أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - المثقف الطائفي














المزيد.....

المثقف الطائفي


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 16:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قطعت صورة السيد علي شمخاني والمستشار مساعد بن محمد العيبان، وبينهما الوزير الصيني ووانغ يي قول كل خطيب..وأنهى الإعلان عن التوصل لاتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، سنوات من التعليقات الحذرة التي ملأت وسائل الإعلام العربية في محاولة لمقاربة المآلات التي ستنتهي عندها جولات التفاوض الماراثونية التي رعى العراق العديد منها وبذل فيها جهوداً كبيرة ومضنية، ولكن ككل الأشياء التي من حولنا الآن ، كان من المحتم أن يمهر الاتفاق بعبارة (صنع في الصين) .
ورغم الترحيب الكبير بهذا الاتفاق في العديد من العواصم ومراكز القرار في العالم، إلا إننا لا يمكننا تجاهل الأسئلة الشائكة المعلقة حول المدى الذي من الممكن أن يصل إليه هذا الاتفاق على الأرض ، والأهم هو غرابة مدى اليسر الذي أعلن من خلاله الاعتراف بأن جل التعقيدات التي ترزح تحت أثقالها شعوب المنطقة، لم تكن سوى خلافات جيو سياسية يمكن حلها بجلسات حوار وعدد من فناجين القهوة ، ولم تكن تلك المشكلة التي حملت بإفراط بشحنات فوق سياسية عضال مموهة بإطار ملتبس من الخلافات المذهبية والمعتقدية والتي كان-وما فتئ-للبلدين اليد الطولى في إذكائها وتسعيرها وتحميل وزرها، ووزر من اكتوى بنارها، لشعوب المنطقة دماً وأرواحاً ومقدرات..
وهنا قد ندع الخرائط والخطوط الملونة التي من المؤكد أنها رسمت هنا أو في مسقط وحتى بكين، ونعود إلى السؤال حول موقف العديد من النخب المثقفة التي كان لها دور مباشر في إذكاء هذا الصراع من خلال تقديم أطر نظرية مدلسة لمرجعيات فلسفية ومذهبية بهدف شرعنة اللبوس الديني الزائف الذي لطالما تقنعت به التقاطعات السياسية ما بين طهران والرياض..
فعلى الرغم من الدور التاريخي العضوي الذي كان للمثقف في مواجهة كل اختلالات المنظومة الفكرية والقيمية للمجتمع، ودفاعه الأصيل عن إعلاء قيم العدالة والحرية وسعيه إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، إلا إننا رأينا أن هناك العديد من العناوين الثقافية " المهمة" قد تصدت لقيادة النزعة الطائفية وحملوا لواءها ونشروا قيمها وأفكارها ونافحوا عنها ودعوا إليها؟
فلقد ملأت الدنيا، وشغلت الناس لعقود ، أفواج من ( المثقفين) الذين يكاد يحار المرء في قدرتهم العجيبة في تسميم السلم الأهلي والوشائج المجتمعية من خلال العواء المستمر بعبارات الإقصاء والنبذ والتكفير والتهميش والتبخيس مستثمرين ومسعرين من الخلاف الناشب ما بين ضفتي الخليج استدرارا لرضا هذا الطرف أو استجداءً لما في يد الآخر ، دون النظر للتأثير المدمر لزيتهم الذي يصب بإسراف على نار الفتنة الطائفية ومدى الضرر الذي من الممكن أن يسفك اللحمة الوطنية ويفتض آمال وتطلعات شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار والكرامة..
أسماء لامعة، وأقلام لافتة وأساتذة وأكاديميون، مفكرون (مدنيون) كبار، رجال دين لهم حضور طاغٍ ، شعراء، أدباء، صحفيون .. تنكبوا طريق الانتماء الإنساني والوطني والأخلاقي وتسابقوا في حمأة معركة التعصب والانغلاق متمترسين معلين من الطائفة والعرق والدين و الانتماءات العشائرية والمناطقية الضيقة، متمددين على طول وعرض الأثير الإعلامي في اقترافات تخادمية مسبقة الدفع مع السياسي منحدرين إلى الدرك الأسفل من السّلوك الغرائزي النزوي القطيعي حد تفسير التاريخ والأرض حسب المثابات الطائفية وإضفاء قدسية ملتبسة على النزاع بإعادته إلى مرجعيات تاريخية ودينية ملفقة.
والمثال الأسوأ كان ذلك المثقف الدبق الملصق الذي لا يحس بأدنى وخزة خجل من التقافز من الدعوة إلى الديمقراطية إلى نقيضها ومن التقنع باليسارية إلى أقصى اليمين وبالعكس مقابل إقامة ذهبية هنا أو أجازات مدفوعة هناك.وقد يكون الاتفاق الأخير، إن صمد، فرصة لهم لتجربة الدعوة للسلام والأخاء التي قد تكون مصدر السحت الجديد تبعا للتغيرات السياسية في المنطقة.
نرى أن الانعطافات المفصلية التي تعيشها مجتمعاتنا بحاجة الى فرز مثقفين حقيقيين قادرين لإعادة الثقافة الى دورها الرسالي الانساني النهضوي في مواجهة التحديات الوجودية والعمل على ترسيخ وإعلاء القيم الإنسانية العليا، وتحقيق أعلى درجات التلاحم والتماسك المجتمعي ، والذي لن يتحقق إلا بأولية محاربة العنف والتطرف والعصبية والانتقال بالبلد إلى حالة السلام والتسامح والإيمان بالإنسان والمواطنة ورفض العنف والتقاطع والانقسام.
كلنا نعرف مقولة لينين الخالدة: (المثقفون هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها) . وأنا أشهد- بكل ألم - أن العديد من مثقفينا قد خانوا المسؤولية الاخلاقية والوطنية التي يفرضها عليهم الوعي والحس السليم.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية
- حريم السلطان


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - المثقف الطائفي