أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - دواعش موديل 1920














المزيد.....

دواعش موديل 1920


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 09:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أغرب ما سمعته وقرأته هذه الأيام على منصات التواصل، هو إصرار بعض العرب على التغني بالمجازر الدموية التي ارتكبها المجرمون وقطاع الطرق في القرن الماضي، عندما اتخذوا من الدين غطاءاً لتنفيذ غاراتهم العدوانية على المدن والقرى العراقية القريبة من البادية. غارات مبنية على إستراتيجية الغدر والمباغتة، لقتل الناس بلا رحمة، ونهب أموالهم وسرقة ممتلكاتهم، وتقسيمها فيما بينهم باعتبارها من الغنائم في شريعة عصابات (الاخوان)، التي كانت مؤلفة من عناصر بدوية متشنّجة ومتطرفة، يسعون للغزو والسلب والنهب، بشعارات طائفية غارقة في الجهل، وأبعد ما تكون من الرجولة والفروسية، وبتشكيلات مسلحة تفتقر لابسط أركان التنظيم اللازم في بناء الجيوش الحديثة. بينما يرى أبناؤهم وأحفادهم أنهم كانوا يقودون تنظيمات دينية جهادية، والحقيقة أنهم كانوا شراذم لعصابات متوحشة ولدت من رحم الحركة الوهابية، لا تختلف كثيرا عن تنظيم الدواعش، فقتلت من ابناء الجزيرة العربية أضعاف أضعاف ما قتلت من ابناء العراق. .
كانت شعاراتهم طائفية بحتة. يتحركون بهمجية كما الهنود الحمر سعياً وراء الغنائم والنهب والسلب. يتغنون بجرائمهم الغادرة، التي لا يرتكبها إلا الجبان والهمجي والمتخلف. .
كان فيصل الدويش (1882 - 1931) من أبرز قادتهم. بدوي متعطش للدماء، أنتهت حياته هائماً على وجهه في الصحراء، هارباً من بطش الملك عبد العزيز بن سعود، حتى ضاقت به السُّبُل، فتوارى في البراري متخفياً بين شعاب بادية العراق، ثم هرب إلى الكويت، وارتمى بعد ذلك في أحضان الإنجليز، فاقتادوه مُرغماً إلى الملك عبد العزيز، فأرسله مكبَّلًا بالأغلال إلى سجن الأحساء عام 1930، فمات في حبسه بعد سبعة شهور غير مأسوف عليه، وصار في قبره رهيناً بما اقترفت يداه . .
والاغرب من ذلك كله ان المغرمين بالمجرمين وقطاع الطرق لازالوا ينشرون القصيدة التي قالها الداعشي (عبدالله الهاملي) في مدح فيصل الدويش، ومنها هذا البيت:-
سرنا على بغداد ناخذ رعاياه
ونذبح هل الاوثان عبّـادة حسين
يزعمون ان هذا البيت قيل بعد فتح (حائل) وكأنما كانت (حائل) واقعة في بلاد الواقواق. لكن اللافت للنظر انه يقول: (سرنا لبغداد) رغم انه لم ولن يجروء على الاقتراب من بغداد، لكنه يعبّر عن رغبة عصابته لنهب أحياء بغداد وترويع اهلها وسرقة ممتلكاتهم، ويشير في هذا البيت أيضاً إلى رغبات الدواعش بقتل شيعة العراق وسفك دماءهم. .
يعطينا هذا البيت صورة من صور الفقه الدموي القائم على القتل والذبح والعدوان، في الوقت الذي كانت فيه مدن العراق حاضنة لكل النازحين من نجد والحجاز نحو البصرة، ومن يقرأ تاريخ مدينة الزبير يجد فيها مئات العوائل التي استقرت في البصرة هرباً من غدر هؤلاء، وبحثاً عن الاستقرار والعيش الرغيد. ومع ذلك تجد معظم المواقع العربية في الحجاز تضج بالقصائد التي قيلت في مدح هذا الهمجي، الذي قتل النساء والشيوخ والاطفال ظلما وعدوانا. فتراهم يتفاخرون بمجازره ويحسبونها فتوحات وانتصارات. تارة باسم قبيلة (مطير)، وتارة باسم الدين، وهذا ما عثرنا عليه للأسف الشديد في موقع (الدرر السنية)، الذي يحسب هذا الشخص من قادة اهل السنة والجماعة، وهو جاهل لا يقرأ ولا يكتب، ولم يحفظ آية واحدة من القرآن المجيد، وقتل بسيفه اهل السنة والجماعة، ويشهد التاريخ على اجرامه ودمويته، الأمر الذي اضطر الملك عبد العزيز إلى الحكم عليه بالسجن. حيث لقي حتفه. .
ختاماً: يقول الفيلسوف الألماني فردريك نيتشة: تبقى الضفادع ملوك الغابة في نظر الذباب. . فلا تدع كل ما يشغلهم يشغلك. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا تختار ديمقراطية العقلاء
- ماذا لو كانت الفتاة عربية ؟
- ألغام في طريق الديمقراطية
- كتاب: محرك رفع السرية
- قنبلة في مستنقع الكراهية
- سن التقاعد بين العراق وفرنسا
- ثغرة في كتاب محاضرات في العقيدة
- تاريخ الجهاد بين مرحلتين متناقضتين
- ثقوب في الفقه الدموي
- أنظمة على سرير الاحتضار
- الاستتابة والقتل عند ابن تيمية
- تظاهرات كاربونية حول العالم
- صورة (يزيد) في استوديوهات التاريخ
- الصحابة الذين قتلوا الصحابة
- آلاف الفضائيات للتشهير فقط
- طغاة اتهموا شعوبهم بالخيانة
- سترة وبنطال وحذاء مسطح
- رحلة الى العالم السفلي
- أسماء عراقية مستوحاة من الطقس
- دين النعمة أم دين النقمة ؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - دواعش موديل 1920