أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - أم الغزلان: فاجعة أخرى طواها النسيان














المزيد.....

أم الغزلان: فاجعة أخرى طواها النسيان


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 01:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مرت علينا قبل بضعة أيام الذكرى السادسة والعشرين لفاجعة أم الغزلان، أو واقعة الزورة، و (الزورة) مفردة عراقية دارجة تعني الزوراء، لكنها تختلف عن الزوراء التي خاض فيها صفي الدين الحلي معركته في مواجهة فلول التتار، عندما ذكرها بقوله:
يا يوم وقعة زوراء العراق وقد
دِنّا الأعادي كما كانوا يَدينونا
فالزورة التي نتحدث عنها من ضواحي ناحية الدوّاية في محافظة ذي قار، وعلى وجه التحديد في قرية فقيرة يقال لها (أم الغزلان) على أطراف هور (الغموگة). .
وقعت المجزرة مساء يوم 27 من آذار من عام 1997، حيث كان رجال عشيرة (الچوامل) من بني سعيد يعدون العدة لإقامة حفل زفاف أبنهم، الذي سقط مضرجاً بدمه في ذلك اليوم المشؤوم، في غارة مباغته شنها أزلام النظام لألقاء القبض على بعض المدعويين، بذريعة انهم مطلوبين، فأنكر أبناء القرية وجودهم، وهنا قامت المجموعة المداهمة بإطلاق النيران لإخافة القرية، فاصابوا العريس وذويه، وثارت ثائرة رجال القرية للذود عن كرامتهم وهيبتهم، فاستدعى المهاجمون قواتهم من الناصرية للهجوم على القرية من كل المحاور، فهدموا البيوت بالقاذفات، واضرموا النيران في الحقول والمزارع، وأشاعوا الرعب، وارتكبوا الفواحش بدم بارد، ثم جاءت قوة من بغداد يقودها (قصي) بعد أربعة أيام، فتحولت القرية على يده إلى رماد، وشرع بعد ذلك بمداهمة القرى الأخرى بالجرافات والمصفحات والآليات الحربية، وكان معه جمع غفير من الجنود ورجال الأمن والمرتزقة، فقتلوا كبار السن، واعتقلوا الشباب، وعذبوهم، وعبثوا في المنطقة التي تحولت إلى مسرح مفتوح لأبشع الجرائم. .
وشاءت الاقدار ان تتكرر مأساة الزوراء في مواجهة التتار، ويعاد تكرارها على أرض (الزورة) بمأساة ارتكبتها شراذم سارت على نهج التتار. .
لكن المؤلم بالأمر ان واقعة أم الغزلان طواها النسيان، ولم يتذكرها رفاق الأمس، بسبب انشغالهم في لعبة المحاصصة، واهتمامهم في البحث عن المكاسب والمناصب، وفي الصراع ضد بعضهم البعض، وانشغال بعضهم بمطاردة الناجين من تلك المجزرة، وإلصاق الاتهامات بهم ظلما وعدوانا. .
لو بحثنا الآن عن الصفحات المكتوبة عن هذه المجزرة، لم نجد سوى فيلم وثائقي يعود لعام 2015 من اعداد عبدالحسين الساعدي، وحديث مصور في العام الماضي على منصة اليوتيوب. .
اللافت للنظر ان هذه القرية والقرى المجاورة لها تعرضت في صيف عام 2020 إلى مداهمات واسعة اشتركت فيها قيادة عمليات سومر، وجهاز مكافحة الإرهاب، وفوج من شرطة ذي قار، وفوج من لواء المغاوير، وجرت عملية المداهمة بإسناد من طيران الجيش، وبالتزامن مع خروج اللواء الرابع بالرد السريع على الحدود الفاصلة مع محافظة ميسان. .
كان أبناء هذه القرية يتطلعون إلى اليوم الذي تُعاد فيه حقوقهم المهدورة فاصبحوا هدفاً أزليا للغارات والمداهمات من كل الحكومات. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقلام وحقوق نشر معروضة للبيع
- إنهيار توراتي وشيك: الثالثة ثابتة
- عقبات عراقية في طريق التأهيل البحرية
- الآفاق الزرقاء عند محمود وهبة
- ليس هذا الشافعي الذي نعرفه
- مفهوم الغزو: بين البداوة والفقه المنحرف
- ربيع عربي - ربيع عبري
- دفعة لندن: منغصات بعد مدفع الإفطار
- دواعش موديل 1920
- بريطانيا تختار ديمقراطية العقلاء
- ماذا لو كانت الفتاة عربية ؟
- ألغام في طريق الديمقراطية
- كتاب: محرك رفع السرية
- قنبلة في مستنقع الكراهية
- سن التقاعد بين العراق وفرنسا
- ثغرة في كتاب محاضرات في العقيدة
- تاريخ الجهاد بين مرحلتين متناقضتين
- ثقوب في الفقه الدموي
- أنظمة على سرير الاحتضار
- الاستتابة والقتل عند ابن تيمية


المزيد.....




- فرنسا ترحل طالبة من غزة إلى قطر بعد اتهامها بكتابة منشورات - ...
- الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- الاحتلال يقتحم مقر شبكة الجزيرة برام الله ويمدد إغلاقه
- تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى ...
- استمرار فعاليات التضامن مع غزة في ألمانيا
- جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا ...
- توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
- ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟ ...
- نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
- قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - أم الغزلان: فاجعة أخرى طواها النسيان