أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - (بسطية)..لوغوس هوب















المزيد.....

(بسطية)..لوغوس هوب


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 16:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


الحديث عن البصرة يطول، فهي أم العراق وحاضنته الثقافية والمستأثرة بالنصيب الأوفى من المنجز الفكري والثقافي للوطن ، موطىء الأفكار ومثابة التجارب الإبداعية وثغر العراق وبسمته ودرة تاجه وملتقى نهريه.. بدأ بها الحذق الريادة والفرادة وسيدوم عطاؤها ما دامت مدارسها وقبابها وأسواقها وقواعدها الشامخة في العلم والأدب والحضارة..
الكثير من التواضع يجب أن يتحلى به من يقارب غنى البصرة وثراءها وكنزها الأهم ألا وهو الإنسان البصري والروح البصرية التي حولت قرية منسية وساقية شبه مطمورة إلى علامة فارقة في مسيرة الأدب العربي، تلك الروح التي رفعت من بطولة كروية أقرب الى التجمع المحلي إلى مستوى الحدث التاريخي وصيرت من محلات المدينة وبيوتها وشوارعها ودور عبادتها ومقاهيها ومواضع لهوها أيقونات عالمية تنافس كبريات المدن العالمية من خلال فخامة ورقي وسمو النتاج الابداعي البصري الذي طبع العراق وجواره بطابعه المدني المنفتح على جميع التجارب والثقافات والتي تنصهر في البصرة من خلال تلك اللمسة السحرية التي اختصها الله بها..
وهذه اللمسة البصرية هي أيضا ما ارتقت بزيارة السفينة ( لوغوس هوب) إلى ضفاف شط العرب إلى مستوى المهرجان الثقافي من خلال الاستعدادات العالية لاستقبال السفينة، وتنظيم فعاليات ثقافية عديدة مصاحبة لمنهاج الزيارة والأهم ثقل الاسهام البصري في الزيارة من خلال الندوات والملتقيات والفعاليات التي تضمنت تحشيد أبرز رموز وعناوين الثقافة البصرية والعراقية في ممارسة لا أظن أنها حصلت في جميع الموانىء التي رست عندها (لوغوس هوب ) والتي نجرؤ أن نقول بأنها كان مبالغا بها قليلا وأكبر بكثير من واجب هذه السفينة ورسالتها.
من الصعب أن أتحدث عن أمر لم أشهده، وأقر بأني لم أصعد على متن السفينة ولم أكابد الوقوف في الطابور الطويل الذي يتطلبه إعتلاء (معرض الكتاب) العائم، ولكن الملاحظات المتواترة والمتناسلة من العديد من الاصدقاء كانت لها القوة لتحريك بعض الهواجس حول المهمة الحقيقية التي تقوم بها السفينة وكادرها.. وهي تلك المهمة التي يجب القول بأننا لا نعارضها ولانتحسس منها ولكن طائرنا بالتأكيد كان من طريقة تعاطي الجهات المسؤولة مع الزيارة وافتراض مهام وواجبات للسفينة قد لا تتطابق مع الواقع قليلا ، وربما كثيرا..
فالسفينة تملكها مؤسسة غير ربحية اسمها OM، مسجلة في ألمانيا، وهي مؤسسة لا تخفي مهمتها التبشيرية، وهي تملك شركة مسجلة لإدارة السفن التابعة لها هي Good Books For All)). وقد تكون هذه التسمية هي سبب الحماسة الكبيرة التي أبدتها الجهات الرسمية في البصرة تجاه الزيارة، رغم أن الهدف المعلن وشعار المؤسسة يتحدث بوضوح عن كون (لوجوس هوب) وشقيقتها ( دولوس هوب) هما وسيلة (لبناء مجتمعات نابضة بالحياة لأتباع يسوع الأقل حظاً في الوصول إليهم، وتعمل على تحقيق ذلك عن طريق مشاركة أخبار يسوع المسيح في كل فرصة ممكنة، تمكين طاقم السفن من التنمية الذاتية والتشكل الروحي بالتركيز على الصلاة والعلاقات الإنسانية المختلفة، تحفيز المسيحيين على المشاركة في المهمة محلياً ودولياً؛ لكي تكون حياتهم على مراد ربهم، وإمداد الآخرين بمصادر تعليمية ومسيحية وقضاء حوائج الناس).
وتصف المؤسسة بوضوح بأن المهمة التي أطلقت عليها (خدمة السفينة). تتلخص بأن: (الأمل الذي يتحدثون عن مشاركته مع الآخرين هو أمل المسيح والاستعداد لإجابة أي سائل عن سبب الشعور بهذا الأمل كما تقضي التعاليم. وتعتبر السفن شكلاً من أشكال بناء الكنائس على غرار سفينة نوح التي حملت شعب الله وخلصته من طوفان العالم).
ولو تحدثنا عن ( قضاء حوائج الناس).. فبالفعل‘ فهناك العديد من الممارسات التي قام به الكادر التطوعي للسفينة في خدمة المجتمعات المحلية التي زارتها السفينة ، وهو جهد مشكور ومحترم ولكنه يختلف عن ما ذهب اليه البعض باعتبار هذا الأمرعلى أنه ( العرس الثقافي الكبير الذي يسهم بالارتقاء بحياة الثقافة والامل والجمال في هذه المدينة التي اثبتت انها وريثة الحضارات التي تعاقبت على وجودها فيها).
والخلاف ليس مع مهمة السفينة التي يستوعبها العراق وتفهمها البصرة - كونها مدينة كوزموبوليتانية منفتحة متعددة الثقافات والخلفيات الاثنية - على انها جهد دعوي مشروع ، إلا أن الحديث عن أكبر (معرض كتاب) عائم يحمل بعض التدليس أو التناوم الذاتي، فخمسة آلاف كتاب جلها للأطفال لا يمكن عدها معرضا للكتاب بقدر كونها ( بسطية عائمة)، لا تزيد بحجمها عن أي جهد شريف لمثقفي شارع الفراهيدي، كان من الممكن أن يتوجه هذا الدعم له، خاصة أن العوم ليس من موجبات الفعل الثقافي، فنستطيع مثلا وضع مئة نسخة من أي مطبوع على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية ليصبح العراق صاحب اكبر ( معرض كتاب ) طائر في العالم.
نؤمن تماما أن الغاية الأسمى للثقافة تكمن في إعداد الإنسان المدرك لحقيقة دوره الإنساني والواثق بقدرته على التغيير نحو الأفضل. واكثر ما يحتاجه العراق الآن هو الاستثمار في عملية تخليق خطاب ثقافي وطني وانساني جامع، متصالح مع نفسه، ومنفتح على العالم، ولكن مع العناية بالمصادر المحلية للثقافة، والتراث الذي يطل على المستقبل ،كونه من معايير ارتقاء الامم وقوتها وتسامحها وديمومة بقائها.
فالثقافة هي من اهم اسباب تعزيز استقلال الشعوب وتحصين هويتها الجمعية من خلال استثمار التنوع البيني الململم للمفردات المحلية في بوتقة الوحدة الوطنية الشاملة، وهذا يكون من خلال دعم الممارسات والنشاطات الثقافية الوطنية وليس الترويج لفعاليات لا تتطابق مهامها بالضرورة مع الاهداف الوطنية العليا، إن لم تكن متعارضة معها، وفي حالتنا هذه، وفي ظل الحاجة الماسة لاي جهد وطني يدعم ويقوي من المبادرات الثقافية الوطنية، نرى انه يجب عدم الانسياق وراء تقنيات الترويج الثقافي لبعض دول الجوار التي اسرفت باحتضان فعاليات اعلامية تنتهي بانطفاء اضواء القاعات.. بل نتمنى ان يصب هذا الجهد وتلك اللجان في خدمة أغراض أخرى تكون بمستوى الإرث الثقافي والعمق الحضاري والتميز الإبداعي للبصرة. والله والوطن والانسان من وراء القصد.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - (بسطية)..لوغوس هوب