أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد زوبدي - في إفلاس وتواطؤ النخب : حالة المغرب














المزيد.....

في إفلاس وتواطؤ النخب : حالة المغرب


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 17:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سوف لا أتحدث هنا عن النخب التي رأت النور في أحضان النظام السياسي والتي إذا تأملنا فيها جيدا فهي تفتقد للصفات التي تميز النخب التي تكونت من ذاتها دون تبعيتها لأي جهة. مثلا لا وجود في المغرب للنخبة الاقتصادية التي تكون الدراع الأيمن للمخزن الاقتصادي و في مقدمته الهولدينغ الملكي " المدى". هذه النخبة هي جزء لا يتجزأ من الرأسمال الامبريالي المهيمن عالميا والمكون من احتكارات القلة المعولمة. النخب أشكالها متعددة. سأركز على النخبة السياسية والنخبة المثقفة. الأولى عرفت اتجاهين. الاتجاه الأول، ليبرالي محافظ، إصلاحي إلى حد ما. لكن يفتقر للوضوح وللجرأة لإصلاح النظام السياسي المهيمن. هذا التوجه كانت له حظوظ ليفلح في إصلاح البلاد من الداخل، لكن للأسف ارتباط مصالحه بمصالح المخزن جعلته ينطفأ ويصبح كأنه لم يكن. هذا الارتباط الوثيق في المصالح جعل الحاكم يبتلعه ويعلن إفلاسه بهدوء ويتم إعلان إفلاس النهج الليبرالي بمفهوم طوكفيل وستيورات ميل. التوجه الثاني، تقدمي، يساري راديكالي. نجح هذا التوجه بفضل المناضلين الذين ضحوا بالغالي والنفيس بل بأرواحهم لتحقيق مكتسبات كثيرة مقارنة مع سنوات الرصاص. لكن للأسف الشديد عرف هذا التوجه تمزقا غير مسبوق أدى بالجزء الكبير منه ليلتحق بالمخزن لأن أصحابه في الحقيقة هم يساريون مزيفون. قسم ضئيل من هذا التوجه بقي صامدا ويعمل على التأثير في المشهد السياسي لكن بإمكانيات هزيلة جدا ومنها على مستوى الفكر. للإشارة هذا القسم سينجح في مهامه إن هو قام بتعبئة الشارع وتوظيف رمزية حركة 20 فبراير( Mouvement du 20 février) بما في ذلك المعطلين والمحتجين والناقمين على النظام بشكل عام. أما النخبة المثقفة فلها دور لا بأس به في مجال الأدب والشعر والإبداع والفكر الفلسفي، لكن للأسف يبقى مجهودا فرديا ولا يرقى إلى نموذج الانتلجسيا العضوية التي تؤثر في المشهد السياسي والاجتماعي وتغير مجراه في اتجاه التغيير والتقدم. أما في مجال البحث الاقتصادي والقانون فبصرف النظر عن بعض الإرهاصات الطفيفة جدا فإنه لا شيء هناك يذكر. فالذين يحسبون أنفسهم خبراء في الاقتصاد و يرددون خطاب البنك الدولي فهم لا وجود لهم حتى لدى هذه المؤسسة وحتى المخزن لا يعترف بهم اللهم توصلهم بقسط من شفقة مزورة على شكل دعوة من سماسرة ومرتزقة الحقل الإعلامي ليسوقوا مجانا للفكر المبتذل. أما أصحاب القانون، فقد اختاروا لأنفسهم النزول بثقلهم بالمجالس العليا بكل أصنافها وأكثرهم ثقافة لايتعدى مستواه الدروس الجامعية المبتورة.
من المفروض تاريخيا أن النخب بكل مشاربها هي التي تقوم بدور تنوير المجتمع والحاكم معا. يستدعي الأمر بأن تقوم النخب إياها بدفع السكان للاصطدام مع السلطة إذا تجاوزت هذه الأخيرة الفضاء الذي تسمح به آليات التوافق بين الطرفين.
في الوقت الراهن تم اختراق النخب من كل الزوايا وبجميع أشكال الفساد. تمت تعبئة كل الوسائل لتكون النخب تابعة للمخزن مقابل توزيع الريوع. الفضيع كذلك هو أن النخب المغربية أكانت النخبة الثقافية أو السياسية أو النقابية أو الحقوقية أو المقاولاتية أو غيرها، فإنها مخترقة من طرف اللوبي الصهيوني.
فساد النخب المغربية يدفع المحلل الجدي ليزيل عنها حتى هذه الصفة أي صفة نخب.
إن الدولة التي لم تعرف مفكري التنوير، مثقفون عضويون و رسوليون، أمثال هوغو وغوت وزولا و فلوبير وشاطوبريان وماركس وهيجل وغير هؤلاء، أنصار التغيير، فإنه لا يمكنها أن ترقى إلى صف الدول المتحضرة.
في ظل فساد النخب وفساد السلطة وفساد كل المؤسسات، فإن الثورة هي الحل وتعرف نفسها أنها هي الحل، كما قال كارل ماركس في البيان الشيوعي( Le Manifeste communiste) سنة 1848.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصادي المغربي بين تبعية السلطة وتبعية الفكر
- لأجل انتقال سياسي يؤهل للانتقال الديمقراطي : ملاحظات تمهيدية
- تأمل سريع في الماركسية
- في نقد ماركسية الكنائس: الإنطلاق من فكر ماركس لتجاوزه ودون ا ...
- كوفيد-١٩ في قفص الإتهام أو كوفيد-١٩ ...
- الرأسمالية، قوس في التاريخ
- مستقبل الإشتراكية
- في الإنفجار الإجتماعي و الإنتفاضة الشعبية : المغرب نموذجا.
- مأزق قوى التغيير والتقدم في المغرب/
- زمن الإنتفاضة و روح الثورة
- تأمل سريع للمساهمة في النقاش لتطوير الماركسية، كأداة لقراءة ...
- ما بعد الماركسية التقليدية : تأمل حول نهاية الرأسمالية .. ال ...
- البنك الدولي يدعو حكومات المغرب لإصلاح الإختلالات من الباب و ...
- أزمة النظام السياسي القائم في المغرب : في نقد الطبقة السياسي ...
- نقطة تأمل عن مآل اليسار : المغرب نموذجا.
- لأجل كارل ماركس
- في الذكرى الأربعين لاستشهاد المفكر الاجتماعي الكبير عبدالعزي ...
- في الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال المفكر العربي الكبير الش ...
- في المثقف المستقل والمثقف الحزبي
- اغتيال العقل الاقتصادي.


المزيد.....




- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال
- الصحراء الغربية: زعيم البوليساريو.. -محكمة العدل الأوروبية ت ...
- لبنان: الحزب التقدمي الاشتراكي يحذر من خطورة تحويل البلاد إل ...
- روسيا تسلم الجيش الهندي فرقاطة بنيت في مدينة كالينينغراد
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول سقوط نظام الأسد في سو ...
- حول سقوط نظام الأسد والتطورات السياسية في سوريا
- دول أوروبية تعلق البت بطلبات لجوء السوريين واليمين المتطرف ا ...
- شهادات سجن صيدنايا.. مجند يروي ما حدث له لمخالفته الأمر بقتل ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ير ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد زوبدي - في إفلاس وتواطؤ النخب : حالة المغرب