أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الحركة والثبات عند هيرقليط














المزيد.....

الحركة والثبات عند هيرقليط


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 12:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٥٥ - الثبات والحركة عند هيراقليطس
نحن مدينون لهرقليطس بالصيغة المركزة في الجزء أو الشذرة 50 - مما تبقى من كتاباته، التي يحدد فيها "اللوغوس" بأنه "hèn panta - One - All"، أو بأنه "الواحد - الكل". ولا ينبغي تصور هذا "الكل الواحد" كنتيجة لوحدة تتكون بواسطة تجميع المتعددات عن طريق الإلتصاق أو الاقتران أو الإنصهار، ولكن كـ "وحدة منسقة" تشكل "البعد" الذي ستظهر فيه كل الأشياء "مع متناقضاتها أو أضدادها" في ضوءها الخاص. وفي نفس الوقت يجب النظر إلى اللوغوس باعتباره هذا "الكل - واحد" من ناحية الانتماء المتبادل بين الكينونة والإنسان. بين هذه المتناقضات مثل الليل والنهار، والحرب والسلام، والمجاعة والوفرة، الحب والكراهية .. ، إذا كان هناك صراع أو حرب أو جدال Πολεμος - Polemos، فإنه ليس هناك قطيعة أو إنفصال، ولكن هذا "الانتماء المشترك"، كما أنه لا يوجد تتابع زمني في تصور هيراقليطس للأضداد، فهي دائمًا معًا وفي نفس الوقت وهم وحدة مركبة - الليل يحتاج إلى النهار ليكون على ما هو عليه، والحرارة تحتاج للبرودة إلخ.
من المهم أن نلاحظ أنه بالنسبة إلى هايدجر، لا يجب السعي وراء هذه الوحدة على المستوى الديالكتيكي على غرار الديالكتيك الهيغلي، فالوحدة أصيلة وأساسية في بُعد الانتماء المشترك ضمن فكرة اللوغوس التي تشكل بالتحديد النموذج المخفي ἀρχή، أو المبدأ الأصلي. إنه أيضًا من خلال الصورة المجازية وإستعارة فكرة "البرق" الذي يضيء في لحظة خاطفة، بأشعته، المشهد الكامل للكائنات كما في الكهف الأفلاطوني، وليس من خلال اللجوء إلى الصورة المبهرة للشمس التي تكشف ضوئها ببطء وتدريجيا طوال اليوم، من خلال هذه الإضاءة الخاطفة يدرك هيراقليطس وحدة الكل، Τα Πάντα.
على الرغم من صراع "الأعداء" هذا أو ربما بفضله، يمكن اعتبار اللوغوس الهيراقليطي بمثابة تجمع مستقر وثابت، ومن هنا جاءت عند الإغريق القدماء فكرة الهوية الواحدة بين مفهومي "الوغوس" و "الفوسيس" لذلك، كان على هايدجر أن يحدد مصيرًا نهائيًا للتفسير التقليدي للجملة الهيراقليطية الشهيرة Ta Panta Rei - Τα Πάντα ῥεῖ والتي تترجم تقليديًا على أنها "كل شيء يتدفق أو يسيل". يُعرف هرقليطس، كما سبق أن وضّحنا، بغموضه وقد نعته أرسطو بهيراقليطس المظلم أو المعتم، وكذلك بمعارضته الشديدة لبارمينيدس، أحدهما هو فيلسوف الحركة المطلقة، Τα Πάντα ῥεῖ، "كل شيء يتدفق " لا يستحم المرء في نفس النهر مرتين"، والآخر، بارمينيدس يدعو لفكرة الثبات الجذري والمطلق للأشياء. ولكن هايدغر يرى أنه يوجد أيضًا عند هيراقليطس، حسب تحليله، نوع من "الدوام"، وهو ديمومة التدبير والعدالة ديكي - Δίκη، دون الذهاب إلى حد الحديث عن الانسجام الكوني كما يعتقد البعض، ذلك أنه في هذا "الصراع" المستمر بين المد والجزر "يتم الحفاظ على وحدة الـ phusis، داخل المتناقضات، الليل والنهار، السلام والحرب، الوفرة والندرة، والقانون الذي يسمح بإنضمام الأضداد وتلاحمها، هذا هو" اللوغوس - λόγος".
هذه الحركة العامة المؤطرة ضمن حدود وقوانين صارمة تجعل الفلسوف الفرنسي صديق هايدغر والداعي لفلسفته في فرنسا، جان بوفريه Jean Beaufret، يقول أنه "لا شيء أكثر غرابة لروح هيراقليطس من العقيدة المزعومة للحركة الدائمة والسيلان المستمر العالمية المنقولة إلينا بواسطة التقاليد، والتي نضعها بشكل سطحي مقابل الثبات والجمود البارمينيدي"

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء والإنتاج الفني
- هايدغر ولغز اللوغوس
- الصياد والطريدة
- النساء وفخ التاريخ
- حرية النساء والفن
- الغضب الساطع الذي لا يأتي
- اللوغوس
- عذاب الحجر
- الطاقة وعقل العالم
- جدلية حرية العبيد
- هاملت والجمل
- الباريدوليا، أو الصور الجانبية
- ظاهرة الأبوفينيا
- هيراقليطس وديمومة التغيّر
- الفيلسوف الغامض
- عقلنة الميثولوجيا
- الفجوة
- بين التوحيد والحلول
- كزينوفان
- المدرسة الإيلية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الحركة والثبات عند هيرقليط