أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - فراشة في مستنقع التماسيح














المزيد.....

فراشة في مستنقع التماسيح


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 00:06
المحور: سيرة ذاتية
    


استهدفوه لأنه مستقل، ولأنه جاءهم من أقصى القرى الجنوبية الفقيرة، ولأنهم وجدوا في بعض ازلامهم من يعينهم عليه، وينتقم لهم منه. .
كانوا بحاجة إلى ضحية فاكتشفوا انه الأضعف بين الوزراء، والأضعف بين النواب، والأضعف بين أصحاب الأقلام الحرة، ولا يسانده أحد من اللاعبين الأقوياء تحت خيمة السيرك السياسي، بل هم الذين وقع اختيارهم عليه منذ عام 2017، ونسجوا حوله الحكايات المفبركة لتشويه صورته، وتقديمه قرباناً لكل خطاياهم، فكان هو المتهم الدائم الذي تطارده الاحكام ومذكرات القبض. .
ظل أسمه يتصدر الأخبار المرئية في كل الفضائيات وبلا انقطاع على الرغم من تفشي جائحة كورونا، وظل يتصدر عناوين الصحف ومنصات التواصل في الوقت الذي سقطت فيه محافظة ذي قار بيد المتظاهرين، وفي الوقت الذي اقتحم الصدريون البرلمان، فكانت الفضائيات تتحدث عن مساوئه المزعومة، متجاهلة القصف الذي تتعرض له المنطقة الخضراء بالصواريخ. .
كان هو المادة الرئيسة في الأخبار حتى عندما تصاعد العمود الملحي في شط العرب، وحتى عندما تعرض مطار بغداد لهجوم الطائرات المسيرة، وحتى عندما تدهورت اسعار صرف الدولار، وحتى عندما تصاعدت حدة الصراعات السياسية بين التيار والاطار. .
كان هو المادة الاخبارية الثابتة المتكررة من دون ان تكون له أي علاقة في كل الأحداث. ثم تفجرت فضيحة سرقة القرن، واعترف المتهمون بنهب المليارات من أمانات الضريبة، لكن الفضائيات العراقية تجاهلتهم، وواصلت هجومها عليه، وتلتها أحداث داخلية وخارجية شغلت العالم كله في الوقت الذي ظلت فيه وسائل الاعلام تواصل حملاتها التسقيطية ضد هذا المتهم الدائم. .
من المفارقات العجيبة انه في اليوم الذي تحركت فيه قوة ملثمة لالقاء القبض على المفكر (ابراهيم الصميدعي) ظلما وعدوانا، كانت هناك قوة أخرى تبحث عن صاحبنا في الأحياء الفقيرة لكي تودعه السجن عقاباً على الجرائم الوهمية التي ارتكبها. والأغرب من ذلك ان حصانته النيابية لم تشفع له في الافلات من مكائدهم، بل ان بعض زملاءه النواب في الدورتين (الرابعة والخامسة) هم الذين تطوعوا لتحريك الدعاوى الكيدية للنيل منه نزولا عند رغبات اللاعبين الكبار. .
لا أريد ذكر اسمه، فباستطاعتكم التعرف عليه الآن بمجرد النظر إلى الاخبار المرئية على شاشات القنوات المتفننة بنشر ثقافة التفاهة، والمتخصصة باستهداف الشخصيات الوطنية. وتنتظره الآن عشرات الأحكام بالسجن المشدد لأنه كتب هامشا ذات يوم يقول فيه: (موافق وحسب الضوابط والتعليمات) على طلب لتشييد مجمع علمي افتتحه رئيس الوزراء بنفسه بموجب قانون بيع وايجار أملاك الدولة، وأحكام أخرى لانه وافق على انتقال ادارة المحافظة إلى بناية جديدة بعد احتراق بنايتها القديمة، وأحكام أخرى لأنه ارسل مجموعة من البحريين للتدريب في لندن، وارسل مجموعة من الشباب للتدريب على الطيران في اليونان. ولأنه وقف وقفته المشهودة في الذود عن حقوق المتقاعدين القسريين، ولأنه أول المبادرين لتفعيل مشروع إسكان الموظفين الذي تكلل بتوزيع 22000 قطعة أرض في عموم العراق. .
لا شك ان السبب الحقيقي وراء مطاردة هذا الرجل هو رفضه الخضوع لإرادتهم، وعدم استجابته لرغباتهم، ورفضه التعامل مع دكاكينهم الاقتصادية، لكن المؤسف له انه لم يجد من يعينه من ابناء جلدته. ولم يسعفه الذين وقف معهم في احلك الظروف، فاصبح هو المتهم الأول في العراق على الرغم من أمراض الشيخوخة التي بدأت تداهمه وهو بعمر 72 سنة. ولسان حاله يقول:
لم يبقَ عنديَ ما يبتزّهُ الألمُ
حسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثاتِ أسى
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضجُّ دمُ
كانت هذه صورة واقعية لشحنات البغض والكراهية في مستنقع تماسيح المحاصصة. حيث لا مكان بينهم للأحرار، ولا مكان للمبدعين والناجحين. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات رسموا بها خرائط الفشل
- أخطر أنواع الأفيون العربي
- عواصمنا في مرآة الدولار
- دواعش الحقبة الأموية المظلمة
- مصداقية مراجعنا التاريخية
- ابن تيمية وتناقضه مع أئمة المسلمين
- قصيدة قالها مؤمن فنعتوه بالكفر
- عبث فني أم تحريض طائفي ؟
- هذا بلا أبوك يا عقاب
- أصنام وعبيد وفقهاء التأييد
- غير مسموح لك بتصوير نفسك
- فتاوى منحرفة وخادشة للحياء
- مأجورون تخصصوا بالتضليل
- دولة إسلامية عملتها كاثوليكية ؟!؟
- طعنات تلقيتها من زملائي النواب
- الانجرار وراء بسّام جرار
- حديث القردة الزانية
- من ذوي المجرمين
- بوابات فضائية تعرج منها الصواريخ
- بلوغ المآرب في قص الشارب


المزيد.....




- لحظة رفع علم المعارضة السورية فوق مبنى السفارة بموسكو بعد ال ...
- الجيش الإسرائيلي: طائرة مسيرة يُرجح انطلاقها من اليمن استهدف ...
- الإمارات تصدر أول بيان رسمي بعد سقوط نظام بشار الأسد
- فيديو متداول لتفجير سيارة وسط جنين في ظل تصاعد الاشتباكات بي ...
- قرارات اللجوء السياسي لا تتخذ بمعزل عن الرئيس الروسي
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود في جنوب لبنان (صور)
- من اليمن أو العراق.. انفجار في مبنى سكني جنوب تل أبيب بعد س ...
- قيادة المعارضة المسلحة في سوريا تحظر الدخول إلى -قرى الأسد- ...
- المعارضة السورية تكلف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية
- لماذا تهاجم إسرائيل سوريا بعد سقوط الأسد؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - فراشة في مستنقع التماسيح