أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ريشة الغراب














المزيد.....

ريشة الغراب


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


ملحمة الحُب والكراهية
ريـشة الــغُراب
دينا سليم حنحن - أستراليا.

أخبرتني امرأة أصلها من جزيرة ساموا(1)، بأنَّ ريشة الغراب صدقة إلهية، يتركها في مكان مميّز، يمشي خطواته ملكًا، ثم يطير، ينتظر ويراقبها من مكان قريب.
وقالوا، الغراب خراب!
سقطت ريشة الغراب، استرخت على المعشب في حديقتي، مازج الأسود الأخضر .
احتار البلبل، انتظر من يُعينه على حملها ليبني بها عشًا، وانتظر على غصن قريب.
ترَدّدتُ واحترتُ، تركتها، قلت لتأخذها الريح، أو ربما يعود الغراب ويلتقطها، يحتفظ بها لنفسه، أو يأتي من يساعد البلبل في حملها.
سرق المشهد منّي نهارًا من التفكير، واشتدّ بي السّهاد ليلًا.
اعتملت المشاعر داخل عقلي الشّرقي، وما تحمله من معتقدات عتيقة ومعتّقة، خطوتُ نحو المعشب وأردتُ التقاط الريشة ورميها في الحاوية، صدّت عقلي أفكارًا متبنّاة شبه أسترالية، يتفاءل الشعب الأسترالي في الغربان، وتذكّرت ما قالته لي المرأة التي جاءت من جزيرة قارية، قلتُ، هي علامة حظّ إذا، أصبحتُ محظوظة أخيرًا، لاستعدّ إذا من الآن وصاعدًا في التقاط الريشات، جميل أن نتفاءل، وعدتُ أدراجي.
مضى نهار آخر، انسابت خطواتي بحذر، خطوتُ نحو الريشة مثل لصّة، مددتُ أناملي نحوها، ارتجفتُ برهتين ثم حملتها، تفحّصتها مرتين، لكن سرعان ما ندمتُ على فعلتي، أعدتها إلى مكانها، تركتها تتجلّى على المعشب وابتعدت، استنشقتُ بعض الهواء، وتفقدتُ موبايلي الصّامت.
في اليوم التالي
أجزم أن شيئًا ما هزّ كياني، لاح وجه من الماضي، ظهر في مشاهد كثيرة أردتُ نسيانها، كرّت أمامي جميع الصّور الأليمة واستفاقت الذكريات، تشاءمتُ، وخشيتُ أن يترك الغراب المزيد من ريشاته، يكفيني اسودادًا، قلتُ، حينها نصبتُ مشنقة للريشة، وقبضتُ عليها، ارتجفت أناملي، غمرتني طباعي الشّرقية حتى النخاع، رميتُ وجه الماضي في الحاوية وأغلقتُ عليه، عدتُ أدراجي منتشية على فعلتي المعيبة، تفقدتُ هاتفي مجدّدًا، ما زال صامتًا، الحمد لله، لم يهتف مناديًا باسم أريد نسيانه، أظن أنّني تخلصتُ منه أخيرًا، وبقي الغراب التعيس يراقبني من بعيد!
عدتُ مجدّدًا إلى طباعي الشّرقية، أحارب الحاضر بالماضي، كمن يحارب الخير بالشرّ!.
(1) جزر ساموا: أرخبيل، جنوب وسط المحيط الهادئ، يقيم الرعايا في أستراليا ويتحدثون لغة سامو، لهم معتقدات وطقوس طريفة، أقدم دليل معروف على النشاط البشري في جزر ساموا يعود إلى حوالي 1050 ق.م.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمل نديمي
- طوقتني العقارب
- نهر توود - أستراليا
- البحث عن مفقودين
- مسرح الخيالة - الفرسان في بئر السبع
- استفزاز
- أكيد الديك أخرس
- الهزهزة الخالدة وفيضانات بريزبن / أستراليا 2022
- مداخلة الشاعرة راغدة عساف زين الدين كتاب - جدار الصّمت - دين ...
- الهومليس يعرفون العشق أيضا
- - ربيع المسافات- ودينا سليم حنحن
- أمات شجرة ممتلئة حياة
- أشجار أسترالية مُدرجة في قائمة التراث الوطني.
- تأسيس أفقي للبحث عن هوية دينا سليم حنحن في سادينا
- للصمت جدار من ذكريات
- الكاسرولا
- صورة اليهود في رواية -قلوب لمدن قلقة- دينا سليم حنحن
- ليتنفس القلم
- جواز سفري غراب
- أواجه حروبًا شرسة مع -طائر الجزار الرمادي-.


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ريشة الغراب