أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 02:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعرضت سوريا من أسبوعين لزلزال مدمر ، ادمى قلوب كل العرب وأصحاب الضمير في العالم ..
وسوريا فى الوقت نفسه تتعرض من أمريكا وحلفائها - أو ذيولها - الأوربيين وغيرهم لحصار اقتصادى وحشى ، من اقسى وأشرس ما عرف التاريخ ..
وحياة السوريين تتقلب من سئ إلى اسوأ ..
وبترول سوريا فى شرقها في قبضة الامريكان ، وممنوع على دول العالم طبقا لأوامر الإله الأمريكى تقديم أى عون لسوريا ، حتى فى إعادة بناء ما دمرته الحرب فى سنواتها العشر ..
والمواد الغذائية والمواد الخام للصناعة ممنوعة على السوريين ، وسلع أساسية وضرورية ضمن بنود الحصار الأمريكى الغربى عليها ..
وحتى أصدقاء سوريا - روسيا والصين وإيران - لهم مشاكلهم الملحة مع الغرب ، برغم أنهم يقفون وراء الدولة السورية بقوة ..
وسط كل ذلك ، وبعد أسبوعين فقط من زلزال زاد جراح سوريا على جراحها النازفة أمرت أمريكا ذيولها في المنطقة بالتحرش بالدولة السورية الجريحة ..
فاستيقظت داعش بعد طول نوم ، وقامت من ثلاثة أيام بعملية إرهابية قتلت فيها ٥٣ إنسان سورى !!
وإسرائيل ضربت مساء أمس أحياء في دمشق ، مما أدى إلى تدمير مبانى واحياء وقتلى وجرحى كثيرين ..
ألم بلا حدود يحسه الإنسان على ما تعانيه سوريا من محن ، وعلى جزاءها شديد القسوة ..
وكل جريمتها أنها لم توافق على أن تسير في الفلك الأمريكى ، فحق عليها الغضب والعقاب ..
وتحالفت عليها المحن :
ربيع عربى ، بدلا من يطلق عليها آلهة الديموقراطية أطلق عليها آلهة الإرهاب ، وبدلا من أن تسمع همسات فولتير وروسو ولوك ، سمعت عواء أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولانى !!
وتبع موسع الربيع - ومع فشله - جاء الحصار الاقتصادى والسياسي ، ومنع دول العالم من تقديم العون لسوريا وشعبها فى محنته التى لا يظهر لها نهاية ..
ثم الضربات الإسرائيلية المتكررة ، ثم إعادة خلق داعش ..
ثم جاءت الطبيعة بمقاديرها وتركت أثارها على سوريا ..
وقد تزامن الزلزال - وهو قضاء لا يمكن رده - مع ظلم الإنسان للإنسان ..
بدون قطب آخر - أو أقطاب - اقتصادية وسياسية وعسكرية توازن الوحش الأمريكى الهائج يبدو أن العالم داخل على عصر الظلمات ، تصبح فيه العصور الوسطى وظلامها ،
وتصبح فيه حياة الغابة ووحشيتها حقيقة وليست مجازا ..
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟