أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد فاروق عباس - حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا














المزيد.....

حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 10:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


طالما تساءل كثيرون باستغراب عن حقيقة وجود دول الخليج العربية في أثيوبيا وسببه ، وما هو الجانب الطبيعي والمقبول في الموضوع ، والجانب غير الطبيعي ؟
وماذا تفعل تلك الدول أصلاً هناك ؟

تعد قضية الأمن المائي والأمن الغذائي من أبرز المشكلات في دول الخليج العربية ، لاسيما مع زيادة سكانها ، ومع ازدياد التصحر في العالم ، وتلجأ دول الخليج لحل تلك المشكلة شديدة الصعوبة الى تحلية مياه البحر للشرب والاستخدام المنزلي ، حيث تعد منطقة الخليج أكبر مستخدم لتقنية تحلية مياه البحر في العالم ( ٦٠ % من حجم المنتج عالمياً عام ٢٠١٠ ) والسعودية هي الأولى عالمياً في هذا المجال ..

لكن لا يمكن استخدام تلك التقنية المكلفة لاحتياجات الزراعة والغذاء لشعب بأكمله ، لذا لجأت تلك الدول إلى حل غير تقليدي ، وهو شراء الأرض واستثمارها فى الزراعة فى دول أحواض الأنهار ، وفى مقدمتها دول حوض النيل ..

ولجأت دول اخرى الى حلول من نوع آخر ، فقد أقامت ليبيا - على سبيل المثال - أكبر مشروع مياه في الشرق الاوسط ، وهو النهر الصناعي العظيم ، والمشروع عبارة عن شبكة من أنابيب المياه تقوم بنقل حوالي ٦ مليون متر مكعب من المياه الجوفية في اليوم من جوف الصحراء الليبية الجنوبية إلى المناطق السكنية على طول الساحل الليبي فى الشمال ..

والمياه الجوفية الموجودة في المثلث الصحراوى بين مصر وليبيا والسودان هى أكبر خزان جوفي للمياه في العالم كله ، ولكن مشكلتها الكبرى انها غير متجددة ..

وقد بلغت جملة الإستثمارات الخليجية نحو ٤٣٤ مشروعاً في جميع الأنشطة في دول حوض النيل ..
وتتلقى أثيوبيا نحو ٩٠ % من جملة الاستثمارات الخليجية فى اعالى النيل ، تليها السودان ٩ % ، وتشكل المشروعات الزراعية نحو ٤٠ % من إجمالى المشروعات الخليجية ، تليها الصناعات التحويلية ..
والسعودية هي المستثمر الأكبر في مجال الزراعة في دول حوض النيل ، حيث تمتلك نحو ٦٦ % من جملة المشروعات الزراعية ، تليها الامارات ٢٧ % ، والكويت ٧ % ، وقطر ١ % ..

وتعد الهند أكبر مستثمر في الأراضي في أثيوبيا ، حيث تستحوذ الشركات الهندية على نحو ٧٠% من حجم الاراضي التي حصل عليها الاجانب في اثيوبيا بعد ٢٠٠٨ .

ويعد الدافع الرئيسي للهند - نظراً لحجم سكانها الهائل - هو الحاجة الى تجنب ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالمياً كما حدث فى نهاية العقد الأول من القرن ٢١ ، وذلك عن طريق توفير الغذاء لشعبها من مصادر غير تقليدية ، وتشير التقديرات الى ان الشركات الهندية استحوذت على نحو مليون ونصف مليون فدان من الاراضي في اثيوبيا ..

ويلى الهند السعودية التي تستحوذ على نحو مليون وربع فدان من الأراضى الاثيوبية ..

وفي سبتمبر ٢٠١٨ اعلنت تركيا استئجارها أراضي في السودان بنظام حق الانتفاع لمده ٩٩ عاما ، وتأسيس شركة لإدارة الاستثمارات التركية في السودان ، تمتلك تركيا ٨٠ % منها ويمتلك السودان ٢٠ % ، وتخصيص ٢ مليون فدان للاستثمار الزراعي لتحقيق الامن الغذائي في تركيا ( تضمنت الصفقة تسليم جزيرة سواكن السودانية لتركيا لكى تتولى إدارتها لفتره معينة ) ..

وفى هذا الإطار ما قامت به شركة دايو الكورية مثلاً باستغلال ما يقارب نصف مساحة الأراضى الزراعية فى مدغشقر للزراعات الغذائية ، وتصدير الإنتاج إلى بلدها الام ( كوريا ) ..
وقد أثارت تلك المحاولة موجة عارمة من الاحتجاجات في مدغشقر ( لم تكن بعيدة عن الايدى الفرنسية ، التى خافت من النفوذ الكورى في مستعمرتها السابقة ) وأدت في النهاية إلى إقالة رئيس الجمهورية وإلغاء الصفقة ، وقد اعتبرها جاك ضيوف رئيس الفاو بأنها نوع من الإستعمار الجديد ..

ويرجع كثير من الباحثين أسباب تعالى أصوات دول حوض النيل في المطالبة بحصص أكبر من مياه النيل الى الاستثمارات الزراعية الهائلة التي استقبلتها هذه الدول لإنتاج الغذاء وتصديره ، وهو نشاط زراعي كبير ، ويحتاج الى كميات وفيرة من المياه فوق الحصص المتاحة لدول الحوض ..
وذلك بغض النظر عن الجانب الخارجى في الموضوع ( المرتبط بخطط الغرب ومطالبه من مصر ) وهو الجانب الأهم والأكبر والحاسم في الموضوع فى رأيي ..

ومن هنا حاولت اثيوبيا تقديم تسهيلات واغراءات كثيرة من اجل تمويل والمساعده في بناء سد النهضة ، ومن هنا أيضا ظهرت التقارير التي تتحدث عن تمويل خليجى لذلك السد ، وهنا - إذا صحت تلك التقارير - الخطأ والخطورة ..

فمن حق دول الخليج الاستثمار الزراعى فى أثيوبيا وغيرها ، ولكن ليس من حقها أن يكون ذلك مرتبطا بسد له ضرره الواضح على دولتين عربيتين ..
وأول الواجب فى رأيي - إذا صحت تلك التقارير - هو سحب تلك الاستثمارات فورا ، وذلك حتى الوصول إلى حل فى تلك القضية شديدة الخطورة ، سواء أكان ذلك الحل بالسلاح أو بالسياسة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لإسرائيل علاقة بسد أثيوبيا ؟
- هل ابتعاد مصر عن أثيوبيا هو سبب مشكلتنا معهم ؟
- هل يمكن بيع مياه الأنهار ؟
- هل المياه فعلا مشكلة عالمية ؟ وهل من الممكن حلها ؟
- شماتة !!
- مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 10 ) هل هناك مدرسة اقتصادية م ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 9 ) ما الهدف من هذه المساهمات ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 7 ) هل تقدم مصر فى ظل تدخل ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 6 ) هل تقدم مصر فى ظل الرأسما ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (5) التقدم الاقتصادى فى زمننا . ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (4) الجرى وراء السراب .. قصة ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 3 ) .. القصة من أولها .
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 2 ) هل كانت السنوات السابقة ج ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( ١ ) هل هناك فعلا مشكلة ا ...
- قطر .. والإسلام !!
- العرب والديموقراطية
- هل يمكن النسيان ؟
- لقاء مع الإخوان


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد فاروق عباس - حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا