أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد فاروق عباس - السياسة على الطريقة الحديثة














المزيد.....

السياسة على الطريقة الحديثة


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 22:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تأخرت مصر كثيراً ، وآن لها أن تعود وتفكر وتقرر فى الأمر ..
حان الأوان وزيادة أن يكون لدينا أوراقنا في الداخل الأثيوبى ، تخاطب الرأى العام وتوجهه ، أو على الأقل تذكَّر بكلمة مصر ورأيها وأسبابها وضروراتها ، أمام شعب تصادف أن كان أهم مصادر حياتنا بين يديه ..

وإذا كانت مصر قد عرفت أيام عبد الناصر الإذاعات الموجهه إلى كثير من البلاد والمناطق التى لمصر فيها مصالح مهمة ، فلا أفهم لماذا تركت مصر وسائل لها تأثيرها في الغير وأهملتها بدلا من أن تطورها بما يتناسب مع الزمن !!

- لماذا لا يكون لمصر قناة فضائية ( أو مجموعة قنوات ) على أى قمر صناعي ، موجهه للداخل الأثيوبى وبلغته ؟
- لماذا لا يكون لمصر صحف تمولها في الداخل الأثيوبي ، تنقل وجهه النظر المصرية ، وتحاول استقطاب فئات من الشعب الأثيوبى ومحاولة تفهمه للمصالح المصرية ..
- لماذا لا يكون لمصر دور نشر تمولها في أثيوبيا ، تنقل الثقافة والأدب المصري وبلغتهم ، وتصنع دوائر تأثير فى النخب الإثيوبية وطبقاتها المتعلمة ، وتصنع جسراً بين الشعوب ، بحيث لا نجد أنفسنا فجأة وهناك من لعب برؤوس الاثيوبيين واقنعهم بأن مصر دولة مستعمِرة ، وتريد أن تأخذ ما ليس من حقها !!
- لماذا لا يكون لمصر مواقعها الإلكترونية وصفحاتها باللغة الإثيوبية على مواقع التواصل الإجتماعي ، تشرح وتوضح وتزيل اللبس ..
- لماذا لا يكون لمصر منظماتها العاملة على الأرض الإثيوبية ، منظمات خيرية وتعليمية وصحية وثقافية ؟
- لماذا لا توجه مصر الدعوة مراراً لوجوه المجتمع الأثيوبى ، كتاب وفنانين ومثقفين ورجال أعمال وصحفيين ، يصنعون جسراً للتقارب والفهم المشترك تنفع فى أوقات الأزمات والخطر ..
إن كل دول العالم تفعل ذلك الآن ؟
وهذه هي مقتضيات السياسة فى العصور الحديثة ..
ومجرد نظرة على القنوات الفضائية الاجنبية الناطقة بالعربية توضح أن الدول تحتاج إلى من يصل بصوتها إلى حيث يكون مؤثراً في الشعوب قبل حكامها .. وبنظرة بسيطة نجد :
- قناة BBC العربية .. بريطانيا
- قناة فرنسا 24 .. فرنسا
- قناة روسيا اليوم .. روسيا الاتحادية
- قناة CGTN العربية .. الصين
- قناة العالم والميادين .. إيران
- قناة TRT .. تركيا
وهذه هي القنوات الرسمية ، وهناك عشرات القنوات الفضائية التابعة لدول معينة أو ممولة منها من وراء ستار للتأثير في غيرها !!
كما أن هناك عدداً كبيراً من الصحف فى مصر وباقى البلاد العربية يعرف الجميع أن أمريكا أو بريطانيا أو تركيا أو إيران وراءها ، ومثلها كثير من دور النشر ، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني التى تعمل في كل شئ ، من التعليم إلى الشئون الثقافية إلى حقوق الإنسان ..
كل ذلك أصبح من أدوات التأثير السياسى ..

وقد خلقت وسائل التأثير هذه لدينا فى مصر أو فى البلاد العربية قطاعات كاملة من الرأى العام تسير بلا هدى أو تفكير وراء السياسة التركية أو الإيرانية !!
وتتفهم احيانا - بل وتؤيد - وجهات النظر الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية فى القضايا المختلفة !!
وإذا أخذنا تركيا كمثال :
فقد أصبح لدينا بفعل الإعلام والدراما والكتب المخصصة لتلميع وجه تركيا كثيرين على إستعداد أن يدافعوا عن تركيا أكثر من دفاعهم عن بلادهم نفسها !! وأصبح الرئيس التركى شبه مقدس عند طوائف معينة !
كما أصبحت قطاعات أخرى من الرأى العام العربي مستعدة أن تتفهم وتساند وجهة النظر الإيرانية وتقدمها حتى على مصالح بلادها ذاتها !!
تلك وسائل للتأثير في الغير استعملتها شعوب أخرى ، وتأخرنا نحن كثيراً جداً فى استعمالها ، بحجة أننا يجب أن نركز على شئوننا الداخلية وليس لنا علاقة بغيرنا !!
وتلك نظرة شديدة السطحية للأمور ، فإذا تركنا نحن غيرنا في حاله ، لن يتركنا هو فى حالنا ..
هذه نظرة شديدة المثالية والرومانسية لطبيعة السياسة الدولية ، بل ولطبيعة الحياة ذاتها ..
فلا يوجد إنسان - أو دولة - بمقدوره أو بمقدورها أن تقفل على نفسها باب بيتها وليس لها علاقة بالآخرين ..
وفى حالة مصر فقد جاءت كل أسباب حياتها المادية والمعنوية من خارجها :
- جاءها الدين من الخارج
- وجاءتها اللغة من الخارج
- وجاءها الماء من الخارج
- وجاءتها الغزوات من الخارج
فكيف نعزل أنفسنا إذن عن غيرنا ، ولا نشارك بنشاط وتأثير في عالمنا ؟
ولا يغنى كل ذلك - فى حالة أثيوبيا - أنه فى لحظة معينة من الممكن أن تستخدم القوة ضدهم ، فكلها - سواء وسائل القوة الناعمة أو القوة الخشنة - أدوات للتأثير في الغير ، وجعله أقرب إلى وجهة نظرنا ومصالحنا ..
ولكن من يدري ، فربما كان استخدام وسائل القوة الناعمة ما يكفى ، ومانعاً من الوصول إلى مرحلة نحتكم فيها إلى السلاح معهم ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا
- هل لإسرائيل علاقة بسد أثيوبيا ؟
- هل ابتعاد مصر عن أثيوبيا هو سبب مشكلتنا معهم ؟
- هل يمكن بيع مياه الأنهار ؟
- هل المياه فعلا مشكلة عالمية ؟ وهل من الممكن حلها ؟
- شماتة !!
- مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 10 ) هل هناك مدرسة اقتصادية م ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 9 ) ما الهدف من هذه المساهمات ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 7 ) هل تقدم مصر فى ظل تدخل ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 6 ) هل تقدم مصر فى ظل الرأسما ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (5) التقدم الاقتصادى فى زمننا . ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (4) الجرى وراء السراب .. قصة ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 3 ) .. القصة من أولها .
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 2 ) هل كانت السنوات السابقة ج ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( ١ ) هل هناك فعلا مشكلة ا ...
- قطر .. والإسلام !!
- العرب والديموقراطية
- هل يمكن النسيان ؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد فاروق عباس - السياسة على الطريقة الحديثة