أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - أغنية وموقف .. رُدت الروح














المزيد.....

أغنية وموقف .. رُدت الروح


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


رُدت الروح على المُضنَى معك ... أحسنُ الأيام يومٌ أرجعك

اغنية من أغانى عبد الوهاب القديمة ، وقد لحنها عبد الوهاب على الأسلوب القديم فى التلحين ، حيث الرتم البطئ والآلات المحدودة ، ودائماً ما تذكرنى برواية يوسف السباعي الجميلة إنى راحلة ، والتى قرأتها لأول مرة وأنا طالب فى الصف الرابع الثانوى ( عندما كانت الثانوية الأزهرية أربع سنوات ) وكان ذلك عام ١٩٩٦ ..

وتدور الرواية حول قصة الحب الكبير بين أحمد الطالب في الكلية الحربية وابنه خالته عايدة ..
وأحمد من الفرع الفقير فى العائلة ، بينما عايدة إبنة باشا ، وعندما يموت أحمد فى نهاية الرواية فى مقتبل حياته ، تكتشف عايدة أن الحياة بالنسبة لها أصبحت مستحيلة ، وتقرر اللحاق به ..

وكانت ردت الروح هى الأغنية المفضلة لأحمد ، وقد تردد صداها طوال الرواية ، وخاصة عندما تقابلت عايدة مع إبن وبنت رجل من ابناء الذوات من رجال الدولة والباشاوات الكبار من أصدقاء والدها ..

كان والدها قد عزم صديقه وابنه وابنته على الغداء فى فيلته في الإسكندرية ، وأثناء الغداء سألها الشاب بالفرنسية :
- هل سمعت آخر تانجو نزل فى لندن ؟
فترد عايدة .. لا

- طيب .. هل سمعت آخر اسطوانة ؟ لقد بيع منها فى نيويورك وحدها نصف مليون اسطوانة ، وقال عنها موريس شيفاليه أنها أبدع ما سمع ..
- فترد عايدة .. أنها لم تسمع بها أيضاً !
ويزداد الفتى واخته تعجباً ..
ويسألها .. وماذا تسمعين إذن ؟!
فترد عايدة بلا تفكير ..
- رُدت الروح !

فقد تذكرت أن أحمد كان يدندن بها بنبرات صوته الهادئة فى بعض لقاءاتهما ..
وقال الفتى باستغراب :
- ردت الروح .. ردت الروح ؟!
ويلتفت إلى أخته يسألها .. هل سمعت أغنية مثل هذه من قبل ؟
فترد أخته بعدم اكتراث :
- لم أسمع عن شئ إسمه ردت الروح من قبل !
فتقول عايدة لتدارى خجلها ..
- ردت الروح على المضنى معك .. أنها قصيدة من اجمل ما كتب شوقى ولحن عبد الوهاب ..
فقال الشاب بلهجة لا تخلو من استخفاف ..
- أغنية عربية ؟!
.. فهو واخته لا يسمعان الاغانى العربية !!

وقد مثلت رواية إنى راحلة على شاشة السينما المصرية فى الخمسينات ، فى فيلم لعماد حمدى ومديحة يسرى ، ولكن جاء الفيلم دون الرواية بكثير ..

وقصيدة ردت الروح كتبها أحمد شوقى بك ، وقد غناها عبد الوهاب فى حياته ، ولم أستمع إلى الأغنية إلا مع ظهور الانترنت وانتشاره في بداية الألفية ، على الرغم من سماعى عنها عند قراءة الرواية فى منتصف التسعينات ..
فلم تكن تذاع في الإذاعة إلا نادراً ، ولم تكن تذاع بالطبع فى التلفزيون ..

وصوت عبد الوهاب فى الأغنية كان فى كامل عنفوانه ، فهى من أغانى البدايات بالنسبة لعبد الوهاب ، الذى كان نجم الغناء العربي الأول لثلاثة عقود على الأقل ، من العشرينات وحتى الأربعينات ، وقبل ظهور عبد الحليم وجيله في الخمسينات ، ومع وصول صوت عبد الوهاب إلى شيخوخته ، واهتمامه بالتلحين أكثر من الغناء ..

وعدد الأبيات المغناة من القصيدة غير كثير ، فما اختار عبد الوهاب لغناءه تسع أبيات فقط ، من بين ٢١ بيتاً هو طول القصيدة كلها ..

ومدة الأغنية ست دقائق تقريباً ، وقد ختمها شوقى بهذا الختام المؤثر :

نامت الأعينُ إلا مقلةً ... تسكبُ الدمعَ وترعى مضجعك
موقعى عندك لا أعلمه ُ... أه ِ لو تعلمُ عندى موقعك

وقد أخطأ عبد الوهاب فى البيت الأخير ، وقاله :
موقعى عندك لا يعلمه .. وليس لا أعلمه !
وهى عادة وهابية صميمة ، فقد فعلها فيما بعد فى قصيدة أكثر شهرة ، وهى قصيدة الجندول ، عندما غنى ذهبى الشعر بكسر الشين وليس بفتحها ..

ولما كانت ظروف تسجيل الاغانى وقتها صعبة وإعادة التسجيل مرهقة للمغنى وللفرقة ، فتم الإبقاء على الخطأ في الحالتين على حاله ، وتكيفت الأذن العربية المحبة لعبد الوهاب مع أخطاءه وغفرتها له ..

وعلى الرغم من أن الأغنية من أغانى عبد الوهاب القديمة ، إلا اننى أراها من أغنياته الجميلة ، والتى تستحق الإستماع مرارا ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية وموقف .. الأطلال
- المشكلة الاقتصادية .. قراءة في تقرير قديم
- شتاء شديد السخونة
- الانقلاب الألماني
- ذكرى يوم عظيم
- ما يخصنا من المشكلة
- السياسة على الطريقة الحديثة
- حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا
- هل لإسرائيل علاقة بسد أثيوبيا ؟
- هل ابتعاد مصر عن أثيوبيا هو سبب مشكلتنا معهم ؟
- هل يمكن بيع مياه الأنهار ؟
- هل المياه فعلا مشكلة عالمية ؟ وهل من الممكن حلها ؟
- شماتة !!
- مصر وإيران .. وفن تكوين أوراق الضغط !!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 10 ) هل هناك مدرسة اقتصادية م ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 9 ) ما الهدف من هذه المساهمات ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 7 ) هل تقدم مصر فى ظل تدخل ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 6 ) هل تقدم مصر فى ظل الرأسما ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (5) التقدم الاقتصادى فى زمننا . ...


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - أغنية وموقف .. رُدت الروح