أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس يونس - علي و سياسة السماء...














المزيد.....

علي و سياسة السماء...


فراس يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يزال الكُثر من المشتغلين بالتأريخ والسياسة يقارنون ويقيمون الأداء السياسي للأمام علي ع خلال فترة خلافته الظاهرية بين عامي 35 هـ و 41 هـ (مدة حكمه 5 سنوات و 3أشهر)،وكيف أدار الدولة، فسجلوا عليه المخالفات السياسية العديدة واجملوها مقارنة بين الخليفة الثاني و معاوية من جهة و بين الامام علي ع من جهة أخرى، وأخذ الباحثون مناحٍ عدة وأسقاطات لسياسات القرن التاسع عشر والقرن العشرين على تلك الحقبة التأريخية العصيبة، بيد أنهم ولشديد الأسف لم يلتفتوا الى معيار البحث الذي يجب ان يعتمده الباحثون في تحليل الأداء للشخص او المؤسسة ، حيث ان السياسة هي مجموعة من المسارات والنظريات التي اوجدها البشر للتعاطي مع مجريات الاحداث بين المجاميع البشرية ثم بين القبائل الى ان تطورت واصبحت منهاج عمل وتعاطي شبه يومي بين الدول، وهذا المعيار لايصح في تقييم اداء شخصية مثل الامام علي ع،ليس بسبب اعتقادنا بعصمته لكن لأسباب عملية موضوعية أهمها: أنه عليه السلام كان صاحب منهج سياسي واضح اعلنه منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ،وعززه بمعاصرته لفترات الخلافة الثلاث، فكان على راس ذلك المنهج التالي:
*حفظ بيضة الأسلام.
*الدفاع عن ثوابت الرسالة المحمدية.
*تمكين القانون وبسط يد الحاكم .
*مداورة السلطة عن طريق الأنتخاب.
* العدالة في توزيع الثروات.
* أختيار الأصلح والأكفأ في أدارة الأقاليم والأمصار.
*حكم المؤسسة وليس العائلة.
وقد ألتزم عليه السلام بهذا المنهج وتلك الرؤية ودعم هذا التوجه أبان خلافة ابو بكر وعمر وعثمان،واكبر دليل مع كثرة الشواهد، دفاعه عن الخليفة عثمان ابن عفان رغم خروج الناس عليه بثورة عارمة هي بمثابة انقلاب عسكري على السلطة الشرعية في ذلك الوقت، وكذلك قبوله ومن دون معارضة مع قدرته على ذلك بشورى الستة،مع أنها كانت أشبه بمكيدة يشوبها الكثير من المكر السياسي الذي يدركه علي ع جيدا، غير انه أتى ضمن سياقات تداول السلطة التي اقرها عليه السلام كمنهجية عمل.
لذلك عند توليه السلطة وجب عليه تطبيق ما هو اولى بتطبيقه من غيره، فكيف يلام على بسط الأمن في البصرة مثلا، او أحباط محاولات تمرد الخوارج، أو صد معاوية وكبح محاولات تقويض سلطة الدولة. فبدأ ببناء اساس حقيقي لأدارة الدولة من خلال مؤسسات نظمها عليه السلام لتكون عاملة وان تغير الحاكم (شرط ان يكون الحاكم قد وصل الى الحكم من خلال القنوات الشرعية وليس بالأنقلاب)، فأسس ديوان الشرطة وشرطة الخميس و اعاد ألية توزيع بيت المال وطريقة جباية الضرائب وغيرها، والأهم من ذلك هي آلية أختيار ومتابعة حكام الولايات الأسلامية التابعة لخلافته، وهذا تطبيق عملي لمنهجه عليه السلام في بناء الدولة العادلة كبرهان ودليل على ان الأسلام قادر على قيادة وتسيير شؤون الناس.
كما ان نقل عاصمة الخلافة من المدينة المنورة الى الكوفة هو بحد ذاته حركة سياسية مجتمعية فذة، حيث تحركت صفيحة مجتمعبة كاملة بأتجاه شمال الجزيزرة العربية (مهد الرسالة المحمدية) لوضع نقطة ثقل الدولة الأسلامية في محور الصراع بين قوتين عظمتين هما دولة فارس و الدولة البيزنطية، وبذلك اراد عليه السلام السيطرة على محور مهم و تحريك نقطة ارتكاز الحكم بعد توسع الدولة الأسلامية، وهي خطوة لايجرأ عليها سوى سياسي محنك عارف بمجريات الأمور وترتيب الأحداث و نوايا الأعداء.
وهنا يجب ان نسأل: هل أنتهى عليه السلام من بناء مشروع الدولة؟ طبعا لا، لأنه أغتيل بعد 5 اعوام فقط من توليه السلطة مقارنة ب 10 سنوات للخليقة الثاني و 12 سنة للخليفة الثالث،وعليه فأن مشروع الدولة الكاملة او العادلة لم يكتمل،لا لقصور في صاحب المشروع لكن لمفارقته الدنيا أغتيالاً على يد من تضرر من مشروعه الانساني العادل.



#فراس_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين المأمول والمجهول....
- جورج فلويد ...الوجه الأسود للسياسة والمجتمع في أمريكا
- الوطن والمواطنة ... سياسية تغييب الرموز
- قداسة المحاربين و دماء الغنائم...
- الحكومة في معسكرٍ للتدريب
- ٩ نيسان ... بين سقوطين
- المرجعية تحت طائلة الشفافية ...... حكومات العراق أوراق خريف ...
- للملحدين مع التحية
- عجيب قضاء غريب قضية..
- السياسة وسيكولوجية الفرد
- يونان من حوت الخرافة الى حوت الزيدي
- قطر والفرصة الاخيرة
- المهدي الموعود...بين الولادة و الخلود
- هل قتل هارون موسى...؟؟؟
- عيد العمال...عيد الأهمال
- رسائل الى رئيس الوزراء...2- غسيل الأموال أم غسيل النفوس
- رسائل الى رئيس الوزراء...1- بين المركزي والرافدين
- أنا وصديقي الملحد...!!!


المزيد.....




- -سيارة مجهولة- تدهس حشدًا في هوليوود بلوس أنجلوس.. شاهد آثار ...
- برعاية أمريكية.. اتفاق مبادئ بين الكونغو و-إم23- في الدوحة
- نائبتان فرنسيتان للجزيرة نت: لن نوقّع أي وثيقة إذا قرصنت إسر ...
- دراسة: الأراضي الرطبة بأفريقيا من الأكثر تدهورا عالميا
- مصدر أمني يكشف للجزيرة مراحل اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلا ...
- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس يونس - علي و سياسة السماء...