أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - المصادر الريعية لشرعية الإنجاز والحكم في العراق



المصادر الريعية لشرعية الإنجاز والحكم في العراق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعمل القوى السياسية الحاكمة والمتحكمة في العراق، وبشكل محموم، على تعزيز شرعيتها الدستورية، وإعادة إنتاج نفسها، من خلال الإنتخابات والآليات والأطر المرتبطة بها، ولا شيء غير الإنتخابات.
فالإنتخابات هي الشكل والمحتوى الرئيس للديموقراطية بنسختها العراقيّة.
كانت القوى الحاكمة قبل عام 2003، تحكم، وتتحكّم بهذا البلد، من خلال الدكتاتورية الفرديّة"الغاشمة"، و"الفاشية"، أمّا القوى الحاكمة الآن، فهي تتحكّم بهذا البلد، وبمصادر السلطة والثروة فيه من خلال الإنتخابات.
وهذه الإنتخابات قد تمنح هذه "القوى" الشرعية الدستورية فقط.. غير أن هذه الشرعية ليست "شعبية" بدليل مقاطعة الكثيرين لها في الإنتخابات الأخيرة.
ولأن الشرعية "الثورية" باتت من الماضي، ولم تعُد فاعلة في حشد تأييدٍ شعبيّ واسعٍ وكافٍ، وبما يسمح بتعزيز الإمساك بالسلطة إلى أمدٍ طويل، فإنّ الشرعية الوحيدة المتبقية والفاعلة في دولة ريعية كالعراق، هي شرعية "الإنجاز" فقط، ولا شيء غير الإنجاز.
والإنجاز هنا هو إنجاز اقتصادي، ينعكس بشكل ايجابي على المجتمع، الذي سيميل تلقائياً(وبالضرورة) إلى دعم الفريقي السياسي القائم به.
شرعية الإنجاز هذه ترتبط ارتباطاً عضوياً باستمرار عائدات صادرات النفط الخام بـ "إرضاع" بنية الحكم والسلطة في العراق، وخلاف ذلك فلا شرعية "حقيقية" لأيّة سلطة و"بُنية" حكم في العراق.
غير أن "الفئات" السياسية الحاكمة في العراق، تفهم، وتتعامل مع هذه الشرعية بشكل كارثي، وعلى جمع المستويات.
إنّ الشكل والمحتوى الرئيس لشرعية الإنجاز في العراق، هو التوظيف العشوائي، والمُنفلِت لجزء صغير من جيش العاطلين الهائل، في قطاع حكومي مترهّل أصلاً، وعديم الإنتاجية.
والشكل الآخر من هذه "الشرعية" هو تنفيذ(أو الوعد بتنفيذ) مشاريع شكلية – مظهرية، لم يكن لمعظمها وجود على أرض الواقع أصلاً، ولم يكتمل جزءها الآخر، بعد مرور عشرين عاماً على إقرارها، أو الإعلان عنها، أو الشروع بها.
ولهذا لا تهتم الفئات الحاكمة في العراق بغير قانون الإنتخابات، وقانون الموازنة العامة، وتعمل على انجازهما بأسرع وقت ممكن.
القانون الأول يُتيح تعزيز قبضتها على السلطة والحكم، والقانون الثاني يسمح لها بأن تدعم سلطتها بـ"انجازٍ" ما، يقوم أساساً على توزيع عائدات الريع النفطي على شكل حصص يتم الإتّفاق عليها من خلال آليات رصد التخصيصات في الموازنة العامة للدولة.
بهذه الطريقة الساذجة في التعامل مع الركائز الرئيسة للحكم الرشيد، فإنّ الفئات الحاكمة في العراق تتجاهل الإقتصاد، والتنويع الإقتصادي، والتأسيس لبيئة اقتصادية ملائمة ومُستقرّة ومُستدامة، ولا تُدرِك أن الإدارة الكفوءة والسليمة للموارد، هي أهم بكثير من الريع النفطي، وما يرتبط به، وبآليات توزيعه، من سلطة ونفوذ.
إنّ دور النفط في الإقتصاد العالمي يتراجع باستمرار، وقد يزول.. ولكن سلطة ونفوذ وقوة الإقتصادات المُنتِجة، لا تزول.
99% من دول العالم لا تمتلكُ برميلاً واحداً من النفط، ولكنها تعيشُ أوضاعاً أفضل من أوضاعنا بكثير، وفي جميع المجالات.
سعر خام برنت هذا اليوم(20-3-2023) هو 71 دولار للبرميل.
أي أن سعر برميل نفطنا هذا اليوم هو في حدود 63-65 دولار للبرميل..
بينما يتقاتل "الساسة" لدينا بضراوة الآن، من أجل إقرار قانون الإنتخابات، وقانون الموازنة العامة للدولة، بهدف "تقاسم" ماتبقّى لهذه الدولة من سلطة ومال ونفوذ.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظارِ الريحِ التي لن تجيء
- فريق الساسة في العراق وقواعد اللعب النظيف
- عبيد علي عبيد، القادمِ كالماء، من-التَنّومة-
- ما يُطبَّق وما لا يُطبَّق من أحكام قانون الإدارة المالية الإ ...
- إشكالية إعداد وتنفيذ البرامج والخطط والموازنات العامّة في ال ...
- موازنة ما يطلبهُ المُستمِعون العامّة الإتّحاديّة
- دروبُ العيشِ الضيّقة
- كُلُّ شيءٍ كَذِب
- كما الشبّوي في الزمانِ القديم
- شيءٌ عاديّ جفافُ الفراتِ وموتُ دجلة
- يالها من سياسة يالهُ من اقتصاد.. و يالهُ من بلد
- أنتَ عارٍ كما أنتَ.. وهُم بكاملِ أناقَتِهِم في البلاد
- أربعةُ أفلامٍ عن السأمِ والعزلةِ والخساراتِ العميقةِ جدّاً
- قانون ايرادات البلديات و حظر المشروبات الكحولية في العراق
- أغاني الناس و مواويل الحكومة وإيقاع السوق
- عن التعداد السكاني التنموي مرّةً أخرى
- الإحصاء السكاني - التنموي في العراق (2008- 2023)
- الإحصاء السكاني - التنموي في العراق (2008- 2023) -2-
- هذهِ الحياةُ اللعينةُ طويلةٌ جدّاً
- عن المحتوى الهابطِ في كُلِّ شيء.. كلّ شيء


المزيد.....




- غموض كبير يلفّ زواج جيف بيزوس ولورين سانشيز.. فهل انكشف أخير ...
- مخزونات اليورانيوم المخصب.. إيران تعلن انفتاحها على نقله لكن ...
- كان يُعتقد أنه قُتل.. ظهور قائد إيراني رفيع بمراسم التشييع ف ...
- هل يمكن أن تعالج العقول الاصطناعي العقول البشرية؟
- نقص حليب الأطفال يهدد حياة أطفال رضع في غزة
- ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلمي
- ترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار ...
- إنجلترا تحت لهيب الصيف: موجة حر جديدة قد تحطم الأرقام القياس ...
- تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي
- ناجون من جحيم غزة، باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياته ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - المصادر الريعية لشرعية الإنجاز والحكم في العراق