أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريس الهامس - خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11















المزيد.....

خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ذكريات سجن الشيخ حسن :
قبل تقديم وثيقة قبض ثمن بيع الجولان لابد لي من تسجيل ذكريات صغيرة في سجن الشيخ حسن أثناء اعتقالنا الثاني في هذا العهد في أيار 1968 كما رأينا في الحلقة العاشرة
التقينا في زنزانات الطابق الأرضي بكل من المناضلين الوطنيين : جورج حبش وعلي بوشناق من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبالرفيق والصديق القديم ياسين الحافظ . كانت زنزانتي رقم 9 وبجانبي زنزانة جورج حبش رقم 10 الذي تعرفت عليه لأول مرة وكانت زنزانة الرفيق ياسين قبالة زنزانتى يفصل بينهما ممر بعرض ثلاثة أمتار تقريباّ . وفي الطابق العلوي والغرفة الصغيرة الواقعة خلف باب المعتقل الرئيسى كان اكثر من عشرين معارضاّ وطنياّ من الجبهة التي كانت تضم الناصريين والإشتراكيين العرب والبعث القومي والعمال الثوري . أذكر منهم السادة : خليل كلاّس – عبد الغني قنوت – أجمد الخالد – زاهي القائد – سركيس سركيس – جمال الأتاسي .. وغيرهم
كان وجود ياسين وجورج وعلي ممتعا في الزنزانات الأرضية . كنا نتبادل الأحاديث والشجون والحوارات والنكات مادام الباب الخارجي والحراس غافلون وكان ضحكات المرحوم ياسين ونكات المرحوم علي تنسينا اّلام السجن وتخترق الأبواب والسلاسل الحديدية
كما أذكر بعد أيام قليلة ذهب الرفيق جورج حبش للزيارة المعتادة التي كانت تتم في مركز الشعبة السياسية في مدخل حي الشيخ محيي الدين – ولم يعد وفي المساء اقتحم مدير السجن وجلاديه الزنزانة رقم عشرة وحملوا كل مافيها من أمتعة وهم يبربرون ويشتمون ويضربون سياطهم على الجدران والباب الحديدي كالمعتوهين الفارين للتو من مستشفى الأمراض العقلية ..... علمنا في اليوم التالي أن رفاقه اعترضوا السيارة التي تنقله من السجن إلى الشعبة السياسية للزيارة الخاصة وهم يرتدون ملابس الشرطة العسكرية وأنقذوه من بين حرّاسه دون إطلاق رصاصة واحدة وفروا به إلى لبنان ....كانت عملية بطولية بكل المقاييس ..
بعد اعتقالنا نشرت صحيفة النهار نبأ اعتقالنا تحت عنوان ( شيوعيون في السلطة وشيوعيون في السجن )
يوم إطلاق سراحنا جاء ضابط من الأمن السياسي بعد إطلاق سراح الرفاق الاّخرين من باب السجن مباشرة . واصطحبني بسيارته دون أن يقول إلى أين ؟ سألته إلى المزة .؟ قال لا لا طوّل بالك ..انتهى الكلام متوقعاّ الأسوأ عبرنا شارع بغداد إلى مبنى وسجن الأمن قبالة مستشفى دار الشفاء القريب من حيينا ... فتح لي الباب قائلاّ تفضل ستقابل العقيد الجندي سار بجانبي مع اثتين من الحرّاس إلى الطابق الثاني على ما أذكر – إلى غرفة كتب على بابها – معاون القائد العام – رحب بي وكان شاباّ من السلمية التقيت به في قاعة المحامين بعد عدة سنوات مرة واحدة ذكرني بذلك اللقاء ... المهم أدخلني للقاء قائد قوى الأمن الداخلي عبد الكريم الجندي . الذي كان يرعب الناس من قصص التعذيب الوحشي التي كان يمارسها ضد المعتقلين ... حاول الظهور بمظهر المحاور الديمقراطي ضمن تيار فكري واحد مختلف على التفاصيل فيه... بعد أن طلب لي القهوة واعتذرت بحجة منعها طبياّ قال : منين طلعتوا لنا أنتم شو نحن رجعيون ..؟ نحن ماركسيون أكثر منكم . ثم رفع بيده البيان الذي أصدرناه بمناسبة عيد أول أيار قائلا : تتهموننا بتسليم الجولان دون قتال ... نحن سلمنا الجولان شوبدكم إنتوا وغيركم .. ونحن حاكمين بالدبابة والمدفع كما تقولون اللي عندو دبابة ومدفع يتفضل ياخذ الحكم منا .... كنت أجابهه بابتسامة سخرية وحزن على أولئك الشبان المتهورين الذين أعمتهم السلطة . ثم قال : هذا هوزعيمكم بكداش يتعاون معنا وقد عينا له وزيرين في الوزارة الجديدة . تفضلوا تعاونوا معنا وخذو الوزارة التي تريدونها ... خرجت عن صمتي قائلاّ: نحن لانناضل من أجل المناصب والوزارات . أما بكداش ليس زعيمنا ولايمثل سوى مكتب دعاية وسمسرة لأسياده في موسكو ... نحن مع أي حكم وطني ديمقراطي منتخب من الشعب ويحاكم الذين فرّطوا بالجولان وسلموه للعدو ... لاأعلم كيف شعرت ساعة ذكر الجولان أمامه بأنه حزين و راض على ما جاء في بياننا حول ضرورة محاكمة جميع المسوْولين عن كارثة الكارثة ,- الأمر الذي شجعني على القول له : يا أخ أبوحسين بناء الإشتراكية من مقدماته الأولية العودة للجاهير الكادحة والوطنية التي تربينا في أحضانها - التي يهمشها العسكر اليوم – وهي وحدها صاحبة المصلحة الحياتية في حماية الوطن وأي توجه نحو الإشتراكية الحقيقية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية الشعبية ... هز برأسه ودعا مرافقه قائلاّ : أوصله إلى منزله . شكرته قائلا منزلنا قريب من هنا لاحاجة لذلك
هكذا عدت إلى منزلي وأنا أفكر بموقف هذاالإنسان الذي حيكت حول طغيانه وتعذيبه وشراسته مئات القصص والأمثلة الحية على ضحايا التعذيب في عهده – التي تعتبر نزهة – أمام همجية النظام الأسدي وإبادته الجماعية وتعذيبه حتى الموت لاّلاف المفقودين أو المشوهين والمعوقين
مضى أقل من تسعة أشهر على هذه المقابلة التاريخية مع عبد الكريم الجندي حين أعلن نبأ اغتياله مع سائقه بتاريخ 2 / 3 / 1869. وبعد اسبوع أو أسبوعين اغتيلت زوجته ( كانت إبنة عمه ) بدس السم لها في الطعام أو القهوة كما عرف يومها بين الناس واقتحم زبانية حافظ ورفعت المنزل وصادروا جميع وثائقه وملفاته الخاصة وفيها ملف الجولان ودور الأخوين الأسد في بيعه في سوق النخاسة الصهيوني ....هذا ما أكدته المصادر البعثية الشريفة التي كانت مقربة منه ومن القيادة السياسية ...والتي كانت تربطنا علاقات صداقة ونضال مشترك عبر نضال طويل وخصوصاّ اليساريين الصادقين منهم قبل الثامن من اّذار وبعده حتى تصفيتهم نهائياّ بعد انقلاب الأسد الأسود ... كما قيل إن العقيد الجندي كان يطالب بعزل الأسد وشقيقه ومحاكمتهما بأدلة ووثائق كانت بيده موْكدة الفعل الجرمي الكبير الذي لايزال شعبنا السوري بل كل العرب والمشرق العربي خصوصاّ يعيشون نتائج مأساة وكارثة وخيانة حرب حزيران 67 مع الأسف .... لكن بعد فوات الأوان ورفض القيادة السياسية مع الأسف .....بينما الإنقلاب الأسدي المبرمج أنكلو أمريكياّ كان يطبخ على نار هادئة في لندن وواشنطن وتل أبيب ...؟ بعد ماتقد م برزت موْخراّ وثيقة هامة ورئيسية ظلت طي الكتمان عدة عقود حجبها الرعب والإرهاب والإستبداد المزمن المسيطر على المجتمع العربي . لابد لنا من تقديمها للقراء الكرام وشعبنا المضطهد ...
وردت في كتاب بعنوان : ( عرفت السادات – للدكتور محمود جامع ) الموْلف الطبيب الخاص للسادات وصديقه المقرّب . وجاءت في هذا الكتاب جملة غير مكتملة يكتنفها الغموض وهي : ( أفشى الرئيس السادات لي بسر خطير يتعلق بالجولان السوري ) لم يكمل الشرح ورفض البوح عن السر الخطير رغم محاولات بعض الصحفيين
أخيراّ تخلى الدكتورجامع عن الصمت وباح بالسر لصحيفة الوفد المصرية تاريخ 17 / اّب / 2006حين قال : ( إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لإسرائيل في صفقة بينها وبين وزير دفاع النظام السوري في ذلك الوقت ) إتصلت العربية نت بالدكتور محمود جامع الذي يقيم حالياّ في طنطا ( 90 كم شمال القاهرة ) لتسأله عن القصة التي حدثه عنها السادات عام 1969 فأجاب : ( ماقلته صحيح وموْكد . لقد وضع السادات يده على كتفي وحكى لي عن تلك الصفقة التي أخبره عنها الرئيس عبد الناصر وتخلى بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب حزيران 1967 واستغرب جامع عدم تسريب القيادة المصرية في عهد السادات لهذا السر الخطير رغم تعرض العلاقات لعواصف بين الدولتين . ) ثم تابع قائلاّ :
( لقد سمعت هذه القصة من السادات وهو يكاد يبكي لأنه كان يرى إن سقوط الجولان في أيدي القوات الإسرائيلية لم يكن بالأمر السهل لولا تعليمات صدرت للجيش بالإنسحاب فوراّ حتى لاتتم محاصرتهم من الإسرائيليين . والغريب أن هذه التعليمات بثتها الإذاعة السورية _ وقال لي السادات : إن الجيش السوري انسحب بسرعة ....بعد أن تم إبرام الصفقة بواسطة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي كان وزيراّ للدفاع يومها وقبض الثمن الذي وضع له بحساب خاص في سويسرا .) ورداّ على سوْال : ماهو الدور الذي قام به بالضبط رفعت الأسد فقال الدكتور جامع : هو الذي قام بالإتصال بالموساد الإسرائيلي بالإتفاق مع شقيقه حافظ وأبرم صفقة التخلي عن الجولان _ انتهى )
نكتفي بهذا القدرمن الأدلة الدامغة ليرى الغيارى من أبناء شعبنا ومن أحرار العالم أي نظام ابتلينا به وبطغيانه
نظام يعيش نقطة الدم والجريمة المستمرة يخشى من زقزقة العصافير على نوافذ الوطن يخشى من الكلمة بعد اغتياله العقل البشري والحوار الإنسان ليعيش في كهوف القرون الوسطي لايعرف المدنية ولايسمع بها لهذا ولهذا كله حجب موقع الحوار المتمدن عن أعين وقلوب شعبنا المتعطش للحوار والمدنية واحترام الرأي الآّخر المحروم منها منذ عقود ..... الخزي والعار للنظام الأسدي عدو الكلمة الحرة والإنسان والمجد والكرامة للحوار المتمدن
لاهاي - 20 / 10



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن - 10
- خيانة حزيران 1967 - 9
- خيانة حزيران 1967 - 8
- نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
- نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
- نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
- الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
- الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
- المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
- هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
- هوفو شافيز .. أهلاّ بك في سورية الشعب لافي قصور الطغاة . -1. ...
- أحلام الطغاة .. وحصاد المعركة
- الرقص على الأشلاء وتزوير التاريخ ...؟
- دعوا صلاح الدين مستقيماّ في ضريحه .ولاتشوهوا ثورات الشعوب ال ...
- تحية وإكبار وانتصار لشعب لبنان العظيم
- صراع الاّلهة ..على أشلاء لبنان الذبيح
- إلى متى يدفع لبنان ضريبة حروب الاّخرين على أرضه .. ؟
- وطن مستباح بين الصهاينة اليهود والصهاينة العرب .
- خيانة حزيران 1967 - 7 ... لئلا يشلّ أعداء الوطن والإنسان ذاك ...
- وداعا نخلة النيل الخالدة .. نبيل الهلالي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريس الهامس - خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11