أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!














المزيد.....

مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7463 - 2022 / 12 / 15 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى الوقت الذى عملت فيه إيران بدأب - أياً كان رأينا فيما تفعله ، ولكن النظر هنا من وجهة نظر إيرانية - فإنها نجحت فى تكوين أوراق ضغط بالغة الأهمية ، ووضعت أمام من يريد التحدث معها أن يأخذ في اعتباره أوراق الضغط تلك ..

ومن ينظر إلى كامل رقعة الشرق الأوسط يرى بسهولة كيف تنفق إيران أموالها وكيف توزع سلاحها لشراء النفوذ السياسى ، إلى درجة تكوين شبه امبراطورية إيرانية ، سياسية وعسكرية وإعلامية ، وأصبح وجود إيران محسوساً في أغلب بلدان الشرق العربي ..

١ - ففى العراق .. لها هناك عشرات التنظيمات ، ليس أولها الحشد الشعبى وليس آخرها حركة النجباء ، وبينهم حزب الدعوة وغيره من احزاب العراق وتياراته ..

٢ - وفى سوريا .. الحكم كله هناك صديقها الأكبر والأهم فى العالم العربي ، لدرجة أنه انحاز إلي إيران في حربها مع العراق فى الثمانينات ، فعلى الرغم من أن حزب البعث العربي الاشتراكي السوري يرفع راية القومية العربية إلا أنه انحاز إلي إيران ، وعادى العراق الذى كان يحكمه هو أيضا حزب البعث العربي الاشتراكي ، وهى من ألغاز السياسة العربية المشهورة !!

٣ - وفى لبنان .. هناك حزب الله ، وهو دولة داخل الدولة فى لبنان ، وارتباطه بإيران يتعدى السياسة الخارجية الإيرانية التقليدية إلى الارتباط العقائدى - ولاية الفقيه - والارتباط بالدولة العميقة الإيرانية ( المرشد الأعلى - طبقة رجال الدين فى قم - الأذرع العسكرية القوية للنظام كالحرس الثوري وفيلق القدس )

٤ - وفى اليمن .. يملك الإيرانيون النفوذ الأكبر على حركة عبد الملك الحوثى - الحوثيين - وأموال وسلاح ودعاية الحوثيين إيرانية بالكامل !!

٥ - وفى البحرين .. تعد جمعية الوفاق الوطني وقائدها الشيخ على سلمان المعارضة أقوى المكونات القائمة فى البحرين ، وهى إيرانية الهوى ، وطالما نظرت طهران إلى البحرين كجزء منها !!
٦ - وفى فلسطين .. هناك حركة الجهاد الإسلامى ، وعلاقة رجالها الكبار مثل فتحى الشقاقى ورمضان شلح بإيران معروفة ومتواترة ، وبدرجة أقل تأتى حركة حماس ، وأرقام الدعم الايرانى السنوي لحماس تصل فى بعض التقديرات إلى ١٥٠ مليون دولار !!
٧ - وفى الكويت .. لإيران وجودها القوى للغاية داخل الطائفة الشيعية في الكويت ، وقد كان لشيعة الكويت دورهم في دعم إيران فى حربها مع العراق ضد سياسة بلدهم ..
٨ - وفى الإمارات .. تعد العمالة ورؤوس الأموال الإيرانية فى دبى وأبو ظبى من أكبر الاستثمارات الإيرانية خارج بلادها ..
والغريب - مع ذلك - أن إيران تحتل ثلاث جزر اماراتية هى طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى !!

أى أن إيران تمتلك نفوءاً هائلاً فى أغلب عواصم المشرق العربي ، ويرتكز النفوذ الإيراني على الأتى :
أ - وجود الطائفة الشيعية : وقد استطاعت إيران تحويل أجزاء مهمة من تلك الطائفة الى عقيدتها التى جاءت بها مع وصول رجال الدين الايرانيين إلى الحكم عام ١٩٧٩ ، وهو مبدأ الولى الفقية ، وهو مبدأ جديد لم يكن معروفاً في التقاليد الشيعية الدينية أو السياسية ، ويشبه إلى حد كبير في بعض جوانبه أفكار تنظيم الإخوان المسلمين عند المسلمين السنة ، ويعزو كثيرون ذلك إلى أن نشأة تيار الإسلام السياسى السنى والإسلام السياسى الشيعى واحدة ، والملهم والمعلم والمخرج واحد .. وهو المعلم والمخرج البريطانى .. وهى قصة أخرى ، طويلة وغريبة .

ب - المال الإيراني : وتنثره إيران بلا حساب على رجالها فى عموم المنطقة العربية وخارجها !!

ج - السلاح الايرانى : لا تريد إيران الاكتفاء بمجرد النفوذ السياسى أو الاعلامى ، فهى تعرف أن السلاح لديه القدرة علي الإيذاء عندما تدعو الضرورة ، ومن هنا كان أغلب - إن لم يكن كل - أذرع إيران مسلحة ، وليست فقط أجنحة سياسية أو إعلامية !!
د - الإعلام : ومن يحصى القنوات الفضائية الإيرانية الناطقة بالعربية على النايل سات يعجب من كم القنوات السياسية والدينية بل وقنوات الأطفال الموجهة إلى العالم العربي !!

.. ولكن ما علاقة كل ذلك بمصر ؟

علاقته ببساطة أن إيران استطاعت شراء القوة وشراء النفوذ - حتى لو كان ذلك تحت إشراف الغرب وتسامحه الخفى - فى حين أن مصر فرطت فى تلك القوة وذلك النفوذ ، ولم تحاول صنعه حتى ولو كان إعلامياً !!
فعلى سبيل المثال ..
إذا كانت أثيوبيا هى الدولة الأهم لمصر خلال العقدين الماضيين ، فأين النفوذ المصرى فى أثيوبيا ؟
- هل لمصر نفوذ سياسى داخل الأحزاب السياسية الإثيوبية ؟
- هل لمصر نفوذ اعلامى داخل أثيوبيا ؟ هل لنا قناة أو مجموعة قنوات تلفزيونية موجهه إلى الداخل الأثيوبي وبلغته ؟
- هل لمصر نفوذ داخل نخبة رجال الأعمال فى أثيوبيا ؟
- هل لمصر نفوذ داخل نخبة رجال العلم والجامعات في أثيوبيا ؟
- هل لمصر نفوذ داخل نخبة الثقافة والآداب والفنون والنشر في أثيوبيا ؟
ولماذا لم تحاول مصر ذلك وأساليبه أصبحت معروفة ومجربة فى العالم كله ، وطبقتها دول كبرى من زمن ، وتطبقها دول متوسطة الآن !!

ليس المقصود ابداً تكوين أذرع مسلحة لمصر كما تفعل إيران ، بل يكفى النفوذ السياسى والاعلامى داخل النخب الإثيوبية ( وغيرها من البلدان ) فربما منعت مصر بذلك أموراً كثيرة قبل حدوثها ، أو حتى صعَّبتها على من يريد فعلها ..

عموما الوقت لم يفت لفعل ذلك ، وفى السياسة لا يوجد شئ إسمه أن الوقت فات لفعل شئ معين لمن يمتلك العقل والإرادة ..
هل يمكن لمصر أن تفكر فى دراسة كيفية تكوين النفوذ البريطانى والفرنسي والأمريكي والألمانى الناعم على دول العالم ، أو حتى دراسة تكوين النفوذ الإيراني أو التركى فى الشرق الأوسط ، وتكوين نسخة مصرية تتفق مع أسس سياستنا ومع أهدافنا ؟



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 10 ) هل هناك مدرسة اقتصادية م ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 9 ) ما الهدف من هذه المساهمات ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 7 ) هل تقدم مصر فى ظل تدخل ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 6 ) هل تقدم مصر فى ظل الرأسما ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (5) التقدم الاقتصادى فى زمننا . ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (4) الجرى وراء السراب .. قصة ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 3 ) .. القصة من أولها .
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 2 ) هل كانت السنوات السابقة ج ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( ١ ) هل هناك فعلا مشكلة ا ...
- قطر .. والإسلام !!
- العرب والديموقراطية
- هل يمكن النسيان ؟
- لقاء مع الإخوان
- اردوغان .. والحادث الارهابى أمس .
- تقاليد الحكم
- هل الخوف هو السبب ؟!
- قنوات الإخوان وأصدقاءهم .. لماذا لندن ؟
- بشار الأسد .. قصة مسكوت عنها
- زكريا بطرس


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!