محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 05:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مثل هذا اليوم ٩ نيسان/أبريل ٢٠٠٣ سقطت (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والديني العراقي السائد - في السلطة والمعارضة والشارع بالأمس واليوم) سقوطا مدويا لا يزال صداه يتردد في الآفاق حتى اليوم .
مانراه أن الموقف من الحدث لا يزال غير موضوعي ، ويغلب عليه قصر النظر وضيق الأفق ، فالبعض يراه فقط سقوط لطاغية ، وآخرون سقوط لحزب البعث ، وغيرهم سقوط لبغداد ، وفي الواقع هو هذا كله ، بل وأكثر .
هذا السقوط ليس وليد هذا اليوم ٩ نيسان ٢٠٠٣ ، بل هو محصلة طبيعية لمسيرة طويلة بدأت منذ عقود ، تتمثل في غياب العدالة السياسية - الاجتماعية وسيادة العنف وقهر الانسان ، وتفضيل استخدام العنف وتغليبه في حل الأزمات الاجتماعية والسياسية على حساب الحلول السياسية في كل مظاهر الحياة في المجتمع وفي الدولة العراقية منذ تأسيسها عام ١٩٢١ حتى اليوم . ( قمع انتفاضات الفلاحين ضد الإقطاع - قمع الآثوريين والاكراد والشيعة - تعطيل الدستور بإعلان الأحكام العرفية - قمع الحراك الشعبي والمعارضة - الانقلابات العسكرية - الصراع الشيوعي البعثي/القومي - ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة - الما يصفگ عفلقي - مجازر الموصل وكركوك - شعب شعب كله بعث موتو شيوعية - تهجير الكرد الفيليين - الحروب ضد ايران والكويت … ( على سبيل المثال وليس الحصر ) .
ولهذا السبب نرى أن (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والديني السائد) تستمر في المراوحة في نفس المستنقع الذي أدى إلى ٩ نيسان ٢٠٠٣، ومنه ما نراه اليوم من خراب وفساد وأصبح العراق ساحة مفتوحة لكل أفّاق وطامع محلي وخارجي … وسيستمر هذا الحال الى الغد طالما استمرت (المنظومة ...السائدة ) تغط في سبات عميق ، وحتى من يدعّي اليقظة من مختلف أطيافها ، فهو بالواقع الملموس مرتزق أو جبان ، ويعيش في زمن العصملّي !
أما من يدعو مخلصا ويعمل حقا ، خارج إطار الشعارات و الفذلكة اللغوية وعنتريات وبهلوانيات السياسة ، من أجل الخروج من مستنقع الفشل ، ومن حالة ٩ نيسان/أبريل ٢٠٠٣ وما تعنيه ، ومن نتائجها ووضع حد لاحتمال تكررها ، فليكن الإنسان وحقوقه وكرامته هو المعيار والبوصلة ، في دولة المؤسسات التي تفصل الدين عن الدولة ، والدستور والقانون يسود فيها فوق الجميع ، دون استثناء .
رغم أن هذا يبدو احتمال بعيد المنال في المستقبل القريب ، لكنه أكثر صدقا وواقعية ، ويستحق العمل والتضحية !
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟