أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نانسي كايزن - صورة المرأة في المسرح (من منظور الكتابات الذكورية)















المزيد.....

صورة المرأة في المسرح (من منظور الكتابات الذكورية)


نانسي كايزن
د نانسي كايزن دكتوراه في فلسفة الفنون

(Dr Nancy Mohammed Aly)


الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 16:31
المحور: الادب والفن
    


صورة المرأة  في المسرح
- من منظور الكتابات الذكورية
ظل دخول النساء إلى عالم المسرح مرفوضاً، إلا أن تطوراً مهماً حدث في القرن السابع عشر في أوروبا، الأوبرا (المسرح الغنائي)، وهنا كان من الصعب التخلي عن الصوت الأنثوي؛ لكن الفرحة لم تكتمل، ففي محاولة لإبقاء السيطرة على المرأة، رفضت الكنيسة الغناء الأوبرالي الأنثوي، اعتقاداً أن مشاركة المرأة في المسرح تقلل من عفتها، لذلك استُبدل بأصوات النساء أصوات الكاستراتي- Castrati الذكورية، التي تشبه نبرة الصوت الأنثوي.وخلال النصف الأخير من القرن السابع عشر، ظهرت كاتبات مسرحيات محترفات في أوروبا؛ منهن “أفرا بن” و”سوزانا سينتليفري”، اللواتي طرحن من خلال مسرحياتهن موضوعات مثيرة للجدل تخص المرأة، على سبيل المثال عبرت “أفرا بن” عن ازدرائها من الزواج القسري من خلال بعض أعمالها المسرحية
ويبدو  أن لرأي أرسطو في المرأة  صدي في كتابات الرجال المسرحية  ، حيث قال    
             ((  المرأة مخلوق حقير ))
كم استوقفتني عبارة أرسطو الغريبة هذه ؛  لذلك بحثت   في  صورة المرأة في نصوص  كتاب المسرح عبر العصور منذ نشأة المسرح ، حتي العصر الحديث والمعاصر  ؛. علي أمل  في  بطلان رأي أرسطو في المرأة .  ولاتساع مرجعيات المسرح العالمي منذ  مسرح  قدماء المصرييين مرورا بالمسرح اليوناني فمسرح عصر النهضة وصولا إلي المسرح المعاصر ؛؟ فقد التزمت باختيار نموذج أو نموذجين تمثلان صورة المرأة في العصور المسرحية  - من منظور  الكتابة الذكورية - بما لها من إيجابيات وسلبيات  .
صورة المرأة في المسرح القديم
- إيزيس في  مسرحية(  إنتصار حورس ):-
- محاكاتها رمزا  معاصرا  معادلا لثقافة التمريض السياسي - بعد هزيمة يونيو ٦٧ -  استلهاما في مسرحية إيزيس توفيق الحكيم بإخراج كرم مطاوع  تمثيل سهير المرشدي ومحمود ياسين  ، استلهاما عبر خطاب حاضا علي  نهوض مصر من كبوتها ولم  شتات قوتها الممزقة وتهيئة جيشها لمواجهة ( ست : عدوها المعاصر الأثيم )
من المسرح اليوناني :  ثورة المرأة  براكساجورة :-                   السياسي  في مسرحية ( برلمان النساء )   عند أرستوفانيس رائد الكوميديا  هي الشخصية القناع التي تخفي وراءها   لإظهار أعضاء البرلمان والسياسيين الرجال فاشلين فاسدين بعد أن هزم جيش إيثاكي في حكمهم من جيش ( إسبرطة) مرتين هزم في المعركة البحرية وهزم في المعركة البرية وجرف الإسبرطيون أراضيه حتي لاتصلح للزراعة  ، لذلك لابد من إستبدالهم بالنساء أعضاء لبرلمان حكم ( إيثاكي ) بقيادة براكساجوره  الثائرة الانقلابية و النساء اللواتي احتللن البرلمان ووضعن دستورا  ونظام مشاعي يؤمم  الملكية  الخاصة وقوانين نسوية  تعطي النساء حقوق السيادة علي الرجال  .                                        
* وقد عارضها توفيق الحكيم  عصريا بمسرحية ( براكسا ومشكلة الحكم )
- المرأة المعارضة السياسية:
- رسم سوفوكليس شخصية ( أنتيجوني ) نموذجا للمرأة المعارضة السياسية لتسلط الحاكم  و لجبروت استبداده ، منتصرة  للشعيرة الدينية ( من التراب إلي التراب)  أمام  قرار  خالها الحاكم  المستبد (كريون ) الذي أصدر قرارا بتحريم دفن جثة أخيها اتيوكلس ، ودفن جثة أخيها بولينيوس  بعد أن قتل كل منهما الآخر في مبارزةً باعتبارهما قائدي جيشين معاديين في حالة مواجهة وقد حكم عليها الحاكم بالموت بعد تمكنها من التسلل ليلا وًإنزال جثة أخيها المعلقة علي الشجرة ونثر حفنة من التراب عليها .

- صورةً المرأة المنتقمة :
- وتمثلت في شخصيتين احداهما  إلكترا  التي  تثأر لأبيها من أمها  و عشيق أمها إيجيثوس ؛ ثمنا لدماء أبيها أجاممنون الذي اغتيل  بتدبير أمها كليتمنسترا - زوجته - وعشيقها  عشية عودته منتصرا من حرب طروادة  .
- أما الثانية فكانت  ( ميديا) التي تقتل  شقيقها  لتمكين حبيبها جاسون  من الإستيلاء علي الفروة الذهبية ، وتنتقم من زوجها جاسون نفسه عندما أزاد الارتباط بألسنة الملك كريون بإهداء العروس فستان عرس مسمم ، وتنتقم من زوجها بذبح ولديهما الطفلين أمام عينيه
 
( وربما هذا ما جعل أرسطو يقل) :
- (( المرأة كائن حقير ) )

- المرأة  العاشقة في مسرح عصر النهضة :
- تجلت صورة المرأة العاشقة في مسرح شكسبير  ، تحركها العاطفة  كما لوكانت ريشة في مهب الريح  ؛ هكذا  كانت أوفيليا في مآساة هاملت
رهن إشارة هاملت مرة ، وهي كذلك بالنسبة للملكة جرترود والدة هاملت ؛ وهي رهن إشارة كل من   والدها بولينيوس ، و لابرتيس أخيها ،  ورهن إشارة الملك كلوديوس قاتل أخيه والد هاملت ؛ وهذ الصفة فيها جعلت المخرج الإنجليزي يصورها عند إخراجه لنص هاملت في مسرح الفن بموسكو عام ١٩٠٥  فتاة رعناء تافهة ، وهو ما اختلف معه ستانسلافسكي في ذلك
كانت النساء ممنوعه من العمل المسرحي ككل ، وكانت بداية المشاركة من خلال الكاتبات المسرحيات وليس الممثلات، فقد تمكنت الراهبة الألمانية “هروسفيثا” من دخول المسرح خلال القرن العاشر؛ إذ اعتبرت أول كاتبة مسرحية في أوروبا. وعبر مسرحياتها قدمت “هروسفيثا” النساء على أنهن قويات ونبيلات، على عكس الصورة النمطية للمرأة في أوروبا في ذلك الوقت؛ مُنقادة وضعيفة الشخصية.ومن ضمن الكتَّاب الذين أسهموا في إشراك النساء في المسرح، كان الكاتب الإنجليزي “ويليام شكسبير” (1564- 1616)، الذي قدم بعضاً من أكثر الشخصيات النسائية قيادة في التاريخ، كروزاليند في مسرحية “كما تحبها”، وكورديليا في مسرحية “الملك لير”، وليدي ماكبث في تراجيديا “ماكبث”، وغيرهن من شخصيات بصفات استثنائية؛ كالعميقة والماكرة والشجاعة، والمُحِبَّة المخلصة مثل جولييت

- المرأة العاشقة جولييت في ( روميو  وجولييت ):- لشكسبير  منقادة لعاطفتها المشتعلة  دون  ضابط عقلي أو  عائلي ، حيث غياب حضور الأم  ، والأمر  الذي ينتهي بها وحبيبها روميو إلي  الموت المادي مع الخلود المعنوي  الرمزي  والأمر نفسه يتكرر   بالنسبة لديدمونة في مسرحية (  عطيل ) التي وقعت في حب  قائد جيش إمارة البندقية  المحارب المغوار عطيل  ، وهربت من قصر والده عضو مجلس الإمارة  وتزوجت من المغربي عطيل ؛ لتقتلها غيرة ذلك الزوج المغربي - في رأي لعدد من الباحثين والنقاد -  أو بسبب  شعوره بالنقص لعقمه الذي حال دون تمكنه من إنجاب وليد يلحقه بالانتساب للطبقة الحاكمة والأسرة العريقة .
- وهنا تظهر  سلبية غياب الأم المادية أو المعنوية في عدم  رعاية البنات وهو ما ينجلي أيضا في صورة الفتيات في مسرحيته ( حلم منتصف ليلة صيف )

-  المرأة في المسرح الحديث:

- المرأة الدمية وصدمة الذكورة  في ( بيت الدمية) النرويجي هنريك إبسن:
تبذل كل حياتها في بيت طاعة الزوج هيلمر ترعاه وتحرص علي  الحفاظ علي بيتها وتبرم صكا  بدين  بمقتضاه تعالج به زوجها ، دون أن يعلم ، وما أن علم انقلب كوحش كاسر  يلومها ويؤنبها ، الأمر الذي تضطر معه إلي ترك بيت الزوجية ، وهي تصفق الباب خلفها ؛ في ما فسره النقاد بصفق المرأة الأوربية الباب في وجه عصر سيطرة الجنس الذكوري كله.  ، وهو هنا  واكب دعوة قاسم أمين في مصر إلي تحرير المرأة .

- المرأة في المسرح المصري :
- المرأة ( الغانية) المتحررة في مسرحيتي  الحكيم :
( السلطان الحائر) و ( شمس النهار )
في  ( السلطان الحائر  ) تدهشنا صورة  الغانية  التي تقف بثبات وإقدام في وجه وزير باطش يلوح بسيفه وفي وجه قاض يلوح بالقانون المعيب وكلاهما يضغط  لتغليب الباطل علي الحق ، غير أنها تصمد أمامهما حفظا لحقها في ملكية ما أشتراها في مزاد علني بيع سلطان البلاد لها بعد أن دفعت ثمن سرائرنا  من حر مالها ،  وهو نزاع بين قوة الحق وسلطة الباطل  ، الأمر الذي دعا السلطان المبيع إلي  التفاوض معها منتهيا بالحيلة  - تبعا لتعادلية الوسطية عند الحكيم - إلي قبولها التنازل عن ملكيتها للسلطان . 
المسرحية مستلهمة من موقف تاريخي لشيخ الإسلام العز بن عبد السلام في عصر المماليك الذي أفتي بعدم شرعية  تولي مملوك خلافة دولة المسلمين لكونه عبدا مملوكا ، من هنا دعا إلي بيعهم في المزاد العلني ليحررهً من ملكه بعد ذلك تحق له الخلافة . - وخطاب النص بالمعني الذي  صاغه نص الحكيم يلمح إلي عكس مقولة " خير الأمور  الوسط " -



#نانسي_كايزن (هاشتاغ)       Dr_Nancy_Mohammed_Aly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والعمل السياسي   مسرحية :( انتخبوا أم علي)
- الفن الشعبي (الموال)
- مجنون ليلي للسنباطي
- وظيفة المآساه اليونانية(آرسطو)
- مناهج التمثيل
- مونولوج مشهد انتحار كليوباترا
- مونولوج مشهد أنتظار كليوباترا
- ماهو النقد
- حوار مسجل مع الموسيقار حلمي بكر
- المونولوج بين الغناء والدراما
- ملخص مسرحية ( حلم ليلة صيف)
- براكساجورا اول امرأة في تاريخ المسرح
- sophokles سوفوكليس (406-496)
- مسرح الجسد
- علم الاسطورة
- حي محرم بك
- فيلسوفة إسكندرية (هيباتيا)
- سليم النقاش وفرقته
- حديقة انطونيادس
- الرقص المسرحي


المزيد.....




- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نانسي كايزن - صورة المرأة في المسرح (من منظور الكتابات الذكورية)