محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 17:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كفاكم وصفاً وشكواً وندباً ولطماً ووقوفاً على أطلال الخراب ، الذي لم يظهر اليوم فجأة من الفراغ أو هبط من الفضاء ، بل هو نتيجة لاحقة لأسباب وبفعل فاعل . فالحال المأساوي واقع ملموس واضح وفاضح ! منذ مدة طويلة جداً ، واستمرار الوقوف على أطلاله ، وإعادة اكتشاف العجلة ، حال عفى عليه الزمن ، وهو بحد ذاته أحد أسباب التخلف ، كما أنه ليس حلاً ، بل مضيعة للجهد والوقت بالأمس واليوم والغد .
كما أن الاكتفاء بطرح الأسئلة لماذا ؟ وكيف ؟ ومَن …؟ غير مجد ، بل ينبغي تشخيص العلة وأسبابها ، والانتقال لوضع الحل والعمل على تحقيقه ، ولو بكلمة في الاتجاه الصحيح فـ(في البدء كانت الكلمة) ! وهذا يحتاج لوقت وعقلية تبتعد عن العاطفة والانفعال والشعارات وتعتمد العقل والمنطق .
ولكي لا نقع ، كغيرنا ، في مطب الكلام العام المرسل ، نرى ، باختصار ، أن العلة تكمن في (نهج وثقافة الاستبداد) ، التي تستقر عميقا في تاريخنا وتراثنا ، وفي ثنايا الروح وتلافيف العقل ، وبالتالي سيادة الضبابية والنفعية والتبرير و (اللاموقف) في هذه القضية وافرازاتها ، التي تمثل عائقا حاسماً للتطور ، ولذا لا غرابة أن نرى (المنظومة والعقل السياسي والثقافي العراقي السائد) تراوح في وحولها ، وتتحول إلى حاضنة تعيد إنتاجها حتى في (ثوراتها) !
والحل هو في الديمقراطية ودولة المواطنة ، والقانون والمؤسسات ، التي تضمن كرامة وحقوق المواطن ، وتفصل بين السلطات وبين الدين والدولة . ديمقراطية وقانون ومؤسسات حقيقية ، وليست شكلية ، كما هو حاصل اليوم . دولة ديمقراطية تضع حدا لتمرير وشرعنة الحضور والتأثير السياسي والقانوني لتشكيلات ما قبل الدولة ! أي العشيرة والمكونات والرموز والعوائل والمرجعيات القروسطية … والزعيم الأوحد والملهم مبعوث العناية الإلهية !
والعاقل تكفيه الإشارة … !
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟