أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )















المزيد.....

الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيطر العلمانيون على الحكم في إسرائيل منذ إنشاء الدولة العبرية فى مايو ١٩٤٨ ، وعلى الرغم من أن سبب ومبرر وجود الدولة كان دينيا ، إلا أن حكامها الأوائل كانوا شبه ملحدين ، وخاصة مؤسس الدولة وأول رئيس وزراءها ديفيد بن جوريون ..
وبعد عشرين سنة من إنشاء الدولة قوى الجناح الدينى في المجتمع والسلطة الإسرائيلية ، ووصل واحد من قادة هذا الجناح إلى السلطة وهو الارهابى المشهور - والحائز أيضا على جائزة نوبل للسلام !! - مناحم بيجن ..
وبدأ الصدع في بنية الدولة الإسرائيلية بين الأحزاب الدينية والأحزاب اليسارية والمدنية ..
كان الجيش الإسرائيلى هو الضامن لبقاء الدولة ، وبهذا الصفة كان دوره في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل مما يستحق الدراسة ..
وهو ما سوف نتناوله في النقاط التالية :
فى بداية التفكير في إنشاء المشروع الصهيوني ثم فى العقود التى تلت إنشاء الدولة تبنت إسرائيل نظاما اقتصاديا مركزيا شبه اشتراكى ، سادت فيه قناعة أن القطاع الخاص لن يتمكن من تعبئة الاستثمارات اللازمة لاحتياجات المشروع الاستعماري لإسرائيل ، واستيعاب الهجرة وتكلفة الأمن والبناء العسكرى لأنه قطاع حديث وضعيف ..
لذا كان البديل تطوير الاقتصاد من أعلى ، أى بتوجيه من الدولة ، فبعد قيام إسرائيل تم إنشاء كثير من المصانع والشركات والمزارع ، التى كانت تحت سيطرة ثلاث مجموعات رئيسية : حكومة إسرائيل ، الوكالة اليهودية ، نقابة العمال العامة ( الهستدروت ) ، بالإضافة إلى ملكية صغيرة للقطاع الخاص .
واستمر هذا الأمر حتى تغير جزئيا فى تسعينات القرن العشرين ..
فقد كانت الدولة - وفى القلب منها جيش الدفاع الإسرائيلى - هى الفاعل الأقوى والابرز في مجال الزراعة والصناعة والبنوك ..
وبالإضافة إلى تداخل الجيش مع النظام الاقتصادى فى إسرائيل ، إلا أن مجال نفوذه الأقوى كان فى المستعمرات العسكرية الإنتاجية ..
فما هى تلك المستعمرات العسكرية الإنتاجية ؟!
لم يكن المهاجرون القادمون إلى فلسطين يملكون ما يسمح لهم بالبدء بأى عمل ، ومن هنا كان لابد من إيجاد شكل جماعى يعمل على خلق ارتباط اليهودى المهاجر بالأرض ، وتشجيع المهاجرين الصهاينة على الزراعة ، بعد أن كانوا يعملون فى التجارة أو الحرف المختلفة في بلادهم الأصلية ..
وتواصلت هذه العملية من قبل إنشاء الدولة ثم بعد قيامها ، وبعد حرب ١٩٦٧ تم إقامة مئات المستعمرات العسكرية الإنتاجية فى كل عموم فلسطين ..
وكان دور الجيش الإسرائيلى فى هذه العملية أكثر من حاسم ..
فكان الجيش هو من يقوم بتحديد المناطق الملائمة للاستيطان ، وتحديد مكان كل مستعمرة وهيكلها وتركيبتها الإجتماعية ، وقد عين الجيش موظفين رفيعى المستوى كمسئولين عن الاستيطان وشئونه ..
وتشمل هذه التجمعات العسكرية الإنتاجية المؤسسات الثلاث الآتية :
أ - الكيبوتز .
ب - الناحال .
ج - الموشاف .

أولا - الكيبوتز :
تعد الكيبوتزات أهم هذه التجمعات العسكرية - الإنتاجية وأشهرها ، وهى بحكم طبيعتها معسكرات حربية ، ويختار الجيش الإسرائيلى لها المواقع التى تستطيع من خلالها أن تشرف على كل محيط الأرض من حولها ، ويعد العمود الفقري للجيش الإسرائيلى من أبناء أبناء هذه المزارع الجماعية ..
وكيبوتز كلمة عبرية تعنى تجمع ، وتشير إلى مستوطنة تعاونية ذات صبغة عسكرية ، تضم جماعة من المستوطنين الإسرائيليين يعيشون ويعملون سويا ، ويبلغ متوسط عددهم من ٤٥٠٠ - ٦٠٠٠ عضو .
وقد كانت هذه " الزراعة المسلحة " مرتبطة دائما بالعسكرية الإسرائيلية ..
وتخضع هذه المزارع الجماعية إلى إشراف مركزى صارم ، ويتم فيها تقييد حرية المستوطنين وعدم إتاحة الفرصة لهم لامتلاك وسائل الإنتاج والمساكن ، ولا يوجد في الكيبوتزات ملكية خاصة ، فالأرض وأدوات الإنتاج والمساكن والأثاث ملكية عامة ، حتى الطعام مشترك ..
ولا يقبل الكيبوتز في عضويته المرضى والمسنين ، لأن الهدف من إنشاءه هو العمل الزراعى الشاق وتربية الماشية ، وبعض الصناعات التى تقوم على الإنتاج الزراعى والحيواني ، إلى جانب حمل السلاح والقتال !!
وقبل قيام الدولة الإسرائيلية كان عدد العاملين في الكيبوتزات ٢٢٦٠٠ عام ١٩٣٩ ، ارتفع عددهم إلى ٥٤٢٢١ عام ١٩٤٨ ، وبلغت نسبة أعضاء الكيبوتز في النخبة الحاكمة فى إسرائيل سبعة أضعاف نسبتهم في المجتمع ( بن جوريون وموشيه دايان وشمعون بيريز وإيجال ألون وغيرهم من أبناء الكيبوتزات ) ..
وكان ثلث الوزراء الإسرائيليين من ١٩٤٩ إلى ١٩٦٧ من أعضاء الكيبوتز ، كما أن ٤٠ % من إنتاج إسرائيل الزراعى و ٧% من صادراتها و ٨% من إنتاجها الصناعي من إنتاج الكيبوتزات ..
والكيبوتزات لم تكن تدفع سوى إيجار زهيد للغاية للوكالة اليهودية ، ثم للدولة الإسرائيلية بعد قيامها ..
وتنال الكيبوتزات معاملة تفضيلية من حيث الإعفاء من الضرائب ، وتقديم الهبات والمساعدات المالية والقروض المعفاة من الفوائد أو بفوائد مخفضة ، وتوفر لها الدولة الوقود والأسمدة والكهرباء ..
والكيبوتز الآن لم يعد مقتصرا على الزراعة كما كان فى الماضى ، بل تحول إلى مؤسسات صناعية وانتاجية متنوعة ..
ثانيا : الناحال
وهو نظام شبه عسكرى ، الهدف منه خلق كوادر فنية متخصصة في المجالات الإنتاجية المختلفة ..
وكان الهدف من إنشاء مستعمرات الناحال الآتى :
١ - استزراع الأراضى فى المناطق النائية ، واستصلاح الأراضى البور .
٢ - احياء الصناعة فى المناطق النائية والمناطق غير الصالحة للزراعة .
٣ - الاستفادة من الأيدي العاملة المدربة في المجالات الصناعية والمهنية المختلفة .
٤ - العمل على جذب أكبر عدد من المدنيين للإقامة في المستعمرات ، والانخراط فى صفوف العمل الانتاجى والعسكرى ..

ويرأس الناحال - ويقصد بها شباب الطليعة المحارب - ضابط برتبة عقيد ، ويعمل أعضاء الناحال ما بين التدريب العسكرى والعمل الانتاجى والاستيطانى ، واعتبارا من أواخر الخمسينات تم التشديد على النشاط العسكرى فى الناحال ، فأنشأ سلاح المظلات فيها ، كما زيدت المناورات التى تقوم بها وحدات الناحال ..
وقد شاركت قوات الناحال فى حروب ١٩٥٦ ، ١٩٦٧ ، ١٩٧٣ ، وبعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ تقلصت الأعمال الاقتصادية والإنتاجية فى الناحال لصالح زيادة التأهيل العسكرى ، إلى جانب العمل الاستيطاني ..
والناحال الآن يشكل جزء من جيش الدفاع الإسرائيلى ..
ثالثا : الموشاف

وهو مصطلح عبرى يعنى قرية زراعية تكَّون فيها الأسر وحدات اقتصادية تدير قطعة خاصة بها من الأرض ، ويأخذ الموشاف شكلا تعاونيا ذو صبغة عسكرية ، وإذا وصل أحد أفراده إلى سن التقاعد يفصل لجذب عناصر شابة قادرة علي العمل الانتاجى والقتال ..
ومستعمرات الموشاف عدة أنواع :
- موشاف شيتوفيم ( الموشاف التشاركى ) : وهى مستعمرات تعاونية لصغار الملاك ، والإنتاج في هذا الموشاف جماعى ، والملكية أيضا جماعية وفى كل شئ ، حتى فى البيوت التى يسكنها الأعضاء ، ويتم تسويق الإنتاج من خلال وحدة تعاونية مركزية ..
- موشاف عوفيديم ( الموشاف العمالى ) : تجمع استيطاني عمالى ، تمتلك كل أسرة منزلها الخاص بها وقطعة أرض تعمل فيها بمفردها ، وقد أنشأت تلك المستعمرات على مبدأ التصرف الفردى بالأرض المستأجرة ، إلى جانب التخطيط الجماعى لعمليات الإنتاج والتسويق ..
- موشاف عوليم ( وهى تجمعات خاصة بالمهاجرين الجدد إلى إسرائيل ) ..
هذا عن المستعمرات العسكرية الإنتاجية التى تعمل تحت إشراف جيش الدفاع الإسرائيلى ، لكن ماذا عن الدور الاقتصادى والسياسى للجيش الإسرائيلى والعسكريين الإسرائيليين ؟!
وهو ما يستحق حديثا آخر ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والجيش والسياسة .. في إسرائيل ( 1 )
- دول كبرى محتلة !!
- أغانى رمضان
- رئيس قسم الاقتصاد .. قصة عشرون عاماً
- القطاع الخاص المصرى
- هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟
- ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!
- سوريا ومحنتها .. إسرائيل وداعش والزلزال
- سنابل سوداء .. رواية جديدة لأديب مبدع
- حصر ومعرفة ما لدينا
- لماذا حالة الهيام بالقطاع الخاص الآن فى مصر ؟!
- خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!
- الرواية وعصرها ورسائلها
- الرئيس السيسي
- حور .. رواية جميلة لأديب واعد


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )