أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - مداخلـــة الـــشاعرة راغـــدة عســـاف زيــن الدين كتاب - جدار الصّمت - دينا سليم حنحن














المزيد.....

مداخلـــة الـــشاعرة راغـــدة عســـاف زيــن الدين كتاب - جدار الصّمت - دينا سليم حنحن


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


مداخلـــة الـــشاعرة راغـــدة عســـاف زيــن الدين
كتاب " جدار الصّمت " دينا سليم حنحن

دينا سليم حنحن كاتبة فلسطينية أنجزت العديد من الروايات، وأبحرت فيها بكل مشاعرها، وبكل فوضى حواسها ويقين إيمانها، من بلاد الحجارة جاءت إلى بلاد الحضارة، واستقرت على شواطئ الحب والأمان في أجمل المدن الأسترالية "بريزبن".
لقد استطاعت دينا بتمتعها بالثقافتين، أن تبني جسورًا وأن تجعل من القارئ محللاً، ومعلمًا، وتلميذًا في آنٍ واحد .
دينا كم أنا سعيدة اليوم باختيارك لي، واختياري رواية "جدار الصمت" لتكون محورنا في هذا اللقاء.
جدار الصمت .... صمتك الذي أغدقتِ به علينا، فرقَّت به مشاعرنا وذابت معه أحجار قلوبنا، جدار صمتك الذي قررتِ، بعد سنوات طويلة من الألم، أن تلقيه على الأوراق، لتنبض الصفحات وكأنها من دمٍ ولحمٍ، مكتوب بلوعة أم منكوبة، وزوجة مقهورة.
دينا، لهذا البوح، لهذا العناء، لهذه الشجاعة، لهذه العزيمة، لهذا البقاء، لهذه الأم المحاربة، أقدم جلَّ تقديري وإحترامي لكِ .
لقد دونتِ مأساة إنسانية، وأخذتِنا بها معك إلى محطات مليئة بالعذاب والمعاناة، وكأنك بذلك تجعلين منها وثيقة اعتراف، لكل امرأة اختارت الصمت، وانطلق صمتها صراخًا، فوق سطورك، وما بين السطور أيضاً. لقد قال الكاتب الفرنسي رولات بارت: تبدأ الكتابة في اللحظة التي نتوقف فيها عن الكلام، وهذا ما قمتِ به، بعد صراخ دامٍ أدمى روحك لعقود قاسية، وطويلة من الزمان .
تقولين دينا: " وما زلت أتسائل، كيف يمكن لذكر جاهل وغبي، أن يقود عائلة مكونة من أرواح وعقول، ونتسائل جميعا، لماذا الجهل منتشر في الأمم حتى في زمن النت والآي باد، أتمنى أن نعيد حساباتنا جيدا، وأن نعيد تأهيل الذكر أولاً قبل فوات الأوان، هذا إن لم يكن قد فات الأوان، ومنح الفرصة للأم، لأنها هي التي تمضي مع أبنائها جلَّ الوقت، لنمنحها الثقة، ولتخرج إلى العالم لكي تؤهل جيلاً آخر أكثر ثقافة "، كم هذه الرسالة هامة وكيف لو طُبقت، أكيد سيكون لها تأثيرا كبيرا في تغيير، وتطوير المجتمعات، وخصوصاً العربية منها .
تأخذينا دينا أيضاً إلى التعرف على العلاقة مع الآخر، ومدى قدرته على التأثير في توجيه دفَّة حياتنا والتحكم بمصائرنا، وتتناولين الجانب القسري من هذه العلاقة، قسوة الصراع مع الآخر حينما يجد لنفسه المبرر لإستباحة حياتنا وخصوصيتا.
قلتِ : طالبوني بنسيان الماضي، والمضي في طريقي دون الالتفاف إلى الخلف .
قلتِ : اشتقتُ إليك بني اشتقت لك يا ولدي .
قلتِ : يا له من قدر تفوح منه رائحة العذاب، الألم قوة، يعانقك، لا تعانقه، لكن إن لم يعتقك عانقه، الألم صدفة، وشاحها أسود وحضنها لحن حزين .... حاربه".
قلتِ : زهور ذابلة في مدخل الفيلا التي أقمت بها في فلسطين، تلك المتروكة، لم تكتشفها يد مقلِّم، أو قلب رئيف من بعدي، تلك الحزينة التي طرق الشتاء بابها وأحرقها الصيف بناره، لقد كان حارس الدار ذكيا، حمل دلو الماء ووقف جانبها يوهمني أنه أسقاها، لقد ادخر الماء لأشياء أخرى هذا الكسول، هذا الخائن والخونة كثر، لم يعلم أنني أتقن لغة التربة، التربة لغة الحياة، لقد تركتُ الزهور حزينة هناك، وعدت من بعده إلى الحيوات .
قلت ِ : تلاشى الضوء من صباحك وسقطت النداءات من بعدك، هلَّ أدركك صمتي ؟
قلتِ : يا أيها الشرس الجميل لقد قتلتني مرتين ".
وماذا نستطيع أن نقول من بعدكِ؟
دينا الكاتبة الثائرة، دينا الكاتبة المتمردة، لقد أدخلتنا عوالم الحب والمحبين، وأدخلتنا سراديب المجتمعات المظلمة، وأنرتِ لنا جوانب مخفية، أدخلتنا مضيق الصبر والإيمان، وخرجنا بسيرتك السردية الشجاعة والكريمة، إلى ضفاف الفرج.
منك نستمد معنى الأمل والإرادة، ونعلم بأن الجميل لا بد أن يلقى الجمال، وهذا السلام الذي تنعمين به، أنت والبنات الجميلات والحفيدتان، نعمة الخالق لأرواح تشظت وتشتتت وتألمت، ثم استحقت الحياة .
"جدار الصمت" طبعة أولى دار الجندي القدس.
طبعة ثانية، دار كيوان – سوريا.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية - ضيعة القوارير -
- إصداران جديدان
- التشريح السِّيرْذاتي قراءة في رواية -نارة- لـدينا سليم حنحن
- في قهوة ع المفرق
- من حكايا النكبة - أفدوكية.
- د. جوزيف يوسف سليم حنحن، عطاءات مُشَرِّفَة.
- عادات سيئة
- مذكرات مهاجرة - البحث عن الذات
- زكي غطّاس ومازل - قصّة عشق
- مشهد الساندويتش
- قراءة متأنية في رواية - ضيعة القوارير-
- لن أنسى
- طردتها العجوز من كوخها
- الاعلان عن اصدار جديد
- ريشة الغراب
- النمل نديمي
- طوقتني العقارب
- نهر توود - أستراليا
- البحث عن مفقودين
- مسرح الخيالة - الفرسان في بئر السبع


المزيد.....




- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - مداخلـــة الـــشاعرة راغـــدة عســـاف زيــن الدين كتاب - جدار الصّمت - دينا سليم حنحن