أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - سترة وبنطال وحذاء مسطح














المزيد.....

سترة وبنطال وحذاء مسطح


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7557 - 2023 / 3 / 21 - 00:47
المحور: سيرة ذاتية
    


عرف العالم المستشارة (أنجيلا ميركل) بسترتها وبنطالها وحذاءها المسطح، ربما تغيرت ألوان ملابسها بتغير المواسم والمناسبات، لكنها ظلت تتمسك بالزي نفسه. والنوعية نفسها، والرتابة نفسها، والمقاييس نفسها، وتسريحة الشعر نفسها، وذلك على مدى سنوات ترأسها لأكبر قوة إقتصادية في القارة العجوز. .
امتدت رئاستها إلى 16 عاماً. لكنها لم تكسر قيود هذه الرتابة إلا بمناسبة واحدة فقط، وهي المناسبة التي شاركت فيها باحتفالات مهرجان الموسيقى السنوي بمدينة بايرويت، حين ارتدت فستاناً عنابياً جميلاً سارت به فوق السجاد الأحمر. .
توالت عليها الأسئلة عن مظهرها النمطي المتكرر، فقالت: (مهمتي هي خدمة الشعب الألماني، وليست تقديم عروض الأزياء)، وكان واضحاً انها لا يعنيها لفت أنظار الناس. بقدر ما يعنيها الالتفات إلى ما تفعله بحكم الواجبات الثقيلة المنوطة بها. .
كانت ترفض الاناقة المفرطة، والازياء الفاخرة، وترفض الظهور بمظهر المرأة الاستعراضية المتبخترة، بل كانت لا تهتم باختيار الألوان، ولا بالتنسيق بين البنطال والسترة، ولا تضع المكياج، ولا تؤمن بالجراحة التجميلية. .
هكذا تربعت على قمة الادارة العليا في بلدها، وهكذا غادرت منصبها، لتعود إلى ممارسة حياتها كأي أمرأة ريفية بسيطة لا تحب البهرجة، ولا تتعالى على غيرها، وظلت تعيش بشقتها الصغيرة وسط العاصمة برلين. تنزل إلى السوق وتختار ما تحتاجه من خضار وطعام، وأحيانا تتحدث مع جيرانها عن الطقس، وكيفية اختيار الازهار، وقص حشيش الحديقة والعناية بها. .
دخلت ميركل معترك السياسة في لحظة فاصلة من تاريخ ألمانيا، وهي سقوط جدار برلين عام 1990 الذي نشأت وترعرعت خلفه. إلى أن استلمت السلطة بعد (كول) لتصبح أول سيدة تتولى رئاسة الحكومة منذ تأسيس ألمانيا ما بعد هتلر عام 1949. .
كانت بملابسها البسيطة أكثر وقاراً وكياسة من نساء الرؤساء والملوك والأمراء. قال لها احد المصورين: أذكر انني التقطت لك صورة بنفس الفستان قبل عشرة أعوام. فضحكت وقالت له: نعم هذا صحيح، فالإنسان يُعرف بجوهره لا بمظهره. ولا يسمو السياسي بلونه، ولا بطوله، ولا بماله، ولا بمظهره، ولا بسلطانه، وانما بسلوكه وحكمته وتفانيه من أجل وطنه. .
مشكلتنا في العالم العربي اننا نعيش مع سياسيين تتغير ميولهم وتوجهاتهم وألوانهم، وتتغير اشكالهم واحجامهم، تماما كما الاميبا Amoeba من حيث الشكل، أو كما الحرباوات من حيث اللون. ولديهم ملامح زئبقية مائعة وبراقة. وقديما قال سيد البلغاء:-
ولا خير في ود امرئ متلونٍ
إذا الريح مالت مال حيث تميلُ
فمن مبادئ السياسة التي نؤمن بها: الثبات على الاهداف والمبادئ، ورفض التلون والتملق والتزلف، ورفض الوقوف على الأبواب بانتظار الاستحواذ على الغنائم. .
منذ سنوات والساحات العربية تصدح باصوات المداحين: (بالروح بالدم نفديك يا زعيم)، بصرف النظر عن نياشين الزعيم وملابسه الحربية وقبضته الفولاذية. لكننا لم نسمع مواطناً ألمانياً واحداً هتف (بالروح بالدم نفديك يا ميركل) على الرغم من بساطتها وتواضعها وعدالتها وحكمتها ومواقفها السياسية الثابتة. وأجمل ما قالته: (لا تعني الحرية أن تتحرر من شيء ما، بل أن تكون حراً في فعل شيء ما). . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الى العالم السفلي
- أسماء عراقية مستوحاة من الطقس
- دين النعمة أم دين النقمة ؟
- ومضة من بريق الصواعق
- أحلام بلا سقوف
- التبرك: ببول البعير وبول البقر
- الحشيشة خيار سياسي
- شتان بين الخليلي وابن الخليل
- هذا الوقت سيمضي
- أنظمتنا تصطنع التهديدات
- متحضرون لكنهم بجلباب طائفي
- الشخصنة: آفة الصراع الشيعي الشيعي
- لازلت متمسكاً بأخلاق القرية
- متى تأكل زوجتك وكيف تأكلها ؟
- ابن تيمية يكتب سيناريوهات الرعب
- فراشة في مستنقع التماسيح
- خطوات رسموا بها خرائط الفشل
- أخطر أنواع الأفيون العربي
- عواصمنا في مرآة الدولار
- دواعش الحقبة الأموية المظلمة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - سترة وبنطال وحذاء مسطح