أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - قصيدة قالها مؤمن فنعتوه بالكفر














المزيد.....

قصيدة قالها مؤمن فنعتوه بالكفر


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 08:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سأضع بين أيديكم بضعة أبيات مقتبسة من قصيدة قالها رجل من قريش قبل الهجرة للتعبير عن حبه لرسول الله، وعن إيمانه برسالته، واترك لكم الحكم على ثباته وقوة ايمانه. وهذه القصيدة ذكرها البخاري بسند صحيح في روايتين: مرة عن عبد الله بن عمر، وأخرى لعبد الله بن دينار. وقال عنها ابن هشام صاحب السيرة: أنها من جزيل الشعر، وقال ابن كثير: أنها بليغة جداً ولا يستطيع أن يقولها إلاّ من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى. ثم رواها
واستشهد بها النحويون والأدباء والمؤرّخون والمفسّرون. .
وهذه هي الابيات المختارة:-
أعوذ برب الناس من كل طاعن
علينا بسوء, أو ملح بباطل
وبالبيتِ رُكنِ البيتِ من بطنِ مكَّة
وباللَّهِ إنَّ اللهَ ليس بغافلِ
وبالحَجَرِ المُسْودِّ إذ يَمْسَحونَهُ
إذا اكْتَنَفوهُ بالضُّحى والأصائلِ
ومَوطِىء إبراهيمَ في الصَخرِ رَطَبة
على قَدميهِ حافياً غيرَ ناعلِ
وأَشواطِ بَينَ المَرْوَتَينِ إلى الصَّفا
وما فيهما من صورة ٍ وتَماثِلِ
ومن حجَّ بيتَ اللَّهِ من كلِّ راكبٍ
ومِن كلِّ ذي نَذْرٍ ومِن كلِّ راجلِ
وبالمَشْعَرِ الأقصى إذا عَمدوا لهُ
إلالٍ إلى مَفْضَى الشِّراج القوابلِ
لقد أنشد هذا الرجل قصيدته بهذه المفردات الايمانية الجزلة، وكان من أقوى المدافعين عن الرسول (ص)، ولم يتخل عنه أبدا، وكان يذود عنه في الحصار الذي فرضه ابو سفيان وجماعته على بني هاشم. فقال في ذلك اليوم:
نصرتُ الرسولَ رسولَ المليكِ
بِبِيضٍ تلألأُ لَمعَ البُروق
أذبُّ وأحمـي رسولَ الإلـهِ
حِمايةَ حـامٍ عليهِ شَفِيـق
لكن الغارقين في رواسب الدولة الاموية، ومستنقعاتها الدموية، والمناصرين لهند بنت عتبه اتفقوا على تكفيره، لأنه عميد الهاشميين، ولأنه عم الرسول، ولأنه جد الحسن والحسين. .
هل عرفتموه ؟، انه: ابو طالب. ولا أدري كيف انطلت أكاذيب وعّاظ السلاطين على الأمة ؟، وكيف وصل بهم الغباء إلى تكفيره، وهو الذي ضحى بكل شيء من أجل الرسالة المحمدية، وكان يحث الرسول على الثبات والصمود بوجه المنافقين. .
من يقرأ لامية (ابو طالب) الآن يشعر بالرهبة أمام عظمة هذا الرجل وبسالته، ويدرك لؤم العداوات الاموية الموروثة ضد آل بيت النبوة الاطهار، فقد شوهوا صورة هذا الرجل العملاق، وذلك على الرغم من تأكيدات البخاري ومسلم وابن هشام. ولازال سفهاء الامة يصرون على ان (ابو طالب) مات على الكفر، وهو الذي أبى خذلان رسول الله، وكفله وظل يرعاه، ودافع عنه بكل ما يستطيع برغم شيخوخته. .
وبصرف النظر عن الاحاديث الملفقة ضده، فان أي عاقل يعيد قراءة اللامية بضمير حي وقلب سليم سيستدل بما لا يقبل الشك والتأويل على ايمان (ابو طالب)، فإنما إيمانه بإحاطة علم الله وعموم مشيئته وشمول قدرته، وربوبيته لكل ما في الكون، وإن كل ما يحدث في الوجود إنما يتم بناء على ترتيب أو تصميم سابق، وتدبير قدير، وتقدير عزيز عليم. وهذا الذي جاءت به القصيدة بكل معانيها ومفرداتها وابعادها البلاغية. . .
وليس أجمل من هذا البيت الذي يستعين فيه بالله الواحد الأحد لدرء وخزات المسيئين والمبغضين :-
أَعوذُ برب الناسِ مِن كُلِّ طاعِنٍ عَلَينا بِسوءٍ أَو مُلِحٍّ بِباطِلِ. وَمِن كاشِحٍ يَسعَى لَنا بِمعيبَةٍ وَمِن مُلحِقٍ في الدينِ ما لَم نُحاوِلِ. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبث فني أم تحريض طائفي ؟
- هذا بلا أبوك يا عقاب
- أصنام وعبيد وفقهاء التأييد
- غير مسموح لك بتصوير نفسك
- فتاوى منحرفة وخادشة للحياء
- مأجورون تخصصوا بالتضليل
- دولة إسلامية عملتها كاثوليكية ؟!؟
- طعنات تلقيتها من زملائي النواب
- الانجرار وراء بسّام جرار
- حديث القردة الزانية
- من ذوي المجرمين
- بوابات فضائية تعرج منها الصواريخ
- بلوغ المآرب في قص الشارب
- التاريخ تكتبه المسلسلات الرمضانية
- إمبراطورية الحروب وتجارة الموت
- بحر جديد يشطر القارة السوداء
- أيهما أولى بالإصلاح والمعالجة ؟
- كرة مريبة تثير مخاوف اليابان
- ملوك وحكّام وسلاطين بالبامبرز
- الحتمية المنطقية تدحض التدليس الفقهي


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - قصيدة قالها مؤمن فنعتوه بالكفر