أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد فاروق عباس - أمسية مع الرواية ..














المزيد.....

أمسية مع الرواية ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 20:52
المحور: سيرة ذاتية
    


أنهيت عملى فى الكلية فى حدود الساعة الرابعة عصرا ، فمازالت امتحانات الفصل الدراسي الأول مستمرة من أسبوعين ، وهى باقية معنا حتى يوم أخر يناير ، أى حتى منتصف الأسبوع القادم ..

خرجت من مقر الجامعة إلى طريق النصر ، وكان لدى متسع من الوقت قبل الذهاب إلى المنزل للراحة ، استعدادا ليوم جديد ... وشاق .

فكرت كيف اقضى وقت الفراغ هذا ؟
هل أذهب مثلا إلى إحدى الكافتريات ؟
لقد كنت بالأمس في واحدة منها ، وشاهدت فيها ماتش الاهلى والمصرى فى الدورى العام ..

تذكرت أننى قرأت من ثلاثة أو أربعة أيام على الفيس بوك أن هناك حفل توقيع لرواية إسمها أكابيلا ، للروائية مى التلمسانى ، وأن هناك بعض من شباب الكتاب والروائيين سوف يناقشون الكاتبة فى روايتها ..

فتحت الموبايل لأرى أين مكان اللقاء وموعده ، وعرفت أنه فى مبنى القنصلية ، خلف حلوانى العبد الموجود في شارع طلعت حرب بوسط البلد ..
وأن موعد اللقاء الساعة السابعة مساء ..

وعندما وصلت إلى المكان المحدد ، وجدته عبارة عن عمارة قديمة من عمارات القاهرة الخديوية الجميلة ، وكل العمارات المجاورة والمقابلة كذلك ، والشارع كله يحمل الكثير من عبق القاهرة وروحها ..

كان مازال أمامى بعض الوقت قبل موعد اللقاء ، التفت حولى فوجدت مقهى اسمه " البورصة الجديدة " يشبه مقاهى المثقفين ، ذكرنى بالمقهى الذى أستمع فيه عادل إمام لقصيدة الحلزونة وأبيع نفسى في فيلم مرجان أحمد مرجان ..

جلست في المقهى لبعض الوقت متصفحا في الفيس بوك ..

الساعة السابعة دخلت إلى المكان المخصص للندوة الأدبية ، وهو مكان استأجرته دار الشروق - ناشرة الرواية وهى الجهة المنظمة للقاء - وكان المتحدثون على المنصة والضيوف في القاعة ، وعلى المناضد نسخ من رواية الكاتبة تتطلع وتنتظر من يشتريها ، فالغرض النهائي لكل هذا اللقاء - بغض النظر عن أى شئ آخر - هو بيع مزيد من نسخ الرواية ..

نسيت أن أقول أننى لا أعرف الكاتبة ، ولم أقرأ لها شيئا من قبل ، ولا حتى الرواية التى أنا ذاهب لحفل توقيعها ، كما اننى لا أعرف ضيوفها ممن سوف يناقشون روايتها ..

كنت مجرد مستمع عادى ..
وكان بالقاعة مجموعة من الرجال والنساء والشباب ، وعند بداية اللقاء جاءنى تيلفون فخرجت من القاعة ، ثم جاء تيلفون آخر فطالت مدة غيابى عن اللقاء ..

لم أكن أنتظر شيئا من هذا اللقاء الأدبى ، فقط أردت الإستماع ، ومعرفة لمحة عن آخر تطورات الجو الأدبى في القاهرة ، والأصوات الجديدة فى هذا الفرع من الكتابة ، وقبل ذلك كله متابعة شئ مريح للأعصاب بعد يوم عمل شاق في الكلية ، سوف يتبعه يوم شاق آخر ..

الغريب اننى توقفت عن قراءة الروايات من سنين ، وقد كنت محبا للروايات واجواءها في الفترات الأولى من العمر ..

الروايات البوليسية مثل الشياطين ال ١٣ فى فترة الإعدادية ، ثم نجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله والسحار في المرحلة الثانوية والجامعة ..

ولا أعرف لماذا توقفت عن الاهتمام بالرواية بعد ذلك ..
فقد استهوتنى الحقائق أكثر من الخيال ، واخذتنى القراءة فى السياسة وفى التاريخ ثم فى الاقتصاد بحكم التخصص والعمل ..

إنتهى اللقاء الأدبى عند التاسعة مساء ، والرواية - كما فهمت - تتحدث عن صداقة فتاتين ، وما يحدث فيها مع تقلب شئون الحياة ، وفى الرواية - كما قال المتحدثون - نظرات فلسفية عميقة ، ورؤية جريئة للحياة ..

ومعنى اسم الرواية - أكابيلا - هو صوت الغناء البشرى منفرداً ، بدون ألات موسيقية أو مؤثرات صوتية ..

وعند قرب نهاية اللقاء عرفت بعض الوجوه المشهورة في فن الرواية المصرية فى السنوات الأخيرة ، بحكم ظهورها في الإعلام ، أو شهرتها على وسائل التواصل الاجتماعي ..

وكان أغلب ما يلح علىَّ أثناء اللقاء الأدبى وبعده .. لماذا أصبح أغلب الجهد المطبوع والمنشور في مصر فى العقدين الأخيرين ينتمى إلى الأجناس الأدبية عموما ، وإلى الرواية خصوصا ؟!

ولماذا هيام دور النشر الكبرى والصغرى في مصر بالتوسع فى نشر هذا اللون فى الكتابة .. وبغض النظر عن قيمته ، ولا يمكن القول أن اغلبه جيد ..

إن حركة النشر في السنين الأخيرة تكاد تكون قاصرة على نشر الروايات ..

لماذا توارت كتب السياسة وكتب الاقتصاد وكتب التاريخ لصالح كتب الرواية والشعر ؟!

ولماذا توارت كتب العلم وتبسيطه أمام أجيال ناشئة من المصريين يمكن أن يلهب خيالهم هذا النوع من الكتب المهمة جدا ويغير مجرى حياتهم ..

هل هناك من يريد للمصريين أن يعيشوا في الخيال أكثر مما يبحثوا عن حقائق حياتهم ؟!

هل لأنه لا يوجد إنتاج فى الكتابة في السياسة والاقتصاد والعلم يستحق النشر ؟!

لا أعرف فى الحقيقة ..

ولكن ما أعرفه أن مصر تحتاج فى هذا الزمن إلى الحقائق أكثر من حاجتها إلى الخيال ..

تحتاج إلى من يقدم لها الحقائق والوقائع ومحاولة فهمها وتفسيرها أكثر من حاجتها إلى الخيال الروائي والادبى ..

وأن يكتب مفكروها وكتابها فيما حدث وما يحدث أكثر من حاجتها لمن يروى لها قصة أو يكتب قصيدة ..

.. ومع نهاية اليوم الطويل ، الذى بدء مع طلاب الجامعة وامتحاناتهم وصخبهم ، وانتهى بأجواء أكثر رومانسية رجعت إلى المنزل للنوم ، استعدادا ليوم آخر طويل .. وشاق .



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسنى مبارك و 25 يناير ... قبل لحظة النهاية !!
- زيارة إلى المتحف المصري ..
- بايدن .. والعثور على وثائق سرية في منزله !!
- كيف تقسَّم دولة متحدة ؟
- جمال عبد الناصر .. والسنة العجيبة !
- حاول تفتكرنى
- مرسال المراسيل
- اغنية وموقف ... كلمنى يا قمر
- أغنية وموقف .. رُدت الروح
- أغنية وموقف .. الأطلال
- المشكلة الاقتصادية .. قراءة في تقرير قديم
- شتاء شديد السخونة
- الانقلاب الألماني
- ذكرى يوم عظيم
- ما يخصنا من المشكلة
- السياسة على الطريقة الحديثة
- حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا
- هل لإسرائيل علاقة بسد أثيوبيا ؟
- هل ابتعاد مصر عن أثيوبيا هو سبب مشكلتنا معهم ؟
- هل يمكن بيع مياه الأنهار ؟


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد فاروق عباس - أمسية مع الرواية ..