أصبحت تفتح بابها بسخاء مع هذا اللون تحديدا من نواحى الكتابة ..

وتزداد الحيرة إذا عرفنا أن مستوى الروايات التى تلقى عليها الأضواء بكثافة هزيل ، ولا يستحق الضجة المثارة حول الرواية أو حول كاتبها أو كاتبتها ..

هل المقصود فى هذه الحقبة من حياة مصر والشرق إنتصار الخيال على الواقع ، وسيادة التأمل المجرد وليس الفكر المرتبط بالحقائق ؟
لست أعرف ..
هل عصر المقال أو الكتاب التحليلي انتهى وترك مكانه للقصة والرواية ؟
هل من يريد أن يبعث برسائل معينة اختار لها جنس الرواية على اعتبار أنها موضة العصر ؟

لا ادعى علما أو معرفة بذلك ، فهو مجال له أهله وخبراءه ، وحتى قراءاتى لا تؤهلنى لإصدار أحكام ، ولكن لدى مجرد ملاحظات ، وسأقصر كلامى على عملين لكاتبين طبقت شهرتهمها الآفاق ، أحدهما مصرى والآخر أجنبى ..

١ - اتذكر هنا الضجة الهائلة التي صاحبت رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني عام ٢٠٠٦ ، ووصل الأمر إلى أن كتاباً ونقاد ذوى شأن فى الأهرام وغيرها شاركوا في الزفة ..

واتذكر اننى اشتريت الرواية وقتها تأثراً بذلك الإلحاح غير المفهوم ، وذُهلت عند قراءتها من تواضع مستواها ، واتهمت نفسى فى البداية بعدم الفهم ، أو عدم التذوق ..
ولم أفهم لماذا هذه الضجة الهائلة على راوية ضعيفة المستوى بصورة واضحة للغاية ..

وعندما طلبتها أختى الصغرى - وكانت مازالت طالبة في الجامعة - لقراءتها رفضت اعطاءها لها ..
وعندما طلبها أحد أصدقائي في الكلية اعطيتها له راجياً عدم إعادتها !!

٢ - عندما اعطانى صديق منذ ثلاثة أو أربعة سنوات رواية " الزهَّير " لباولو كويلو لقراءتها ، اكتشفت أشياء غريبة :
أولا الرواية مترجمة فى لبنان ونشرتها دار نشر لبنانية كبيرة ، وفى سعى دار النشر لوصول الرواية ورسالتها إلى أكبر عدد ممكن أصدرت طبعة خاصة لمصر أرخص من غيرها ، مع أنها نادراً ما تفعل ذلك فى باقى كتبها ، والتى تباع بأسعارها الغالية ..

فماذا وجدت فى الرواية ، وما هى الرسالة التي حرصت أن تصل إلى القارئ ؟
١ - جاءت الرواية مع حقبة ما سمى بالربيع العربي ، حيث انطلقت الشياطين من مكامنها تعيث خراباً فى المدن وتدميراً للدول تحت شعارات بعضها دينى وبعضها دنيوى ..
وقد لاحظت فى الرواية أشياء غريبة مثل تمجيدها للحرب كمعنى ، وللقتال الدائم والمستمر بلا نهاية وبلا هدف ..

٢ - الكلام يأتى أحيانا على لسان إستر وهى إمرأة ، كأن المعنى أن إعجاب الجنس اللطيف مرتبط بمن يفعل ذلك ، أو أن هذه هى الرجولة الكاملة في نظرهم !

٣ - هناك بعض الجمل ذات الدلالة مثل :
- " إن المكان الذي نشعر فيه بالراحة القصوى هو ساحة القتال " ( صفحة ١١٦ من الطبعة المصرية )
- " مادمت موجودة بساحة القتال فإن لحياتى معنى " ( صفحة ١١٧ من الطبعة المصرية ) .
- " إن الأمر أشبه بنور الهى يسطع في غمرة كل معركة ، ونرى الرجال عند أقصى حدود رجولتهم " ( صفحة ١١٧ ) .
- ومنها " وهم يجدون أنفسهم فى اجتياح المتاحف ، يدمرون أعمالاً فنية عمرها مئات السنين ، وينهبون أشياء لا يحتاجون إليها !! ( صفحة ١١٨ ) ..

هكذا بدون هدف أو معنى لما يفعلون ( وقد كتبت على هامش تلك الصفحة الاتى : لأى شئ أو لأى قضية يحارب هؤلاء إذن ؟ أم هى دعوة لتدمير البلدان الآمنة والحضارات العظيمة القديمة ، وهى دعوة للمراهقين لأنه من المستحيل أن يمشى وراء هذه الدعوة شخص ناضج ، فهل يعقل تمجيد من يحاربون ويقتلون هكذا فى المطلق ، وبلا هدف أو معنى ، ويدمرون المتاحف والحضارات !!

وهل فعل داعش غير ذلك ؟!
وهل فعلت مئات التنظيمات الأخرى على طول رقعة الشرق الأوسط غير ذلك ؟!
وهل فعل آلاف الشباب " الاوربى " الذين تركوا بلادهم بحثاً عن السراب غير ذلك ؟!

- ومنها أيضاً " وهم قادرون وقتها على الحب بلا حدود ، وهم يشعرون بالسعادة وهم فى حالة حرب " ( صفحة ١٢٨ )

رسائل واضحة ، فى حقبة تتقبل مثل هذه التصرفات ، سواء تحت دوافع دينية أو دوافع دنيوية ، بحثاً عن الحب ، أو بحثاً عن معان كالرجولة أو تحقيق الذات أو خوض التجارب الكبرى ..

والنهاية هى ما رأيناه بأعيننا .. مدن مدمرة ، وحضارات انهارت شواهدها العظيمة ، وحطام من نفوس بشرية ضاع أمانها ومستقبلها ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس السيسي
- حور .. رواية جميلة لأديب واعد
- هل يمكن حل مشكلة اللحمة الآن كما تم حلها قديما ؟!
- هل يشبه ما يجرى اليوم في مصر بما جرى فى تركيا عام ٢ ...
- أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟
- عندما احترقت القاهرة مرتين !!
- يجب أن تتطهر 25 يناير أولاً من اصدقاءها .. قبل أن تغضب من أع ...
- أمسية مع الرواية ..
- حسنى مبارك و 25 يناير ... قبل لحظة النهاية !!
- زيارة إلى المتحف المصري ..
- بايدن .. والعثور على وثائق سرية في منزله !!
- كيف تقسَّم دولة متحدة ؟
- جمال عبد الناصر .. والسنة العجيبة !
- حاول تفتكرنى
- مرسال المراسيل
- اغنية وموقف ... كلمنى يا قمر
- أغنية وموقف .. رُدت الروح
- أغنية وموقف .. الأطلال
- المشكلة الاقتصادية .. قراءة في تقرير قديم
- شتاء شديد السخونة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - الرواية وعصرها ورسائلها