أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريس الهامس - الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -














المزيد.....

الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحجّاج . والديكتاتور الصغير .. والكوانين ....؟ 1 -
أبى واضعو البرامج التربوية العربية في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي إلا أن يضعوا خطبة الحجّاج بن يوسف الثقفي في العراق في مقدمة نصوص الأدب العربي والبلاغة العربية لتربية أجيال المستقبل الواعدة ببناء مستقبل حر وديمقراطي للإنسان العربي الرازح تحت نير طغيان السلطة المقدسة ممثلة السماء على الأرض إلى جانب المقدس الديني المرتبط عضوياّ بالطائفي والعشائري الحامل الرئيسي للسلطة الباغية أوالطاغية . ...
لذلك رأينا ضرورة نشر بعض مما جاء في خطبة الحجّاج العصماء تلك ...؟
بعدأن عيّن عبد الملك بن مروان الحجّاج والياّ على العراق. اعتمّ بعما مته ودخل الكوفة على رأس جيشه
وجعل ينادي للصلاة الجامعة في مسجد المدينة . وصعد المنبر متلثماّ ، متنكباّ قوسه فجلس واضعاّ إبهامه في فمه ... ثم دخل محمد بن عمير الدارمي مع أنصاره . فلما رأى الحجّاج جالسا على المنبر لايجنّب (1) ولا ينطق قال : لعن الله بني أمية حين يوّلون العراق مثل هذا . لقد ضيّعوا العراق حيث يكون مثل هذا عليها ...
قال المسعودي : فلما غصّ المسجد بأهله حسر الحجّاج اللثام عن وجهه ثم قام ونحّى العمامة عن رأسه فوالله ما حمد الله ولا صلّى على نبيه وكان أول ما بدأهم به أن قال : ( من الوافر )
أنا إبن جلا وطلاّع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
إني والله لأرى أبصاراّ طامحة وأعناقاّ متطاولة وروْوساّ قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها . كأني أنظر إلى الدماء ترقرقت بين العمائم واللحى . ثم أنشد /، الرجز /
هذا أوان الحرب فاشتدي زيم قد لفّها الليل بسوّاق حطم ( 2)
ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزّار على ظهر وضم ( 3)
.... إن أمير الموْمنين نثر كنانته (4) فوجدني أمرّها طعماّ وأحدها سناناّ وأقواها قداحاّ فإن تستقيموا تستقم لكم الأمور .... ثم قال : يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ...الخ والله ما أغمز كتغماز التين ولا يقعقع لي بالشنان (5) ولقد فررت عن ذكاء ، وفتشت عن تجربة ، والله لألحونكم لحو العود . ولأعصبنكم عصب السلمة (6)ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل . ولأقرعنكم قرع المروة ( 7)
لسنا هنا بصدد كتابة تاريخ هذا السفاح المعتمد من الخليفة لقتل الناس وتدمير الأوطان وجباية المال والغنائم بما فيه الجواري والعبيد وسوقها قطعاناّ بشرية إلى أسواق النخاسة في الإمبراطورية التي لم ير العالم أعدل منها ولارأى أرحم من فتوحاتها – كما يزعم الظلاميون حتى اليوم – حيث يسوقون الشبان إلى حروب لحساب هذا الطاغية أو ذاك وهذا الكرسي أو ذاك كما فعل الحجاج وأمثاله الكثر في تاريخنا القديم والحديث ....
ولنعد إلى الحجاج لنرى ما إرتكب وماهو مصيره في النهاية ليكون عظة لطغاة العصر
لم يتوان الحجاج عن هدم الكعبة وضربها بالمنجنيق لاعتقال عبدالله بن الزبير الذي رفض مبايعة عبد الملك في دمشق . وصلبه على باب الكعبة لمدة شهرين تنهش جثته الكواسر . كما دمر المدينة التي رفضت البيعة أيضاّ
وحملت إلينا المصادر التاريخية أرقاماّ مذهلة لضحايا هذا السفّاح وحده لعل أصدقها ما أورده المسعودي قي موسوعته ( مروج الذهب ومعادن الجوهر ) الجزء الثالث ص 204 فيما يلي :
تحت عنوان : - موت الحجّاج - ( مات الحجاج وهو ابن أربع وخمسين سنة بواسط في العراق وكان تأمره على الناس عشرين سنة , وأحصى من قتله صبراّ – عدا من قتل في عساكره وحروبه – فوجد مئة وعشرين ألفاّ ، ومات في حبسه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف إمرأة منهن ستة عشر ألفاّ مجرّدة ( المجردة التي نزع شعرها – نفس المصدر ) وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد . ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء وكان له غير ذلك من العذاب والتعذيب ما أتينا على وصفه في الكتاب الأوسط وقيل .. أنه سمع ضجة فقال ما هذا ..؟ فقيل له : المحبوسون يضجون ويستغيثون ويشكون لما هم فيه من بلاء فالتفت إلى ناحيتهم مردداّ الاّية 108 من سورة الموْ منين – إخسأوا فيها ولا تتكلمون –
أما الفصل الأخير من حياته فلم تنفعه خدماته وإجرامه في الإبادة الجماعية والإغتيالات والسلب والنهب خدمة للخليفة وأتباعه فأصبح أضحوكة أمام الناس ومنهم هند بنت النعمان – ملك الحيرة – وقصتها معه التي تحتاج لفصل خاص لامجال له هنا _ ونتيجة جشعه ونهمه في الطعام أصيب في انتفاخ في بطنه ونوبات من الألم والعذاب وورد في أخبار الزمان وفتوح البدان للبلاذري . أن الحجاج هلك بأكلة في بطنه وأصيب بالزمهرير وكانت ( الكوانين )أي المواقد الملأى بالنار تحيط به من كل جانب وتدنى منه حتى تكاد تحرق جلده وهو لايحس بها ولا يشعر بالدفء ... وقد رجا الإمام الحسن ا لبصري أن يطلب الغفران له : فأجابه : لقد نهيتك ألا تتعرض إلى الناس الصالحين فلم تسمع .. فقال له : يا حسن لاأسألك أن تطلب من الله أن يفرّج عني ولكن أن يعجل في قبض روحي ولا يطيل عذابي ) توفي بعد عذاب طويل تخلى عنه أسياده وفرح المظلومون وزغردوا لخلاصهم من ظلمه .. مات بواسط التي بناها ودفن فيها .. ثم أخفي أثر قبره لكي لايتعرف عليه الناس وأهالي الضحايا
ولم يبق من أثره سوى ماكتبه الموْرخون أو كتاب السلاطين في الماضي الظلامي الذي لايزال يدغدغ أحلام الطغاة الجدد الذين مازالوا يعتقدون أن الأرض واقفة على قرن ثور لاتدور ... لذلك يستولدون كل يوم من أنظمة الإستبداد والعبودية حجّاجاّ جديداّ بقبعة حديثة ,,,,,,, لعل الديكتاتور الصغير في سورية اّخر اللقاح الحجّأجي في عصر التحرّر ______ يتنبع
هوامش – 1 – لايجنب : أي لايلتفت يمينا لأأو يسارا ,
2 – حطم : بكسر الطاء , أي الراعي الظالم – زيم : قطيع الإبل الغير . 3 – الوضم : الخشبة التي يقطع عليها الجزّار اللحم .
4 - الكنانة تعني السهام . 5 – الشنان : القربة الفارغة . 6 – أعصبنّكم عصبة السلمة : أي أ؛زمكم كالشجر المعدّ للنار . 7 – أقرعنّكم : أضرب بعضكم ببعض – المرو يعني حجر الصوّان تقدح منه النار .



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
- هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
- هوفو شافيز .. أهلاّ بك في سورية الشعب لافي قصور الطغاة . -1. ...
- أحلام الطغاة .. وحصاد المعركة
- الرقص على الأشلاء وتزوير التاريخ ...؟
- دعوا صلاح الدين مستقيماّ في ضريحه .ولاتشوهوا ثورات الشعوب ال ...
- تحية وإكبار وانتصار لشعب لبنان العظيم
- صراع الاّلهة ..على أشلاء لبنان الذبيح
- إلى متى يدفع لبنان ضريبة حروب الاّخرين على أرضه .. ؟
- وطن مستباح بين الصهاينة اليهود والصهاينة العرب .
- خيانة حزيران 1967 - 7 ... لئلا يشلّ أعداء الوطن والإنسان ذاك ...
- وداعا نخلة النيل الخالدة .. نبيل الهلالي
- خيانة حزيران 1967 .. اليوم الأسود - 6
- خيانة حزيران 1967 .. اليوم الأسود - 5
- خيانة حزيران 1967 - 4
- خيانة حزيران 1967 ...- 3
- خيانة حزيران 1967 - 2
- خيانة حزيران 1967 .. التى أسموها انتصاراّ... ؟
- النظام والمعارضة في سورية ... وتهافت التهافت ..؟؟؟
- سورية الأسيرة .. والعسكرة الطائفية .. 2


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريس الهامس - الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -