أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - لازلت متمسكاً بأخلاق القرية














المزيد.....

لازلت متمسكاً بأخلاق القرية


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7550 - 2023 / 3 / 14 - 09:30
المحور: سيرة ذاتية
    


إعتدتُ منذ طفولتي على احترام الناس (كل الناس) بصرف النظر عن هويتهم، وإعتدتُ على نبذ المعايير الطائفية والعرقية والمناطقية واللونية في التعامل معهم، ولا حدود لثقتي بهم وبلا استثناء. من هنا كنت انخدع بسرعة عندما أراهم يلبسون رداء الورع والتقوى، فارفعهم إلى اعلى مراتب التقدير والاحترام، لأني كنت أرى فيهم الاستقامة والكياسة والوقار. .
انا شخصيا نشأت وترعرعت في بيئة فلاحية، وسط القرى والأرياف والمناطق النائية، ثم انتقلت للعمل في عرض البحر لسنوات وسنوات، ولم تكن لديَّ الخبرة في تقييم الناس، فكنت اتصرف بعفوية مطلقة مع الجميع، ولم يخطر ببالي ان اتفرغ لتحليل سلوكهم، أو التشكيك بأفعالهم، أو التعرف على دوافعهم. كلهم في نظري سواسية في الطيبة والتسامح والتواد. حتى جاء اليوم الذي تسلقت فيه السلم الوظيفي نحو المناصب العليا، فكنت مديراً ناجحاً بشهادة الجميع، وكانت مشاريعي كلها تصب في منفعة الناس وتسعى لخدمتهم. لكنني، وبمرور الأيام، تعرضت لصدمات متوالية بسبب عدوانية البعض وتطلعاتهم الانتهازية. وشيئا فشيئا تعاظمت ضراوة الوخزات والطعنات الموجهة ضدي من الناس الذين كنت من اقوى الداعمين لهم. .
لم أكن أصدق توجهاتهم النفعية في بادئ الأمر، ولم أكن ادرك ابعاد خططهم الوصولية، ولا مآربهم الدنيئة. ولا مصالحهم الضيقة. .
ولم تمض بضعة سنوات حتى اكتشفت انني كنت ساذجاً إلى ابعد الحدود، وبخاصة عندما تأكد لي ان بعضهم كانوا يتآمرون ضدي، ويسعون لتشويه صورتي في الوقت الذي كنت اذود عنهم واطالب باسترداد حقوقهم. .
اذكر ان احدهم كلفني بفض النزاع بينه وبين شركاءه، فحزمت أمري وتوجهت مع شقيقه الى المكان المتفق عليه، وحالفني الحظ في الحفاظ على حصته، ولم يخطر ببالي ان شقيقه كان يصورني خلسة في خضم الدفاع عنه. ومرت سنوات بعد ذلك الموقف الذي كنت فيه بطلا مغوارا. ثم ساءت علاقته بهم، وشرع بالهجوم عليهم، لكنه كان يعرض صورتي معهم بقصد ابتزازي والاساءة لي. .
قبل ان اصل إلى الخاتمة تذكرت كلباً تعرفت عليه عن طريق الصدفة. كان يرتجف من شدة البرد، فاشفقت عليه، ووفرت له الدفء والطعام، وكنت اصطحبه معي اثناء ممارسة رياضة المشي. فكان يحرسني، ويتودد لي، ويتقافز امامي بحركاته البهلوانية. لم اعرف اسمه، فاطلقت عليه اسم (واوي) ثم تعرضت للاصابة بالكورونا، ورقدت في البيت تحت العلاج لبضعة اشهر. تعافيت بعدها والحمد لله، وعدت لمزاولة رياضة المشي، وما ان رآني (واوي) حتى قفز من مكانه، وكاد يطير من الفرح. كان (واوي) وفياً مخلصاً لا يعرف الغدر وعلى أتم الاستعداد للتضحية من أجلي. وكان أوفى بكثير من الضباع البشرية الغادرة. فالتاريخ مليء بالأحداث التي أثبتت فيها الكلاب وفائها على خلاف بعض البشر. .
أما أنا فلا زلت مسلحاً بأخلاق القرية لكنني تحررت من قرويتي القديمة. .
اعذروني - فقد اخترت لكم هذه المقالة من كتابي الجديد: (وجوه زئبقية)، وهو تحت الطبع. .
وللحديث بقية. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تأكل زوجتك وكيف تأكلها ؟
- ابن تيمية يكتب سيناريوهات الرعب
- فراشة في مستنقع التماسيح
- خطوات رسموا بها خرائط الفشل
- أخطر أنواع الأفيون العربي
- عواصمنا في مرآة الدولار
- دواعش الحقبة الأموية المظلمة
- مصداقية مراجعنا التاريخية
- ابن تيمية وتناقضه مع أئمة المسلمين
- قصيدة قالها مؤمن فنعتوه بالكفر
- عبث فني أم تحريض طائفي ؟
- هذا بلا أبوك يا عقاب
- أصنام وعبيد وفقهاء التأييد
- غير مسموح لك بتصوير نفسك
- فتاوى منحرفة وخادشة للحياء
- مأجورون تخصصوا بالتضليل
- دولة إسلامية عملتها كاثوليكية ؟!؟
- طعنات تلقيتها من زملائي النواب
- الانجرار وراء بسّام جرار
- حديث القردة الزانية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - لازلت متمسكاً بأخلاق القرية