أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد إبراهيم أحمد - أخلاقيات التنمر السياسي السيبراني العربي..














المزيد.....

أخلاقيات التنمر السياسي السيبراني العربي..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزا التنمر بأنواعه ووسائله كافة المجتمعات سواء النامية أو المتخلفة أو المتقدمة، وكان الأساس هو التنمر الواقعي التربوي قبل الافتراضي أو الفضاء السيبراني الذي وسَّع دائرة التنمر أمام المتنمر وجعل المتنمر به في موقف لا يُحسد عليه؛ إذ كان يكفيه اتقاء شر من يتنمر به بالابتعاد عنه، أو عدم الاحتكاك به، بحسب جغرافية المكان، غير أن العولمة ووسائلها العديدة إعلاميا واجتماعيا، جعلت حرب التنمر دائرة ليل نهار لا تعرف الملل أو الكلل، وعرفت طريق الكلمة المكتوبة، والمنطوقة، والفيلم القصير المصور، وتأليف كلمات على ألحان شائعة ليسهل حفظها، وشيوعها.

ثم جاء دور التنمر السياسي الذي عانق التنمر السيبراني وتحالف معه، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وانقسام مجتمعات الدول العربية التي انفجرت منها أو فيها هذه الثورات، بل في البلاد المستقرة التي زادت فيها حدة المعارضة وشراستها أكثر من ذي قبل استمدادًا من المعين الثوري الذي اتسع نطاقه، واستثمر الإعلام الموازي فصائل المعارضة المهاجرة بعيدا عن أوطانها باختيارها أو قسرا، مخافة السجن والوقوع تحت طائلة القانون الذي يرونه مُسيَّسا ضدهم، وموجهًا من قبل الأنظمة العربية الحاكمة، وهو ما أشعل ساحة التنمر السياسي المتبادل من الطرفين: الطرف المؤيد لسياسات دولته وحكومتها ورئيسها أو مليكها، والطرف المعارض لتلك السياسات.

ومع كون التنمر في مجموعه وعلى اختلاف أنواعه مخالف للأخلاق، سواء في التعامل عبر الفضاء السيبراني أو القنوات التلفازية، إلا أن حجم السقطات الأخلاقية قد زادت حتى خرجت عن نطاق الموضوعية، والأحداث السياسية، وطالت لا شخص الزعامات أو الرؤساء فقط بل طالت أيضًا أفراد عائلاتهم، وصار المتنمر يتصيد الأخطاء والهفوات، أو يصنعها أو يصطنعها، بل يفبركها بالقص واللصق عبر سلاح المونتاج والفوتو شوب، من أجل استثارة أو قلب الرأي العام المحكوم ضد من يحكمونه، والمؤسف أن الذي شجع من يستخدمون سلاح التنمر السياسي، ولو بدا غير أخلاقي، ذلك الحشد الجماهيري الذي صار يستمتع ويسعد بل يتلذذ بممارسة هذا التنمر، بل صار يجده وسيلة تتكفل بالتعبير عنه في معاداته ورغبته في الانتقام من أية أنظمة أو رموز حاكمة، دون وقوع أية مسئولية عليه.

لقد داست أقدام جميع الأطراف سواء المؤيد أو المعارض أبجديات الأخلاق التي يدينون بها جميعا، والتي تنهى عن الوقوع في الأعراض، عبر السباب والشتائم وأحط النعوت وهم المأمورون بنبذ الهمز واللمز والتنابز بالألقاب، غير أن صفحات التواصل الاجتماعي بأنواعها صارت مرتعا وحصنا وخندقا يتمترس فيه أو من خلفه كل شتام وعياب، خاصة إذا كان بعيدا ببدنه عن طائلة القانون، حتى ديست القيم الإنسانية، والأخلاق العربية الأبية التي كان هناك من يمارس المعارضة ضد الأفعال والممارسات السياسية مما أكسبه احتراما، واعترافا بحقه في التنديد؛ لأن الفعل يتعلق بالفعل المضاد، وليس بشخص من فعله، والحراك السياسي يمارسه الجميع تحت مظلة مصلحة الوطن دونما تنمر، أو أذى نفسي بالقول المعيب، واللفظ المستهجن، وهو مادة فعالة في التنمر السياسي السيبراني، على عكس التنمر التربوي الذي يعتمد على الأذى باللفظ والفعل معا أو أحدهما.

يحتاج الأمر الكثير من التريث والحكمة، خاصة ونحن نطالب بتوسيع دائرة المواطنة الرقمية، والتي تحتاج هي الأخرى تربية ووعي من يستخدمها، ورقابة علوية من جهات سيادية لضبط رتم هذه التقنيات من حيث الاستخدام السيء، خاصة أن المجتمعات العربية في الأونة الأخيرة، صارت منفلتة الأعصاب تجاه الحكام، والحكومات، والفرق الرياضية، واتحادات الكرة، داخل منظومة التنمر الذي يصبغونه بالسياسة ـ ولو كان بعيدا عنها ـ حتى الأفراد الذين لا علاقة لهم بالسياسة من قريب أو بعيد، بل صار البعض من جنرالات المقاهي، ومفكري ومنظري صفحات الفيس بوك والمدونات وغيرهما يفتون، ويحكمون، ويسبون، ويخوضون في انتهاك المنظومة الأخلاقية، ولا يحق لهم هذا أبدا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. للأسف.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواري حول: -علاقة الفن والدراما في المجتمع العربي المعاصر- م ...
- حواري حول: -علاقة الفن والدراما في المجتمع العربي المعاصر- م ...
- المنعطف الأخير: جدلية الموت والفقر والغنى
- لويزة ناظور: -باريسية- .. سفيرة للعربية..
- بين الشعر والحرب والتعليم” .. حوار مع الشاعر محمد الجعمي
- مقال نقدي حول: -المنعطف الأخير-: ثراء النص وتوازن العرض-.. ل ...
- مقال نقدي حول: -المنعطف الأخير-: ثراء النص وتوازن العرض-.. ل ...
- فوزي محمود: شاعر الجمال.. واقعًا وخيال..
- الأديب فوزي محمود تائهٌ في منخفض الوطن
- الثورة في شعر خالد الكيلاني..
- -قبل الإفطار- بين -أونيل- و -مرجان-..
- بزوغ وأفول الشاهنشاهية البهلوية في إيران..
- تجليات المفارقة في -عكس اتجاه السير- لعلي عيسى..
- المثقف العربي وقضايا أمته: شكيب أرسلان نموذجا..
- الأخلاق في المنظور الفلسفي السقراطي: الموقع والمفهوم
- أم كلثوم بين: “البردة” و”نهج البردة”..
- حوار حول -التنوع الثقافي: الاحترام والإدارة- ..أجرته معي الك ...
- حوار حول -التنوع الثقافي: بين الاحترام والإدارة-.. أجرته معي ...
- حوار حول -الثقافة والتعددية الثقافية- ..أجرته معي الكاتبة رو ...
- حوار حول -الثقافة والتعددية الثقافية- حوار أجرته معي الكاتبة ...


المزيد.....




- لماذا قد -يدفن- مشروع E1 الاستيطاني الإسرائيلي احتمال قيام د ...
- لماذا أعجب روي كاساغراندا بالصحابي خالد بن الوليد؟
- العثور على جثمان ضابط إسرائيلي انتحر بعد القتال في غزة
- باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية
- إدانات عربية ودولية لخطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة
- لماذا يتحدث بوتين عن معاهدة جديدة للأسلحة النووية مع واشنطن؟ ...
- عراقجي ينفي تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان
- قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا
- مطالب بتحقيق في مجلس الشيوخ حول محادثات -ميتا- مع أطفال
- مخطط سموتريتش.. هل يكون نهاية حلم الدولة الفلسطينية؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد إبراهيم أحمد - أخلاقيات التنمر السياسي السيبراني العربي..